تمحورت المشاريع العديدة، التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أو أعطى انطلاقة أشغال إنجازها، أو وقف على تقدم إنجازها، بإقليم شفشاون، حول التنمية البشرية ومحاربة الهشاشة والفقر بالعالم القروي، وفك العزلة(و م ع) وذلك بما يكفل تحقيق التنمية المندمجة للجماعات القروية بالأقاليم الشمالية، وبالتالي ضمان العيش الكريم للسكان. هكذا اطلع جلالة الملك، في بداية زيارات جلالته الميدانية للإقليم، التي انطلقت في 12 من الشهر الجاري، على برنامج التنمية الحضرية لشفشاون (2006-2009)، الذي يروم تحسين ظروف عيش السكان، من خلال مجموعة من التدخلات، والذي رصد له غلاف مالي يناهز 411 مليونا و610 آلاف درهم. ويتضمن هذا البرنامج ستة محاور رئيسية، تهم أساسا، التهيئة الحضرية وتقوية الشبكة الطرقية، وتأهيل المدينة العتيقة، وتقوية وتأهيل التجهيزات والمرافق الجماعية، والتطهير السائل، والمحافظة على البيئة وتهيئة الحدائق والمنتزهات، والتزويد بالماء الصالح للشرب. وفي هذا الصدد، أشرف صاحب الجلالة على تدشين قاعة رياضية مغطاة، متعددة الاختصاصات، جرى إحداثها ضمن مجمع محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة، باعتمادات بلغت 26 مليونا و380 ألف درهم. وأعطى صاحب الجلالة كذلك انطلاقة أشغال بناء وتهيئة الطريق الإقليمية رقم 4105، التي ستمكن مدينة شفشاون من منفذ طرقي على المدار الساحلي المتوسطي. وبلغت الاعتمادات المالية المرصودة لإنجاز هذا المشروع، الذي يندرج في إطار البرنامج الوطني الثاني للطرق القروية (2005-2012)، 185 مليون درهم، بتمويل من الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج "ميدا". للإشارة فإن البرنامج الوطني الثاني للطرق القروية على مستوى إقليم شفشاون يهم بناء وتهيئة 448 كلم من الطرق، باستثمارات مالية تبلغ 983 مليون درهم، وسيساهم في فك العزلة عن حوالي 350 ألف نسمة من سكان الإقليم، وتسهيل الولوج بالنسبة ل`25 جماعة قروية، وضمان ربط الجماعات المعنية بالمحاور الطرقية الرئيسية وتحسين نسبة ولوج الطرق من 24 إلى 65 في المائة في أفق سنة 2012، إلى جانب مساهمتها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة. ووقف صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالمناسبة، على تقدم إنجاز مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم شفشاون برسم الفترة 2005 - 2009. ويبلغ عدد هذه المشاريع 168 مشروعا، ويستفيد منها 117 ألفا و257 شخصا، ورصدت لها اعتمادات مالية تصل إلى 112 مليونا و430 ألفا و386 درهما وتراوحت نسبة إنجازها ما بين 56 في المائة ومائة في المائة. وتتوزع مجموع هذه المشاريع بحسب برامج المبادرة، ما بين برنامج محاربة الهشاشة والتهميش، والبرنامج الأفقي، وبرنامج محاربة الفقر بالوسط القروي، والبرنامج الاستعجالي. وجرى وضع هذه البرامج والمشاريع في إطار مقاربة تقوم على الاستجابة لحاجيات مختلف الشرائح الاجتماعية، وضمان استمرارية المشاريع بتكثيف مشاركة المستفيدين والفاعلين المحليين في التدبير ورصد ميزانيات قارة للتسيير، إلى جانب الاندماج مع البرامج القطاعية لتحقيق مشاريع مندمجة ذات وقع واسع على السكان.