أحالت عناصر الشرطة القضائية لأمن القنيطرة، نهاية الأسبوع الماضي، ثلاثة متهمين، واحد في حالة اعتقال، واثنان في حالة سراح مؤقت، على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، بعد تورطهم في جريمة قتل، بعد جلسة خمرية، إذ تابعت الأول بتهمة القتل، وتابعت الثاني والثالث بتهمة عدم التبليغ.وانطلقت وقائع القضية، الاثنين الماضي، حين جرى العثور على جثة الضحية (ي)، 23 عاما، أب لطفلين، وطفله الثاني ازداد في الليلة نفسها، التي توفي فيها. وأوضحت مصادر مطلعة نقلا عن مصادر أمنية، أن بعض قاطني منطقة جبل "قصبة المهدية"، عثروا على جثة الضحية ملقاة بالمحاذاة مع الطريق التي تؤدي إلى منطقة "قصبة مهدية"، فأبلغوا عناصر الشرطة القضائية، التي انتقلت بتنسيق مع مركز الدرك الملكي بالمنطقة، ونقلت جثة الضحية إلى مستودع الأموات من أجل تشريحها ومعرفة أسباب الوفاة. وأضافت المصادر نفسها أن التحقيقات الأمنية انطلقت من مكان العثور على الجثة، إذ تبين بعد الكشف عن هوية الضحية، أنه يتحدر من القنيطرة، وأنه لم يعد إلى منزله ليلة الحادث. واستمعت عناصر الشرطة القضائية، في إطار تحرياتها المباشرة، إلى عدد من أفراد أسرة الضحية والمقربين منه، فكشف الاستماع إلى تصريحات إحدى شقيقاته عن أول الخيوط لفك لغز مقتله، إذ صرحت أنها شاهدت شقيقها ليلة الحادث، برفقة ثلاثة من أصدقائه، وزودت عناصر الشرطة القضائية بأسمائهم وأوصافهم. وتمكنت عناصر الشرطة من الوصول إلى اثنين من أصدقاء المتهم، القاطنين بالقنيطرة، في حين، استدعت الصديق الثالث ويدعى (ك)، عن طريق مركز الدرك الملكي بمنطقة جبل قصبة المهدية، لأنه يقطن هناك. وتبين من التحقيق مع المتهم الأول والثاني أن الضحية صديق لهم، وأنه ليلة الحادث، طلبا منه إلى جانب صديقهم الثالث (ك) أن ينظم لهم جلسة خمرية، بمناسبة حصوله على شقة جديدة في إطار السكن الاقتصادي، مضيفان في اعترافاتهما، أن الضحية بالفعل اقتنى العديد من قنينات الخمر، وتوجهوا جميعا نحو منطقة قصبة مهدية لمعاقرة الخمر، وإحياء سهرة بالمناسبة الجديدة، لكن الضحية تركهم يعاقرون الخمر وتوجه نحو منزله، ليطمئن على أسرته. وأقر المتهمان أن الضحية عندما عاد وجد قنينات الخمر فارغة، فاستشاط غضبا وبدأ في الصراخ في وجوههم لأنهم لم يتركوا له نصيبه من النبيذ، مشيران إلى أنه دخل في عراك معهم جميعا، إلا أنهما غادرا المكان وتركاه برفقة صديقهم الثالث (ك)، ويجهلان ما وقع بعد ذلك. بعد إلقاء القبض على المتهم الثالث من طرف عناصر الدرك الملكي، سلم إلى عناصر الشرطة القضائية لتعميق البحث معه، إذ كان يحمل آثار خدوش وجروح في رقبته، فاعترف أنه بالفعل كان رفقة الضحية وباقي المتهمين في جلسة خمرية ليلة الحادث، ونفى أن يكون تسبب في مقتل الضحية، موضحا أنه بعدما رحل صديقاه، وهما في حالة سكر، ظل بمفرده يتشاجر مع الضحية، ودخلا في عراك، لكنه سقط من أعلى الجبل لوحده ولم يقتله. وعن سبب الخدوش في رقبته، أكد أنها نتيجة الشجار مع الضحية، لكنه أصر على إنكار التسبب في مقتله. بعد تسجيل اعترافات المتهمين في محاضر قانونية، أحيلوا على النيابة العامة باستئنافية المدينة، وتوبعوا بالتهم السالفة الذكر.