ذكر مصدر مقرب من التحقيقات مع المتهم عبد اللطيف، المشتبه في إدلائه بمعلومات كاذبة لمقربين من الشيخ الراحل، أحمد بن زايد بن سلطان آل نهيان، للحصول على منحة مالية، مقابل الكشف عن مكانه، أنه يعاني اكتئابا حادا، وأن محاميه ينتظر إجراء الخبرة الطبية عليه، لأنه "متأكد من معاناته مرضا نفسيا". وصرح المصدر نفسه أن محامي المشتبه به جالسه، وعاين حالته الصحية المتأزمة، مشيرا إلى أن القضاء وحده سيحدد إن كان المشتبه به مسؤولا عن الأفعال، التي ارتكبها، بعد أن ادعى أنه عثر على الشيخ أحمد بن زايد في إحدى المناطق بتمارة، وزعم أنه يحتفظ به في منزله، دون أن تعلم السلطات المغربية بالخبر. واستطاع عبد اللطيف، المهووس بشبكة الإنترنيت أن يحرك مصالح الأمن المغربية ومصلحة المعلوميات التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني، بعد أن أرسل "إيميلات" إلى مواقع تخص حكومة أبوظبي، ومركز اتصال هذه الحكومة، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، وعدد من المسؤولين في وزارة شؤون الرئاسة، وكتب في خانة العنوان: "الشيخ أحمد بن زايد بن سلطان آل نهيان معي وفي صحة جيدة"، مشيرا إلى أنه يصعب عليه التواصل مع المسؤولين عن طريق الهاتف المحمول لأسباب أمنية. وانطلت حيلة المشتبه به، الذي يملك أزيد من 50 حسابا إلكترونيا، حسب محاضر الضابطة القضائية، على مسؤولين بالإمارات، إذ راسلوه أثناء عملية البحث عن الشيخ أحمد، مطالبينه بتصويره بكاميرا، أو الاتصال بهم هاتفيا، حتى يتحققوا مما يدعيه المتهم، الذي يوجد الآن رهن الحراسة النظرية. وحرك الحادث عناصر الأمن المغربية، بعد التنسيق مع نظيرتها الإماراتية، إذ تمكنت فرقة أمنية خاصة بالمعلوميات من تحديد موقع المشتبه به بمدينة تمارة، قبل مداهمة منزله من طرف 6 رجال شرطة بالزي المدني، فتشوا بيته، قبل أن يحجزوا حاسوبين، وعددا من الأقراص المدمجة. ووجدت عناصر الشرطة القضائية صعوبة في الاستماع إلى المشتبه به، نظرا لحالته النفسية المتأزمة، قبل أن يحال على وكيل الملك، الذي أمر بإيداعه السجن، ومتابعته في حالة اعتقال، بتهمة محاولة النصب وإدخال معطيات في نظام للمعالجة الآلية للمعطيات عن طريق الاحتيال، طبقا للفصول 540، و54، 114، وما يليه، و607 مكرر ست مرات، من القانون الجنائي.