تناسلت في الأيام القليلة الماضية تقارير إعلامية تفيد بأن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، هورست كوهلر يستعد للقيام بزيارة إلى مدينة العيون، خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير المقبل، أسابيع قليلة قبل تقديمه لتقريره الدوري بمجلس الأمن. مصادر من وزارة الخارجية أكدت أن هذه الأخبار عارية من الصحة، مشيرة إلى أن هورست كوهلر لم يعلن عن هذه الزيارة عبر القنوات التي يتواصل من خلالها، مشيرة إلى أن كل هذه الأخبار تبقى مجرد إشاعات. يشار إلى أن الجولة الأولى التي قام بها هورست كوهلر منذ تعيينه شهر غشت 2017 خلفا لكريستوفر روس عرفت العديد من الشائعات من هذا القبيل من طرف مرتزقة البوليساريو ، مثل الشائعات التي ادعت أن كوهلر كان يحاول عقد مفاوشات مباشرة بين أطراف النزاع بالعاصمة الألمانية برلين، فيما أجريت كل اللقاءات التي عقدها كوهلر مع الأطراف بشكل أحادي. ويرتقب أن يقدم المبعوث الأممي إلى الصحراء هورست كوهلر نهاية شهر أبريل المقبل تقريره الدوري الأول بعد انتهاء جولته الأولى، التي حملت طابعا استكشافيا، استمع خلالها لوجهات نظر الأطراف المعنية بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. كوهلر كان قد قدم يوم الأربعاء 21 مارس الجاري إحاطته الأولى إلى مجلس الأمن بعد انتهاء جولاته الاستكشافية، والتي وسع خلالها دائرة الحوار لتشمل مسؤولين في الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، ثم بعد ذلك السويد، التي تعتبر حاليا دولة عضو بمجلس الأمن. توقيت تقديم الإحاطة أثار تساؤلات المراقبين، إذ أنه يأتي في الوقت الذي يجب فيه على كوهلر تقديم تقريره النهائي لإخضاعه للنقاش والتعديلات قبل مناقشته في مجلس الأمن، خلال شهر أبريل القادم. ويقدم كوهلر هذا التقرير تطبيقا لقرار مجلس الأمن الجديد، الذي صدر في شهر أبريل 2017، والقاضي بتقديم المبعوث الأممي إحاطته لمجلس الأمن بعد مرور ستة أشهر على تعيينه. كوهلر، الذي تم تعيينه خلفا للمبعوث الأممي السابق كرستوفر روس شهر غشت 2017، كان من المفترض أن يقدم إحاطته شهر فبراير الماضي، حين انتهت فعليا مدة الستة أشهر الأولى بعد تعيينه، لكنه أجل ذلك إلى غاية أواخر هذا الشهر، بسبب تأخر لقائه الثنائي مع المغرب، والذي جرى بداية الشهر الجاري بالعاصمة البرتغالية لشبونة. وحملت الجولات الأولى للمبعوث الأممي الجديد للصحراء الطابع الاستكشافي، إذ التقى بجميع أطراف النزاع وسمع وجهات نظرهم. ومن المرتقب أن يحمل التقرير الدوري الذي يعده كوهلر العناوين الكبرى للمقاربة الجديدة، التي ينوي اعتمادها من أجل الدفع بالمفاوضات إلى حل ودي ومقبول من طرف جميع أطراف النزاع. وأثارت توسيع كوهلر لدائرة النقاش لتشمل الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وبعدها السويد، حفيظة الدبلوماسية المغربية، خصوصا بعد أن روجت الآلات الإعلامية التابعة للجزائر والبوليساريو لهذه اللقاءات على أنها محاولات لإقحام الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي كوسطاء في النزاع الذي تشرف عليه هيئة الأممالمتحدة. وعلى الرغم من أن كوهلر لم يعلن عبر أي قناة تواصل رسمية لأهافه الحقيقية من اللقاءات التي جمعته بالمسؤولين في الاتحادين الإفريقي والأوروبي وإن كان ذلك يعكس فعلا نيته إقحام الهيئتين في النزاع، خرجت وزارة الخارجية المغربية ببلاغ واضح قبل عقد اللقاء الثنائي مع كوهلر في العاصمة البرتغالية لشبونة تعلن فيه أن المغرب سيخوض اللقاء الثنائي إطار التوجيهات الملكية السامية وخاصة ما جاء في الخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى 42 للمسيرة الخضراء، والتي من ضمنها عدم القبول بوساطة أي هيئة باستثناء الأممالمتحدة في نزاع الصحراء.