دعا رئيس مجلس النواب الشيلي فيديل إسبينوزا، الأربعاء 31 يناير بالرباط، إلى الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلاده والمغرب إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة القائمة بينهما، وذلك في ظل الرهانات والتحديات المشتركة التي يواجهها البلدان. وأبرز إسبينوزا، خلال مباحثات أجراها مع رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش، مستوى العلاقات المتميزة القائمة بين البلدين والشعبين الصديقين، وخصوصا الدينامية غير المسبوقة في العلاقات بين برلماني الجانبين، مذكرا في هذا الصدد بمتانة الروابط والقيم المشتركة الحضارية والانسانية التي تجمع البلدين. وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن المسؤول الشيلي، الذي كان مرفوقا بروبرتو ليون، البرلماني، والرئيس السابق للمجموعة الجيو سياسية لبرلمانات أمريكا اللاتينية والكرايبي لدى الاتحاد البرلماني الدولي، أكد أن تثمين ودعم مجلس النواب الشيلي لمبادرة البرلمان المغربي إرساء “منتدى برلماني إفريقي أمريكو لاتيني” نابع من قناعته الراسخة بكون هذا المنتدى سيشكل الفضاء الأمثل لإسماع صوت شعوب القارتين بخصوص هذه التحديات لاسيما المرتبطة منها بقضايا الهجرة والتغيرات المناخية. وبخصوص موقف برلمان الشيلي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، شدد فيديل إسبينوزا أن هذا الموقف لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة العلاقات البرلمانية الثنائية المتميزة والتي توطدت بعد الزيارتين اللتين قام بهما مجلس المستشارين برئاسة حكيم بن شماش إلى جمهورية الشيلي، إضافة إلى زيارة وفد برلماني شيلي للمملكة المغربية بدعوة من مجلس المستشارين في فبراير 2017، والتي تميزت بزيارة الأقاليم الجنوبية، مضيفا أن الوفد الشيلي وقف خلال هذه الزيارة على الأوراش التنموية الكبرى التي عرفتها المنطقة، والأمن والاستقرار الذي يعرفه المغرب في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. من جهته، عبر بن شماش عن اعتزازه الكبير بأهمية هذه الزيارة ودورها في تعزيز الدينامية القوية التي تشهدها العلاقات المغربية الشيلية وتوطيد علاقات التعاون بين المؤسستين التشريعيين للبلدين والشعبين الصديقين. وفي هذا الإطار، أبرز رئيس مجلس المستشارين أهمية الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الشيلي سنة 2004، والآفاق الواعدة التي فتحتها هذه الزيارة في توسيع مجال التعاون على مختلف الأصعدة في إطار التعاون جنوب جنوب. وأكد أن المغرب والشيلي تجمعهما روابط تاريخية وحضارية مشتركة ويتقاسمان مجموعة من القيم الإنسانية، مبديا إعجابه ب”النموذج الديمقراطي ومسلسل الإصلاحات والمصالحات التي جعلت من الشيلي نموذجا رائدا في أمريكاالجنوبية على مختلف المستويات”. وعلى المستوى البرلماني، ذكر بن شماش بزيارتين قام بهما على رأس وفدين عن المجلس إلى الشيلي خلال شهري يناير ويوليوز 2017، والتي تميزت بعقد مباحثات مع كبار المسؤولين الحكوميين، ورئيسي مجلسي البرلمان الشيلي، وتوجت بالتوقيع على اتفاقية للتعاون مع مجلسي البرلمان الشيلي، كما حظي الوفد المغربي بشرف استقباله من قبل رئيسة الجمهورية ميشيل باشليت. كما تطرق رئيس المستشارين إلى مبادرة البرلمان المغربي بإحداث “منتدى برلماني إفريقي أمريكو لاتيني”، والدعم الذي لقيته هذه المبادرة من مختلف البرلمانات الوطنية والمنظمات الإقليمية والقارية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، معتبرا أن كل الشروط أضحت اليوم ناضجة من أجل تأسيس هذا المنتدى كإطار للعمل المشترك والترافع لفائدة مصالح وقضايا الشعوب الافريقية واللاتينية. وشدد أيضا على ضرورة استثمار الفرص الكبيرة المتاحة، وخصوصا تلك المرتبطة بالموقع الجيو استراتيجي للبلدين من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات التجارية والاقتصادية، حيث أعلن في هذا السياق عن عزم مجلس المستشارين تنظيم أسبوع للمغرب في أمريكا اللاتينية بالعاصمة الشيلية سانتياغو. ولم يفت رئيس مجلس المستشارين التعبير عن امتنانه الكبير للموقف النبيل والحكيم للبرلمان الشيلي والداعم لمبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، والذي عبر عنه القراران الصادران عن مجلسي البرلمان الشيلي في 3 و 8 يناير الجاري. وحضر هذا اللقاء أحمد الخريف عضو مكتب مجلس المستشارين وممثله الدائم لدى برلمان أمريكا الوسطى والكرايبي، وعبد القادر سلامة الخليفة الرابع لرئيس المجلس، وعبد الحميد فاتيحي رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الشيلية بمجلس المستشارين.