تطورت التحقيقات الجارية بألمانيا في ما يتعلق بالاعتداءات الجنسية، التي ارتكبها كهنة في حق قاصرين.واعترف مطران ريغنسبورغ لودفيغ جيرهارد مولر، أن الاعتداءات الجنسية ارتكبت في حق أطفال جوقة ريغنسبورغ الشهيرة، عندما كان يسيرها شقيق البابا بنديكت السادس عشر، ونشر المطران بموقعه على الإنترنت رسالة موجهة إلى الآباء، يقول فيها "نعتزم بشكل قوي توضيح جميع الحالات الممكنة". وأبرزت أبرشية ريغنسبورغ أنه جرى تشكيل لجنة تحقيق داخلية من أجل هذه القضية. وأوضح المطران في الرسالة التي وجهها إلى أولياء الفتيان، أنه علم بحالات اعتداء جنسي وقعت في الخمسينيات، وأن مدير المدرسة جرى الحكم عليه آنذاك، ومات بعدها. من جهة أخرى، صرح الناطق باسم الأبرشية، كليمنس نايك، إلى الوكالة فرانس بريس أنه على علم باعتداءات جنسية محتملة جرت ما بين سنتي 1958و 1973، وأنه يرغب في إجراء تحقيق شفاف، علما أن شقيق البابا بنديكت السادس عشر، جورج راتزينغر(86عاما)، كان على رأس جوقة ريغنسبورغ الشهيرة منذ سنة 1964 إلى حدود 1993. وقال المتحدث باسم الجوقة، إن رجلي دين قاما بالاعتداءات الجنسية المزعومة على أطفال جوقة كاتدرائية ريغنسبورغ، وتوفي كلاهما عام 1984، وجرى الحكم عليهما بالسجن، الأول وهو مدرس سابق للدين ونائب مدير المدرسة، التي كان يتردد عليها المنشدون، وجرى عزله عام 1958، والثاني كذلك رجل دين، كان مديرا لبعض الأشهر لملحقة مدرسة جوقة الكاتدرائية، قبل إدانته في عام 1971. وقال المتحدث إنه حينها توجه بعض الضحايا إلى الأبرشية. وصرح جورج راتسينغر، شقيق البابا بنديكت السادس عشر، يوم الجمعة الماضي في مقابلة مع راديو بافاريا، أنه لم يكن على علم بأي حالة من حالات الاعتداء الجنسية على فتيان جوقة ريغنسبورغ عندما كان مديرا لها، "لن أقول أي شيء حول هذا الموضوع"، هكذا تحدث شقيق البابا إلى ميكروفونات الإذاعة. وقال "لست على علم بأي حالة من حالات الاعتداء الجنسي". و ختم اسألوا أبرشية ريغنسبورغ. أما الفاتيكان فبدأ يأخذ مأخذ الجد فضيحة استغلال الأطفال جنسيا بألمانيا، هذا ما صرح به نائب مدير المكتب الصحفي في الفاتيكان الأب شيرو بنديتي، مذكرا بأن الفاتيكان لن يتدخل مباشرة في قضية الجوقة. بدأت فضيحة الاعتداءات الجنسية المزعومة على الأطفال تتحرك كالنار في الهشيم، فقبل قضية الجوقة سبق أن فصل اثنان من الرهبان ببافييرا، إذ دخلت محكمة ميونيخ على الخط، وقام المدعي العام بالبحث في المسألة، بالإضافة إلى وصول مبعوث الفاتيكان إلى الدير، أما بالحلقة الدراسية للكبوتشيني في بورغهاوزن ببافييرا، فجرت اعتداءات جنسية على ثلاثة تلاميذ شباب، ما بين سنة 1984 و1985، حسب ما أكده الأب جوسف ميترماير، الرئيس الإقليمي للكبوتشيني ببافييرا. وبدأت الفضيحة الألمانية مع الشكاوى ضد الكهنة اليسوعيين بمعهد كانيسيوس في برلين، حيث وصل عدد الشكايات إلى حد الآن 150 شكاية، وطلب الأساقفة الألمان علنا المغفرة، وأعلنوا عن استعدادهم للتعاون مع العدالة، الأمر الذي دفعهم إلى إنشاء مكتب خاص بهذه القضية يشرف عليه المطران اسطفان أكرمان ب"تريفيري". من جهة أخرى سيرفع المونسينيور روبرت زوليتش إلى مسامع البابا بنيدكت السادس عشر تقريرا عن حالات استغلال الأطفال جنسيا، في جلسة الاستماع التي ستعقد بالفاتيكان يوم 12 مارس الجاري. وحتى هولندا هي الأخرى حصلت بها حالات اعتداءات جنسية داخل المؤسسات الكاثوليكية، وفقا لتقرير ورد في صحيفة إن آر سي هاندلسبلاد، إذ هناك 15 دعوة ضد عشرة من الكهنة داخل معهد دون روا بهيرنبورغ، لكن من المتوقع أن يزداد عدد الضحايا، وقد تصل العدوى إلى المؤسسات الأخرى. وفتح أسقف روتردام ورئيس الأساقفة الهولنديين، أدريانوس هيرمان فان ليون، تحقيقا في الموضوع، والشيء نفسه قام به وزير العدل هيرش بالين، عن أحداث وقعت بين عامي 1959 و1971.