حل بالعيون، أخيرا، 17 فردا، بينهم امرأتان وطفلان، بعد تمكنهم من الفرار من مخيمات تندوف، التي غدت مثل معتقل غوانتانامو. وتضاف هذه المجموعة من العائدين إلى كوكبة من الصحراويين والصحراويات، التحقوا في الفترة الأخيرة، بأرض الوطن، من مختلف الأعمار، ووصل عددهم إلى ما يزيد عن 70 شخصا، في أقل من أسبوع. وقال البشير الدخيل، خبير بالشأن الصحراوي، وأحد قدامى العائدين، إن ارتفاع نسبة فرار الصحراويين من مخيمات تندوف، جاء مباشرة بعد زيارة المبعوث الأممي، كريستوفر روس، إلى المنطقة. وأوضح الدخيل، في تصريح ل"المغربية"، أن "المحتجزين في المخيمات أصيبوا بإحباط شديد، وباتوا يدركون، أكثر من أي وقت مضى، أن جبهة البوليساريو، ومن ورائها النظام الجزائري، لا يريدان للصحراويين أن يقرروا مصيرهم". وزاد موضحا أن "زيارة روس كشفت الغطاء للرأي العام الصحراوي في المخيمات، وبات الجميع يعرف أن سكان المخيمات لا يمثلون سوى صك تجاري بيد أفراد الجبهة، ودعامة للدعاية الجزائرية المغرضة ضد المغرب". وقال الدخيل إن الصحراويات والصحراويين في المخيمات، رغم الطوق العسكري المحكم حول رقابهم، باتوا يبحثون عن كل الوسائل، التي تمكنهم من الهروب والعودة إلى المغرب، خاصة أن الأخير قدم إطارا جديا لحل المشكل، وتمكين الصحراويين من تقرير مصيرهم، وتدبير شؤونهم بأنفسهم. وأضاف الدخيل أن "الملك الراحل الحسن الثاني، رحمه الله، ترك بابا مفتوحا للمصالحة الوطنية الشاملة في إطار النداء التاريخي إن الوطن غفور رحيم، وجلالة الملك محمد السادس، بطرحه مبادرة الحكم الذاتي، أعد للصحراويين، ولكل العائدين، خيمة صحراوية للعيش في أمان واستقرار". وقال الدخيل إن الصحراويين الموجودين في اسبانيا وموريتانيا تشملهم الدعوة، وعليهم أن ينضموا إلى مسيرة بناء الأقاليم الصحراوية. وتتراوح أعمار أفراد المجموعة الأخيرة، التي التحقت بأرض الوطن أول أمس الأحد، بين 20 و56 سنة. وأكد المحجوب الحارثي (50 سنة)، في تصريح للصحافة، أنه عاد إلى بلده المغرب استجابة للنداء الملكي "إن الوطن غفور رحيم"، مشيرا إلى الأوضاع المعيشية الصعبة للمحتجزين بمخيمات تندوف. ودعا إلى التدخل لفك الحصار عن إخوانه، وتمكينهم من العودة إلى بلدهم، ليعيشوا إلى جانب ذويهم، في أمن وطمأنينة. وعبر محمد أحمد سالم ولد باهية (48 سنة)، في تصريح مماثل، عن ارتياحه لهذه العودة، مبرزا أنه كان مغررا به، وكان ضحية أفكار تضليلية، يجري الترويج لها من طرف عناصر البوليساريو ضد المغرب، موضحا أن غالبية المحتجزين يرغبون في الالتحاق ببلدهم، غير أن الحصار المضروب عليهم يحول دون تمكنهم من ذلك. وتضاف هذه المجموعة إلى 74 فردا، بينهم ثماني نساء، وخمسة أطفال أبناء امرأتين منهن، التحقوا بأرض الوطن، فارين من البؤس بمخيمات تندوف. وفي 3 أبريل الجاري، عاد 13 شابا، وفي 28 مارس الماضي، عاد 15 شخصا، وفي 25 من الشهر نفسه، عاد 33 شابا صحراويا، جميعهم أكدوا الأجواء المكهربة، التي تعيشها المخيمات. وفي ظل تنامي حركات الاحتجاج والاستنكار داخل المخيمات، التي تقيمها الجزائر على أراضيها لابتزاز المغرب، طالب السيناتور الفرنسي، ميشيل تيوليير، بمدينة ليون، بضرورة إيفاد لجنة دولية للتقصي حول وضعية الأشخاص المحتجزين في مخيمات تندوف. وأبرز كل من ثيوليير، وجان بيير فيار، المنتخب السابق لمدينة سانت إتيان، خلال لقاء مع وفد عن ائتلاف " وطننا" لإطلاق سراح المغاربة المحتجزين في تندوف، أن غياب تحقيق حول الوضع في هذه المخيمات أمر"غير مفهوم"، وأن المجتمع الدولي لا يستطيع" تجاهل" ما يحدث بهذه المخيمات، مع احتمال وجود انتهاكات لحقوق الإنسان، ومن ثمة الحاجة إلى"الاطلاع".