تميز العدد الجديد (142) من مجلة البيئة والتنمية اللبنانية، بتخصيص موضوع عن الشواطئ العربية، التي يهددها ارتفاع منسوب مياه البحار وفق دراسة أنجزها، لفائدة المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد)، ومركز علوم الفضاء في جامعة بوسطن الأميركية بإشراف مديره الدكتور فاروق الباز.للمرة الأولى جرى تطوير سيناريوهات للآثار الممكنة لارتفاع مستوى البحار على الشواطئ العربية، بناء على صور فضائية حديثة، واحتسبت المضاعفات على السكان والعمران والزراعة والمياه والسياحة وغيرها مع ارتفاع البحار بين متر وخمسة أمتار نتيجة الاحترار العالمي. وفي العدد أهم مداولات مؤتمر (أفد) السنوي الذي عقد في بيروت حول أثر تغير المناخ على البلدان العربية، التي ستكون في طليعة المناطق المهددة. ومن أبرز توصيات المؤتمر إلى الحكومات العربية ضرورة إنشاء مجلس وطني أعلى لتغير المناخ في كل بلد، وصياغة موقف عربي موحد للمفاوضات الدولية في هذا المجال. في افتتاحية العدد أشار نجيب صعب في دراسة بعنوان "الصين وأميركا عملاقان يتحكمان بمناخ العالم" إلى أن أبرز ما تمخضت عنه قمة المناخ في كوبنهاغن الاتفاق الصيني-الأميركي في الساعات الأخيرة للمفاوضات، الذي كان بمثابة انقلاب "لم يهمش البلدان النامية فقط، بل وضع الدول الأوروبية في موقف المتفرج". والى أن تلتزم البلدان بخفض حقيقي للانبعاث، دعا صعب الدول العربية إلى التحول من "الاقتصاد الافتراضي" إلى "الاقتصاد الأخضر" الذي يستثمر في أصول حقيقية وليس في المضاربات وأسواق المال. ومن كوبنهاغن، تابعت راغدة حداد فعاليات قمة تغير المناخ، التي جمعت 192 دولة وانتهت باتفاق ملتبس، رعته الولاياتالمتحدة والصين. كما سلط العدد الضوء على مؤسسة خالد بن سلطان، التي تعنى بالمحافظة على الحياة البحرية في محيطات العالم. وضمن كتاب الطبيعة تحقيقان مصوران، الأول عن جسر الحجر في بلدة كفرذبيان، الذي يعتبر من روائع الطبيعة في جبل لبنان، والثاني عن جزيرة مانياو الألمانية، وهي بمثابة حديقة عائمة تحوي نباتات من أنحاء العالم، وتعتبر مقصدا سياحيا وثقافيا وبيئيا. ومن المواضيع الأخرى، التي وردت بالعدد أيضا "لن نسمح للسياسة والمصالح أن تمنعنا من حماية البيئة" للرئيس اللبناني، و"مستقبل عربي في سوق الطاقة البديلة" لراشد أحمد بن فهد، و"الاقتصاد المنخفض الكربون وأثره على البلدان النامية" لمحمد العشري، و"ماذا يتوجب على العرب مناخياً؟"، و"هل نحتاج إلى تقرير ستيرن عربي؟" لمصطفى كمال طلبه موروان اسكندر، و"المسار الرشيد لبيئة أفضل" لسليمان الحربش. فضلا عن الأبواب الثابتة "رسائل"، "البيئة في شهر"، "عالم العلوم"، "المفكرة". وفي العدد كذلك ملحق عن مشاريع ونشاطات برنامج الأممالمتحدة للبيئة في المنطقة العربية، وآخر عن نشاطات المنتدى العربي للبيئة والتنمية.