يخوض مسؤولو أكبر حزبين في صفوف الموالاة في المغرب، «العدالة والتنمية» و«التجمع الوطني الأحرار»، حرب تصريحات واتهامات منذ تشكيل الحكومة الجديدة على إثر إعفاء بنكيران من قبل جلالة الملك. ورغم أن الخلاف يبدو في ظاهره قائماً على اعتبارات شخصية وبعض الخيارات السياسية، فإنّ كثيراً من القراءات تربط بين ما يجري والانتخابات الرئاسية المرتقبة في عام 2021. فبعد الانتقادات التي وجهها محسوبون على حزب العدالة والتنمية إلى تحركات عزيز أخنوش، وزير الفلاحة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أخيرا، وتدشينه لمجموعة من المشاريع بالموازاة مع أنشطة حزبية، خرج رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ليؤكد أنه لا مشكلة له مع هذا الأمر. وقال العثماني، في افتتاح قافلة برلمانيي حزبه في ميسور، أمس الجمعة (23 مارس)، "أي وزير دار شي حاجة مزيانة ومشا دشن فشي بلاصة، راه انتصار ونجاح لرئيس الحكومة". وشدد العثماني على أنه يوجه وزراءه ل"التعامل كفريق، اللي دار شي حاجة مزيانة ما تكونش الغيرة، إيلا نجح هو بحال إيلا نجحو باقي الوزاراء، هذا عادي وخصنا نتنافسو فالخير"، يضيف العثماني. ويعزو مراقبون هذا الصراع المحموم بين حزبي السلطة إلى وجود مخاوف لدى «العدالة والتنمية» من أن يفوز عزيز أخنوش برئاسة الحكومة المقبلة كما قال في عدة مناسبات، في وقت هي لا تملك شخصية وازنة بإمكانها منافسته.