ما تزال أسرة عمر ياكيني، القاطن بدوار ولا بوعبيد الحاج احمد، سيدي معروف أولاد حدو في الدارالبيضاء، تترقب حكم القضاء النهائي، بعد صدور قرار ينص على إفراغه لمسكنهوكان عمر استقر في المكان منذ سنة 1967 بإيعاز من مالك الضيعة، المعمر الفرنسي "أندري ماس"، الذي أوكل إلى ياكيني مهمة حراسة الضيعة منذ ذلك التاريخ، ليغادر المغرب سنة 1997 قصد العلاج في بلده. في خضم معاناة أسرة ياكيني مع حكم الإفراغ، تتخوف هذه الأسرة من أن يكون مصيرها الشارع، بعد التزام الأب، (مسؤول عن 7 بنات و4 أولاد)، بأمانته إزاء ضيعة لم تعد تدر منتوجات فلاحية، ماعدا كلأ الأغنام، وانشغاله لسنوات طويلة عن اقتناء بيت بديل، قبل أن يحتد غلاء المعيشة، ويجد نفسه عاجزا عن تغيير واقع وصفه ب"الشاق والمضني". وأوضحت أسرة ياكيني أن "البيت الذي يسكنه حاليا كان مجرد غرفة صغيرة، وبحكم زواجه وإنجابه للأبناء، ارتأى إلى توسيعها على شكل مسكن كبير يتناسب وعدد الأفراد، ما يعني أن كل ما ادخره، من إمكانيات مادية لسنوات، صرف في البناء". وأكدت أسرة ياكيني أنها لم تتلق أي اقتراحات بالتعويض عن ترحيلها من مسكنها، بناء على دعوى قضائية رفعتها شركة اشترت الضيعة، في توضيح بأن "المعمر الفرنسي نفسه تفاجأ بعد أن تركه المغرب سنة 1997 في اتجاه بلده للعلاج، بأن الضيعة التي فوت له لاستغلالها إلى حين مماته، لم يعد له الحق فيها، ليدخل هو الآخر في نزاع مع الشركة، التي يروج أن الضيعة أصبحت لصالحها". قرار تعجيزي تشدد أسرة ياكيني التأكيد أنه في حالة تنفيذ حكم الإفراغ، فستتشرد أربع أسر تقطن الضيعة "أسرة ياكيني عمر وياكيني حداوي وياكيني الجيلالي وياكيني مصطفى، الذين يفتقدون إلى ملجأ آخر يحول دون عيشهم في الشارع"، مشيرة في الآن نفسه إلى "أن الأسر لا تستفيد إلا من الاستقرار في الضيعة، وإخراجها منها يعني إلقاؤها في مصير مجهول". من جهة أخرى، أفادت أسرة ياكيني أن حكم الإفراغ يهم أرضا تقدر مساحتها ب 2 هكتارات و33 آرا و30 سنتيارا، حسب الوثائق التي تتوفر عليها، إذ أن "شركة اقتنت عقارا من الأملاك المخزنية، من أجل إنجاز قاعتين للسينما ومسرح، ومقر الإدارة ومطعم، في أجل لا يتعدى ستة أشهر"، كما أوردت الوثائق أنه "ليس تمت أي مالك للعقار سوى الأملاك المخزنية، التي فوتته إلى الشركة"، في إشارة، حسب ما ورد في الوثائق، إلى أن "وجود عمر ياكيني بالعقار كلف الشركة خسائر بعدما تعذر عليها إنجاز المشروع، لاحتلاله للعقار بدون سند"، وطالبت الشركة "بطرد عمر ياكيني، الكائن بالملك المسمى فرم جوليت، ذي الرسم العقاري عدد 46610/س، هو ومن يقوم مقامه وكل أمتعته تحت طائلة غرامة تهديدية قدرها 500 درهم عن كل يوم تأخير عن تنفيذ الأمر". بينما يؤكد عمر ياكيني ل"المغربية" أنه "إنسان عاطل عن العمل، ومهنته كانت تقتصر على حراسة الضيعة لا غير، بمعنى أن إخراجه من بيته لن يزيده وأسرته إلا معاناة اجتماعية ونفسية".