بمناسبة حلول الذكرى الحادية والعشرين لتأسيس اتحاد المغرب العربي, بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس, نصره الله وأيده, برقيات تهاني إلى أشقائه أصحاب القخامة قادة الدول المغاربية, ضمنها متمنيات جلالته لهم بموفور الصحة والسعادة وطول العمر, ولشعوبهم الشقيقة باطراد التقدم والرخاء. ومما جاء فيها "إنها مناسبة أثيرة لدينا ولدى شعوبنا التواقة إلى تجسيد هذا الخيار الاستراتيجي, الذي لا محيد عنه. ومن ثم, إني واثق أنكم تشاطروننا الإيمان الراسخ, بأن تفعيل الاتحاد المغاربي يعتبر استجابة لتطلع تاريخي متجذر لدى شعوبنا الشقيقة, إلى الوحدة والتكامل, وتحقيقا لمطلب ملح في التنمية الشاملة والاندماج الاقتصادي, ومواكبة لمنطق العصر في بناء تكتل وازن, لضمان المستقبل المشترك لدولنا الخمس, ولتعزيز حضورها جهويا ودوليا". ومن هذا المنطلق, أكد صاحب الجلالة, حفظه الله, حرص جلالته الشديد على مواصلة العمل سويا مع أشقائه قادة الدول المغاربية الشقيقة, "من أجل النهوض باتحادنا, وتجاوز العوائق الظرفية, التي تحول دون تفعيل مؤسساته, في التزام بمنطوق وروح معاهدة مراكش التاريخية, وتجاوب مع تطلعات شعوبنا الشقيقة إلى مستقبل أفضل, قوامه الالتزام بالأواصر العريقة والنبيلة للأخوة الصادقة, والثقة المتبادلة, وحسن الجوار والتفاهم والوئام, ونبذ نزوعات الفرقة والتنافر والتجزئة, وتكريس كل الجهود والطاقات للعمل الجاد المشترك, الهادف إلى تحقيق ما تقتضيه من الوفاء لروح الأخوة المغاربية والاستجابة لتطلعات أجيالنا الصاعدة, والانسجام مع عصر التكتلات الدولية, من اندماج ووحدة وتكامل". كما أعرب , صاحب الجلالة , أيده الله, عن اعتزازه العميق بما يجمعه وقادة دول المغرب العربي شخصيا, ويجمع المغرب والبلدان المغاربية الشقيقة "من رصيد تاريخي وحضاري مشترك, ووحدة المصير", مستحضرا جلالته, "جسامة الأمانة الملقاة على عاتقنا في مد المزيد من جسور التواصل والتقارب بين شعوبنا, وترسيخ علاقات التعاون المثمر والتضامن الفاعل بين بلداننا", وداعيا العلي القدير أن يوفقهم جميعا "لتحقيق ما نتوخاه لشعوبنا من نماء ورخاء, وعزة وعلاء, في ظل الوحدة والطمأنينة والاستقرار".