ينتظر مغاربة تولوز الفرنسية، وصول الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، محمد عامر، إلى مدينتهم، لتفريغ ما وصفه أحدهم ب"حرقة" احتراق خمسة مغاربة من عائلة واحدة قبل يومين، في مدينة نيم. وقال مهاجر مغربي يقضي عطلته بالرباط ل "المغربية"، نقلا عن معارفه بتولوز، إن "مغاربة منطقة لالزاس بالكامل سيعبرون جهرا عن معاناة المغاربة في بلدان الاستقبال، خاصة أن واقعة نيم لم يمض على وقوع مثيلة لها سوى خمسة أشهر". ويتوقع أن يحل محمد عامر، بنيم قبل تولوز، لتفقد زوجة وابني المهاجر المغربي عبد القادر علا، بإحدى المستشفيات الفرنسية، بعدما هلك رفقة خمسة أفراد من عائلته، إثر اندلاع حريق في مسكنهم الاجتماعي، عشية احتفالات رأس السنة. وتوفي في الحادث، الذي لم تتضح أسبابه بعد، كل من رب الأسرة، عبد القادر علا (55 سنة)، ووالدته (74 سنة)، وثلاثة من أبنائه (فتاة في 15 وولدان يبلغان من العمر11 و26 سنة)، فيما جرى نقل الزوجة وابنين آخرين (4 و21 سنة) إلى المستشفى في حالة حرجة. وفي الوقت الذي لم تكشف فيه بعد السلطات الفرنسية عن أسباب الحادث المأساوي، بعدما فتحت تحقيقا ميدانيا في القضية، ذكر ناشط جمعوي مغربي من مدينة نيم الفرنسية، رفض الكشف عن هويته "أن حالة من الصدمة ما زالت تخيم على أصدقاء وجيران الضحايا". ووفق المصدر ذاته، فإن "فرق التدخل المدني سجلت بحقها ما اعتبر تأخرا في القيام بواجبها، وأن فرنسيين ومهاجرين من جنسيات أخرى استنكروا ذلك"، قبل أن يضيف ل "المغربية"، أن "الحريق كان مهولا، والضحايا حاصرتهم النيران من كل الجهات". وبالموازاة مع التوجه المرتقب للوزير عامر إلى مدينة نيم، تجرى الاتصالات منذ أول أمس الأحد، بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن والممثلية القنصلية بالمدينة ذاتها، بغرض بحث أوجه التدخل التضامني للتخفيف من مآسي من تبقى من عائلة المرحوم عبد القادر علا. وذكر بلاغ للوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، أن الوزير ، محمد عامر، سيقوم من 4 إلى 6 يناير الجاري، بزيارة عمل إلى مدينة تولوز (فرنسا)، دون أن يؤكد أو ينفي (البلاغ)، عزم (الوزير) زيارة مدينة نيم، حيث توجد جثامين خمسة مغاربة من عائلة واحدة، راحوا ضحية حريق شب في منزلهم. وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء، استنادا إلى مصدر قنصلي، خمسة مغاربة من أسرة واحدة قضوا، صباح الجمعة الماضي، في حريق شب بشقتهم داخل بناية للسكن الاجتماعي بمدينة نيم (جنوبفرنسا)، فيما يوجد ثلاثة آخرون في حالة حرجة. وأوضح المصدر أن الأمر يتعلق بأسرة علا، المتحدرة من منطقة الناظور، والمقيمة بهذه المدينة منذ حوالي ثلاثين سنة. وكانت الأسرة تقطن في شقتين توجدان بالطابق السادس بالبناية، حيث اندلعت النيران، قبل أن تنتشر إلى الطوابق الأخرى. وحسب المصدر ذاته، فإن فردا واحدا من العائلة وهو شاب (23 سنة)، نجا لأنه لم يكن بالبناية، وقت وقوع الحادث. وذكرت مصالح الإنقاذ أن عشرة سكان آخرين بالبناية تعرضوا لإصابات خفيفة، فيما يوجد ثلاثة آخرون في حالة خطيرة.