لا شك أن برنامج "عتاب"، الذي تقدمه الإعلامية فاطمة الإفريقي على قناة "الأولى"، يقدم الكثير من المتعة والفائدة، حين يساهم في تقريب عدد من الشخصيات الفنية، خاصة في مجال التمثيل، إلى جمهور المشاهدين الواسع..وحين يعرض قدراتها على التعبير عن اختياراتها، وعلى ما يتوافر لها من قدرة على الإقناع بهذه الاختيارات. لكن البرنامج المذكور يمكن أن يحقق نتائج أفضل، إذا أتيح له أن يلتقي بمشاهديه في وقت مناسب، وإذا تجاوز عددا من نقط الضعف، التي تؤثر سلبا عليه. ومن نقط الضعف، على سبيل المثال، ما يتعلق ببعض الملاحظات، التي يعرضها عدد من "ًالمعاتبين"، وهي ملاحظات تبتعد عن النقد واللوم والعتاب، لتتحول، في بعض الأحيان، إلى مجاملات، يمكن تصنيفها في خانة "عظم خوك البخاري". ومن نقط الضعف، كذلك، جنوح مقدمته نفسها إلى تقديم ملاحظات وانتقادات لا تستند إلى تدقيق وتمحيص ومعاينة، مثلما فعلت مع الفيلم، الذي لم تشاهده، لسناء عكرود، "احكي يا شهرزاد"، للمخرج المصري، يسري نصر الله، ومثلما فعلت مع الملحن والمغني نعمان لحلو، حينما تناست تنوع أغانيه، وحاولت وصفه بالمكرر، الذي لا يتغنى إلا بمدن وجهات من البلاد. وذهبت السيدة الإفريقي المذهب نفسه، حين بالغت في التعريض بافتقار الفنان فركوس إلى التكوين الأكاديمي، وشدت عليه الخناق من كل جانب، متهربة من الاحتكام إلى النتائج الفعلية. لكن أهم نقطة ضعف تؤثر على برنامج ً"عتاب"، وتهدد، في بعض الأحيان، بتحويله إلى هجاء، وبتسخيره لباحثين عن تصفية الحسابات الشخصية، تحت ستار النقد والتقويم. ومن الأمثلة على ذلك، ما حاولت المخرجة بوبكدي تفجيره من بالونات في وجه الممثلة سناء عكرود، وما تعرض له بعض الإنتاج الموسيقي لنعمان لحلو من استبلاد. وقد يقول قائل إن ما تعرض له الفنانان المذكوران، وزميلهما فركوس، لفت انتباه الجمهور إلى البرنامج، ومنحه شحنة من الإثارة، لكن لفت انتباه الجمهور الواسع وإثارته في قناة تلفزيونية عامة، يفترض أن يقوما على الموضوعية، والرصانة، والاحترام.