فنان يحبه الصغير قبل الكبير, استطاع أن يتقن كل دور يسند إليه, متألق في أدائه, ومتواضع في علاقاته, يحب فنه, ويعشق أسرته, ويحترم جمهوره."حب في الدارالبيضاء" كان محطته الأولى أمام الجمهور, و"في علال القلدة" استطاع أن يجلب عطف الجمهور وحبه واحترامه للجمهور جعلاه يبدع في كل عمل تلفزيوني أو سينمائي. سرق "الأحلام", وحدد "مصير امرأة". عشقه للكاميرا, جعله يقف وراءها أيضا من خلال الإخراج, كما دخل عالم التقديم, التي نال فيه إعجاب الجمهور بشكل كبير. إنه الفنان رشيد الوالي, الذي رغم دخوله باب التمثيل عن طريق الصدفة, إلا أنه حقق نجاحات كبيرة يشهد لها الكل, فموهبته الدفينة فجرها في كل أدواره وأعماله. في حوار ل "المغربية" فتح رشيد الوالي قلبه وحدثنا عن بعض الجوانب في حياته الفنية والشخصية. أنتظر خروج آخر فيلم "أولاد لبلاد" للمخرج محمد إسماعيل, الذي تشاركني بطولته الفنانة منى فتو, ومحمد خيي, ونزهة الركراكي, وسعيد باي, وسعد التسولي. أجسد في هذا الفيلم السينمائي دور طالب يبحث عن العمل, بعد تخرجه من الجامعة, ويقوم بإضراب أمام البرلمان, إلى جانب صديقين له, وتحت الظروف القاهرة, يضطر الثلاثة إلى العودة إلى بيوتهم, ويلجأ كل واحد منهم إلى طرق باب للبحث عم لقمة العيش, بينما أجد أمامي باب المخدرات, العالم الوحيد الذي فتح لي ذراعيه لأمتهن هذه التجارة. وفي قالب مشوق تتوالى أحداث الفيلم. شاركت أيضا في إنتاج الفيلم السينمائي "نهار تزاد طفى الضو" إلى جانب محمد الكغاط, وأديت دور البطولة في هذا العمل الكوميدي, الذي تشاركني فيه البطولة الفنانة هدى الريحاني وحسن فولان, وعبد الكبير الركاكنة, وسيجري عرضه قريبا وأتمنى أن يلقى إقبالا من قبل الجمهور. دائما في إطار السينما, أضع اللمسات الأخيرة على كتابة شريط سينمائي "إيما", إلى جانب السيناريست هشام العسري. تنوعت تجربتك الفنية بين التمثيل والإخراج والتقديم, ماذا عن التقديم؟ كانت تجربتي مع التقديم, من خلال برنامج لالة لعروسة" في نسختين, وأعتبرها محطة مهمة في مساري الفني, قربتني كثيرا من الجمهور المغربي, وكذلك تجربة تقديم "من سيربح المليون" على قناة نسمة بتونس. أعترف أن تجربة "من سيربح المليون" كانت صعبة, مقارنة مع "لالة لعروسة" , لأنها مغامرة أصعب من سابقتها, فهو برنامج معروف عالميا, وجورج قرداحي أبدع فيه بشكل كبير, وكان يجب ألا أكون أقل مستوى. الحمد لله, من خلال الأصداء التي وصلتني, فإن البرنامج لقي إقبالا في الجزائر وتونس والمغرب. هل تفكر في إعادة التجربة هذه السنة؟ أكيد أفكر في الأمر, وأتمنى أن أقدم الجزء الثاني من هذا البرنامج القيم. دائما في إطار التقديم, لماذا تخليت عن تنشيط لالة لعروسة؟ لا, لم أفعل ذلك, لكن فوجئت بالقيمين على البرنامج يغيرون مواعيد التصوير دون إخباري, علما أن لدي التزامات فنية, إذ أنني بصدد تصوير أعمالي, وعندما أكون على علم بموعد معين, أفاجأ في آخر لحظة بتغييره. هذا ما أرفضه بتاتا, لأنني إنسان ألتزم بمواعيدي العملية والفنية, الشيء الذي لم أعشه في تجربة "من سيربح المليون", لأنني كنت أشتغل بتوافق وتراض مع معدي البرنامج, دون إغفال اهتماماتي والتزاماتي الفنية. إذا تلقيت أجرا مغريا في التقديم هل ستترك التمثيل؟ الأجر الذي أتلقاه في التقديم مضاعف بكثير من التمثيل, لكن يستحيل أن أتخلى عن الأخير, فهو أكسجين أستنشقه كل لحظة, علاوة على أن الجمهور المغربي ساندني, طيلة مسيرتي الفنية, ويستحيل أن أتركه من أجل المال. التقديم له طعمه لكن التمثيل له سحر خاص. كيف توفق بين الإنتاج والتمثيل والتقديم؟ أحاول أن أنظم وقتي حسب برنامجي العملي, فبالنسبة ل "من سيربح المليون" كانت تجربة صعبة, إذ ابتعدت عن أسرتي في رمضان, لكن عندما أدخل أي تجربة منحها حقها, حتى أكون في مستوى تطلعات الجمهور. كيف تنظر إلى جيل الرواد؟ أكن لجيل الرواد احتراما خاصا, فهم فنانون عاشوا ظروفا صعبة, لم تكن لديهم إمكانيات, لكن عشقهم للفن جعلهم يعملون بإخلاص, واستطاعوا بإرادتهم أن يؤسسوا الخطوات الأولى للفن المغربي, وتركوا لنا السلالم جاهزة, لنصعدها بثبات ونتربع على عرش الميدان الفني بأمان. فهم يحترموننا كجيل ثان, ولا يترددون في الاتصال بنا لتهنئتنا وتشجيعنا ودعمنا معنويا, فلولاهم لما كان هناك فن مغربي أصيل. أظن أن سنة الحياة ستظهر جيلا آخر ليأخذ المشعل, ويمضي بالميدان إلى الأمام. هل الساحة الفنية المغربية بخير؟ طبعا إنها بخير, من حيث الإنتاجات الفنية, لكن يجب أن نناضل من أجل مكاسب أكبر, لأن حقوق الفنان مهضومة, دافعنا عن بطاقة الفنان, لكن ينتظرنا الكثير لتحقيقه من أجل الفنان المغربي. على صعيد آخر, أرى أن المسرح يعاني رغم الدعم, يمكن القول إن سنة 2009 كانت رمادية بالنسبة للتلفزيون, إذ أن القناة الثانية عودتنا, خلال السنوات الأخيرة, على إنتاجات جيدة, لكن بسبب المشاكل المادية, أصبح العديد من الفنانين يعملون دون أخذ مقابل مادي, وفي هذه الحال يمكن القول إن الفنان لن يكون بخير والإبداع لن يكون أيضا بخير, لهذا نجد بعض الممثلين يقبلون بأي دور مقابل المال. كيف جاء عشقك للتمثيل؟ حقيقة أنني لم أتوقع يوما أن أدخل مجال الفن, لأنني لم أحلم يوما بعالم الكاميرا, لكن دخلته عن طريق الصدفة, إذ رافقت صديقين لي إلى مسرح محمد الخامس لإجراء امتحان ولوج قسم الثقافة المسرحية سنة 1983, تحت إشراف الراحل عباس إبراهيم, ولما وصلنا باب المسرح, طلب من صديقي ملء استمارة, والطلب نفسه عرض علي, رفضت في البدء, لأنني لم آت من أجل الامتحان, لكن مع ذلك ملأتها, ولما اجتزنا الامتحان, فوجئت بأنني نجحت, بينما لم يوفق صديقي. هل تتذكر أول وقوف لك أمام الجمهور؟ أكيد, فهي لحظة تاريخية في حياتي, كان ذلك من خلال مشاركتي في مسرحية "الصعود إلى المنحدر الرمادي" في مسرح محمد الخامس. وتلتها بعد ذلك مشاركتي الأولى في الفيلم السينمائي "حب في الدارالبيضاء" لعبد القادر لقطع. حدثنا عن طفولتك؟ عشت أكثر سنوات طفولتي في المستشفى, حيث قضيت أكثر من عشر سنوات بسبب إصابتي بمشاكل صحية, لكن الحمد لله تجاوزت المحنة بنجاح. هل سبب انخراطك داخل الجمعيات نابع من ظروف مرضك؟ أكيد, لأنني أحس بما يحسه المرضى, وأشعر بآلامهم. وكممثل أظن أن دوري الآن أن أساند الأطفال, من خلال الجمعيات, ومن خلال دعمهم ولو معنويا. أظن أنه من واجبي أن أفعل ذلك, فظروفي جعلتني أقرب إلى همومهم. أتمنى أن أوفق في إدخال الابتسامة إلى قلوبهم, ولم ولن أتردد لحظة في تقديم الخدمة لكل من يحتاجني. نحن مجموعة من الفنانين بصدد تأسيس جمعية "نجوم مواطنة", ويرأس هذه الجمعية الفنان نعمان لحلو, وتتضمن العديد من الوجوه الفنية, أمثال نعيمة لمشرقي, ومنى فتو, ولطيفة أحرار, ونجاة عتابو, ومصطفى بوركون وغيرهم من الفنانين, الذين سيعملون, من أجل دعم العديد من القضايا, التي تمسنا كمغاربة. نحن بحاجة إلى من يوصل صوتنا وصورتنا إلى الآخر بشكل سليم. بعيدا عن الفن, كيف هي علاقة رشيد الوالي بالمطبخ؟ "يضحك", جيدة جدا, أتقن العديد من الوصفات, كما أنني أحيانا أبتكر أكلة, وأعشق كل الشهيوات, مثل السمك والكسكس, والشربة والعجائن. لا أتردد في دخول المطبخ في أي وقت, لأن ذلك يشعرني بمتعة. هل تمارس الرياضة؟ حسب برنامجي اليومي, إذ أحرص على ممارسة السباحة, ورياضة المشي. وكيف هي علاقتك بالكتاب؟ أنا مدمن على المطالعة, ورغم استعمالي الكثير للإنترنيت, إلا أن هذا لا يخطف مني متعة الكتاب. وماذا عن الأسفار؟ أسافر مضطرا, لأنها متعبة, عكس أسفار العائلة, حين أكون محاطا بزوجتي وفلذتي كبدي, سليم وادم. هل تشاهد التلفزيون؟ قليلا, لأن البرامج التي تعجبني في القناة الأولى تعرض في وقت لا أكون حاضرا بالبيت, لكن أحرص على مشاهدة "برنامج عتاب", كما أتابع البرامج الوثائقية بشكل كبير على الفضائيات.