قال وزير الأمن الإيراني، حيدر مصلحي، إن عبد المالك ريغي الذي يتزعم تنظيم (جند الله) السنية كان في قاعدة عسكرية أميركية في أفغانستان قبل 24 ساعة من إلقاء القبض عليه في أجواء إيران.ونسبت وكالة (مهر) للأنباء شبه الرسمية قوله، في مؤتمر صحفي، إن هناك وثائق ومستندات دامغة بما فيها صور تؤكد وجود الإرهابي، عبد المالك ريغي، في إحدى القواعد الأميركية في أفغانستان قبل 24 ساعة من إلقاء القبض عليه. واتهم أميركا بتزويد ريغي بهوية تسهل إليه الدخول والخروج من باكستان وجواز سفر أفغاني. وأوضح أن إيران وجهت تحذيرات إلى أجهزة استخبارات بريطانيا وأميركا ودول أخرى لإبداء التعاون حتى نتمكن من إلقاء القبض على ريغي، لكنه قال إن عملية إلقاء القبض على ريغي جرت دون أي مساعدة من أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وأن ذلك جرى في في الأجواء الإيرانية. وكان عضو الهيئة الرئاسية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران محمد دهقان كشف عن أن إلقاء القبض على ريغي جرى خلال مغادرته باکستان جواً نحو دولة عربية، لم يسمها، بإرغام الطائرة التي كان يستقلها على الهبوط في إيران. ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إلى دهقان قوله إن اعتقال هذا المجرم الملطخة يداه بدماء عدد کبير من المظلومين والأبرياء جاء في إطار تعاون وثيق بين وزارة الأمن والقوة الجوية. وقال إن القوة الجوية أرغمت الطائرة التي کان يستقلها الإرهابي ريغي والتي کانت تحلق فوق مياه الخليج بالهبوط فوق الأراضي الإيرا نية قبل أن يجري اعتقاله. وحذر بان الذين يرتكبون جرائم في حق إيران أن يعلموا بأنهم سوف لن ينالوا الأمان في أي منطقة وجدوا فيها. ونقلت قناة العالم الإخبارية الناطقة بالعربية الثلاثاء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست قوله إن ريغي كانت لديه علاقات مع واشنطن، وكان يتلقى الدعم من بعض المسؤولين الأميركيين. ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية، الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في تصرفاتها بشأن توجيه التهمة إلى بعض الإيرانيين الذين يسافرون إلى الخارج. وأوضح وزير الدفاع الإيراني مصطفى نجار أن اعتقال ريغي ومرافقيه جاء نتيجة التخطيط المستمر من قبل الأجهزة الأمنية لشهور عدة، وأن العملية تؤكد القدرة الكبيرة للأجهزة الأمنية الإيرانية. ولفت إلى أن ريغي الذي شكل منظمة إرهابية بهدف استهداف الأمن والاستقرار في داخل إيران كانت له علاقات مع زمرة المنافقين الإرهابية في داخل العراق وخارجه وكان يحرض على الفتنة والفرقة بين المسلمين داخل بلوتشستان. وكان يشير بذلك إلى تنظيم (مجاهدي خلق) المعارض المحظور في إيران. وأتهم تنظيم (جند الله) بأنه كان مدعوماً من قبل الاستكبار العالمي وجهاز الموساد الإسرائيلي وبعض الدول الإقليمية- التي لم يسمها- كانت تزوده بالأسلحة، مبينا أن ريغي كان يحضر لعملية تخريبية جديدة. وقال المدعي العام بمدينة زاهدان محمد مرزيه أنه جرى إلقاء القبض على ريغي، وذلك خلال عمليات أمنية واستخبارية منسقة ومخطط لها مسبقاً. وأردف يقول إن عملية القبض على ريغي جرت من خلال سلسلة من الإجراءات السرية التي اتخذت خلال فترة طويلة من الوقت. وأضاف إن ريغي في إيران وسيسلم إلى المسؤولين الأمنيين والقضائيين. وتتهم السلطات الإيرانية ريغي بارتكاب أعمال إرهابية وتفجيرات أودت بحياة عشرات المدنيين في عدد من المناطق الإيرانية. واعترفت جماعة ريغي بالمسؤولية عن تفجيرات وقعت في مدن بشرق إيران، بينها تفجير مسجد في زاهدان في ماي عام 2009 أسفر عن مصرع وإصابة عشرات المصلين. وأشار التلفزيون إلى أن شقيق زعيم (جند الله) عبد الحميد ريغي كان قد أقر أمام المحكمة في إيران بأن عبد المالك وحركته يتلقيان دعماً مادياً من واشنطن وإسرائيل والسعودية. من جهة أخرى، أعلن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أن بلاده قدمت إلى أميركا وروسيا وفرنسا مقترح يقضي بمبادلة الوقود النووي من دون شروط مسبقة، لكنه اتهم هذه الدول بوضع شروط. وقال نجاد" قدمنا لأميرکا وروسيا وفرنسا مقترح مبادلة الوقود النووي من دون شروط مسبقة ووفقا للقرارات ولكنهم وضعوا شرطا مسبقا، لذا أدرکنا بان نزعة الاستكبار ما تزال تراود مخيلة المستكبرين". ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إلى نجاد قوله، في خطاب له في محافظة خراسان الجنوبية جنوب شرق البلاد، انظروا إلى سلوك الدول الغربية، فهي تحتفظ في ترساناتها بآلاف القنابل النووية، وإلى جانب ذلك صواريخ يمكن بها استهداف جميع نقاط العالم. وتوعد الرئيس الإيراني، بقطع أي ذراع تهاجم بلاده، واتهم الدول الغربية بالكذب في تعاطيها مع البرنامج النووي الإيراني.