قال لحسن عاشي، باحث مقيم بمركز "كارينغي للشرق الأوسط "، إن معدل البطالة في صفوف الشباب والنساء يتجاوز 20 في المائة في المغرب والجزائروتونس، رغم أن النساء في البلدان المغاربية لا يساهمن بشكل كبير في النشاط الاقتصادي . وأضاف أن نسبة مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي بتونس تقدر ب 25 في المائة، وفي المغرب 27 في المائة، وفي الجزائر 17 في المائة، مشيرا إلى أن هذه النسب ضعيفة مقارنة مع المتوسط العالمي، الذي هو 50 في المائة، ما يعني أن هناك فارقا كبيرا. وأوضح أنه "رغم النسبة الضعيفة لمشاركة في النشاط الاقتصادي، إلا أنها تعاني أكثر، مقارنة بالرجل، إذ أن معدل البطالة في صفوف النساء يعادل ضعفي مستواها في صفوف الرجال، بالمغرب، والجزائر، وتونس، وبالتالي، هناك نوع من الإقصاء للشباب والنساء في الشغل". وفي ما يتعلق بوضع سوق الشغل بالمغرب، مقارنة مع تونسوالجزائر، قال عاشي في حديث إلى "المغربية" على هامش لقاء نظمه "مركز كارينغي بالشرق الأوسط"، و"نادي الاقتصاديين الشباب"، أول أمس الخميس بالرباط، تحت شعار" المغرب العربي، بنيات سوق الشغل والمؤسسات والسياسات"، إن "هناك مؤشرات مختلفة تتعلق بسوق الشغل بالبلدان الثلاثة، بينها مؤشرات معدل البطالة بكل دولة، وإن كانت مؤشرات البطالة، لوحدها، لا تعبر عن وضع سوق الشغل"، مشيرا إلى أن آخر الأرقام، في المغرب، تقدر نسبة البطالة ب 9.6 في المائة، بينما في الجزائر تقدر بحوالي 11 في المائة، وفي تونس بحوالي 14 في المائة، وبالتالي، تكون نسبة البطالة في تونس مرتفعة، مقارنة مع المغرب والجزائر، ما يطرح علامة استفهام، يضيف المتحدث، لأن نسبة النمو الاقتصادي بتونس أعلى في المتوسط خلال العشرين سنة الماضية، وبالتالي، لابد من معرفة طبيعة فرص العمل المتوفرة في النشاط الاقتصادي لهذه الدول. ولا حظ عاشي أن القطاعات، التي توفر فرص العمل، سواء في المغرب، أو الجزائروتونس، هي القطاعات غير المهيكلة، وأن الفئة العاملة بها لا تستفيد من أي تغطية اجتماعية. وفي ما يخص ضعف تشغيل الشباب والنساء بالبلدان الثلاثة، ربط هذا الأمر بطبيعة الأشغال، فالشباب يتوفر على مستويات تعليمية عالية، وحاصل على شهادات عليا، وبالتالي، لديه نوع من التطلعات تجاه سوق الشغل، إذ لا يتقبل أي وظيفة، ويحاول أن يختار، وبالنسبة للنساء، يقول الباحث إنهن يشتغلن بنسبة أكبر في الوظيفة العمومية، أو التعليم والصحة، وفي بعض القطاعات الصناعية، لكن لا نجدهن بشكل كبير ضمن الباعة المتجولين، وإن كن بدأن يلجن هذا المجال في الفترة الأخيرة، معتبرا أن المرأة، حين تجد فرصة العمل غير مناسبة، تفضل الجلوس في البيت، بينما الرجل مضطر للعمل، وإن في ظروف صعبة. وأشار عاشي إلى أن هذا الملتقى، الذي نظم أول أمس الخميس يجمع خبراء ومكلفين بسياسة التشغيل في دول المغرب العربي، وممثلي الفرقاء الاجتماعيين، من نقابات، وأرباب عمل، لتدارس قضايا التشغيل، وطبيعة الشغل، وسياسات التشغيل بدول المغرب العربي، نظرا لأهمية هذا الموضوع، في ظل أزمة عالمية، لها تأثير على مستويات التشغيل بالبلدان العربية، ولأن مسألة التشغيل والشغل بالبلدان المغاربية تكتسي صبغة هيكلية، فهناك مشاكل بنيوية مرتبطة بالنظام التعليمي، وبطبيعة النمو الاقتصادي بهذه الدول، والقطاعات الاقتصادية، التي تتوفر عليها. واعتبر عاشي أن هذا اللقاء مناسبة لتبادل الآراء والأفكار حول مختلف سياسات هذه الدول لوضع دراسة نقدية، تستفيد من تجارب كل دولة، للخروج بمجموعة من التوصيات.