لم يكن امحند .ش، من مواليد 1968، يعتقد أنه، في رمشة عين، سيفقد بصره، ويديه، اللتين كان يحمل بهما الفأس والمعول، كعامل بناء مياوم، في ضواحي مدينة الصويرة، لإعالة زوجة وطفلين، كان أمله الوحيد أن يتلقيا تعليما عاليا. الضحية أصبح يعاني عاهة مستديمة (خاص) في إحدى القاعات بالجناح 34 بمستشفى ابن رشد بالبيضاء، المتخصص في علاج تشوهات المصابين بالحروق، يرقد امحند، وهو يصارع الموت، بسبب حروق بليغة، تعرض لها إثر انفجار قنبلة قديمة. فقد امحند يديه وبصره، حين كان منهمكا في حفر أساس منزل، من أجل وضع جدار أحد المحلات في دوار أنامر، بجماعة اثنين إيمي نتليت، بقيادة سميمو، دائرة تمنار، بإقليم الصويرة، فانفجرت بين يديه قنبلة، عثر عليها خلال عملية الحفر. وتسببت القنبلة في بتر يده، وفقدان بصره، ما اضطر صاحب المحل إلى نقله إلى المستشفى الإقليمي بالصويرة، لكن الأخير أحاله على مستشفى ابن سينا بالرباط، ليحال، من جديد، على مستشفى ابن رشد، بالدارالبيضاء. وأكدت مصادر "المغربية" أن القنبلة، التي تسببت في عاهة مستديمة لامحند، تعود إلى عهد الاستعمار الفرنسي للمغرب، وتحديدا إلى سنة 1920، وكانت توجد في أحد المنازل، بدوار كانت تقطنه عائلات مارست السلطة في عهد الاستعمار، وعرفت بمقاومتها له. وحسب أفراد عائلة امحند، فإنهم باتوا دون معيل، لأنه الوحيد الذي كان يتكفل بهم. وتناشد العائلة الجمعيات الحقوقية (الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمركز المغربي لحقوق الإنسان، والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، ومنتدى الحقيقة والإنصاف، والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان)، من أجل مساعدة الضحية على العلاج، والحصول على تعويض مالي، يؤمن مستقبل طفليه، اللذين أصبحا مهددين بالضياع والتشرد، جراء فقدان والدهما بصره ويديه.