فاقمت الظروف المناخية القاسية في جبال الأطلس المتوسط، في جماعة أكوديم بإقليم ميدلت، معاناة سكان هذه المناطق، بعد ظهور الأمراض الموسمية، مثل الحمى والزكام، والسعال. وزاد من تأزيم أوضاع أبناء هذه المنطقة، ندرة مستشفيات تستقبل المرضى. وفي جماعة أكوديم، يعجز المستوصف الوحيد عن تقديم خدمات استشفائية لائقة لقرابة ستة آلاف نسمة من سكان الجماعة المذكورة. وتنعدم في مستوصف أكوديم، الوحيد في المنطقة، التجهيزات الضرورية والأدوية الكافية لعلاج المرضى، ويقتصر دور الطاقم الطبي بالمستوصف، المكون من طبية وممرضتين، على الكشف على المرضى، وتقديم وصفة طبية، لتبدأ رحلة السكان في البحث عن الأدوية المضمنة في الوصفة، لأن المستوصف لا توجد فيه أدوية كافية، ولا توجد أي صيدلية في مركز جماعة أكوديم. ويضطر السكان، أثناء رحلة البحث عن الدواء، إلى قطع مسافة 30 كيلومترا في اتجاه قرية تونفيت، ما يكلف مبلغ عشرين درهما، بالإضافة إلى ثمن الوصفة الطبية، وهو ما يبدو مكلفا للسكان، ويفضل عدد كبير منهم تجنب خوض تجربة البحث عن الدواء، ومواجهة الأمراض الموسمية بالوسائل الذاتية. وفي اتصال ل"المغربية" باحساين لعريف، من سكان جماعة أكوديم المركز، أكد المتحدث أنه "في السنة الماضية، وفي اليوم نفسه، 27 يناير، عرفت المنطقة تساقطات ثلجية كثيرة، ما أدى إلى توقف حركة المرور، والحالة نفسها، تعرفها المنطقة، في اليوم نفسه من سنة 2010، مع التساقطات الثلجية والمطرية، ومرض النزلات البردية، والمستوصف خال من الأدوية، ما صعب العيش في المنطقة". وحاولت "المغربية" الاتصال بإدارة مستوصف أكوديم، لكن كل المحاولات باءت بالفشل. وأشارت المصادر إلى أن المستوصف الوحيد يزوره، في هذه الفترة من السنة، قرابة 20 شخصا يوميا ولا يخضع لتوقيت مضبوط، حسب مزاج العاملين فيه.