“متابعة” اليوم واليوم فقط ونحن في 2017 وبعد 42 سنة من العيش في سراب الأوهام استيقظ البوليساريو وأدرك أن المرحوم الحسن الثاني حينما ألقى بملف الصحراء في مزبلة الأممالمتحدة عام 1991 فقد أقبر ما يسمى قضية الصحراء نهائيا خاصة وأنه حسم الأمر عسكريا على الأرض بعد أن أنهى بناء الجدار الرملي وألقى بملشيات البوليساريو خارج الجدار وتركهم ينطح بعضهم بعضا وساعده في ذلك الوقت الوضع الأمني المفقود في الجزائر إبّان العشرية السوداء أي منذ 1991 وهو تاريخ وقف إطلاق النار ، فلا تتأسفوا يا معشر البوليساريو على قبول وقف إطلاق النار في ذلك التاريخ فكل الظروف كانت ضد وجودكم أصلا ومهيأة لِتُرْغِمَكُم على وقف إطلاق االنار ، أما عِنَاد الحليف الجزائري فكان حربا طاحنة ضد الذات الجزائرية وفي مقدمتها الشعب الجزائري نفسه وضد المصالح العليا للوطن الجزائر ، وها هو النظام الجزائري يحصد نتائج العناد الصبياني وهو أكبر خطإ ارتكبه النظام الجزائري بخصوص هذا الملف ، قد يكون النظام الجزائري أذكى لو كان قد حسم أمر البوليساريو في ذلك التاريخ أي تاريخ وقف إطلاق النار خاصة وأن المغرب أتقن اللعبة الدبلوماسية في حين اعتبرها النظام الجزائري مسألة ( نيف ) وعناد ، وهي مكابرة الجاهل الذي يسيء تقييم الأمور دائما في الوقت المناسب وليس بعد فوات الأوان … تبعوا النيف حتى سقطوا في هاوية التخلف المزمن لأن الذي لم يعمل على الإقلاع الاقتصادي في بداية الألفية الثالثة فقد بقي مع مُخَلَّفَات الألفية الأولى وليس حتى مخلفات الألفية الثانية وبقي هناك إلى الأبد ، ذلك ما تعيشه الجزائر اليوم ، إنها تعيش في الجهاد من أجل القوت اليومي فقط وهو حلم الهوام والهاموش …هل تُنْكِرُون ذلك يا شياتة النظام ؟ قلنا اليوم فقط وفي 2017 وبعد 42 سنة استيقظ البوليساريو من سراب الأوهام ، لكن كيف يمكن تبرير هذا الاستنتاج ؟ أولا : ما هو الأمر الواقع الذي فرضه النظام الجزائري على البوليساريو ؟ الأمر الواقع الذي فرضه النطام الجزائري على البوليساريو هو تركها وحيدة تصارع مصيره من أجل البقاء في مواجهة قَدَرِهِ المحتوم ، ويبدو – والله أعلم – أنها هي الخطوة أساسية الأولى للنظام الجزائري نحو بداية إجراءات التخلص من هذا الكيان الذي صنعه بنفسه وفرضه على ظهر الشعب الجزائري الذي يعاني بدون البوليساريو فما بالك وقد تمت إضافة مصائب هذا الكيان الطفيلي لمصائب الشعب الجزائري المغبون في جميع حقوقه والذي لا يعرف من النظام سوى ” الحكرة ” …لقد بدأت تظهر مؤشرات فشل اختيار صناعة البوليساريو كأداة لتدمير العدو المغربي الشقيق ، وبدأ النظام الجزائري عمليات التضييق على البوليساريو في كثير من المجالات التي بدأ هذا الأخيريشتكى منها ، وهذا يبدو منطقي جدا لأن تطور وتغير موازين القوى العالمية والجهوية والقاريةساعدت وستساعد على تسريع وتيرة إفناء البوليساريو وانقراضه أو تذويبه في ميليشيات إرهابية في منطقة الساحل والصحراء ، لقد بدأت معالم التخفيف من تمجيد انتصارات البوليساريو الوهمية من طرف النظام الجزائري بعد الأزمة المالية التي ضربت ولا تزال تضرب مداخيل الدولة خاصة في عهد تبون ، كما أن البوليساريو أصبح غارقا في صراعاته الداخلية : بعضها قبلي وبعضها سياسوي وبعضها مافيوزي ، وتلك علامة قاطعة على أن الحليف الجزائري بدأ فعلا يضع مسافة بينه وبين المولود اللقيط الذي كان نتيجة لزواج سفاح بين بومدين والجنرال فرانكو . ثانيا : الضربات المتتالية التي نزلت على النظام الجزائري ولقيطته البوليساريو : اليوم ونحن في 2017 أي بعد 42 سنة من العِنَادِ ومن القحط الفكري والسياسي لابتكار حل لنزاع الصحراء من طرف الجزائر والبوليساريو ، وبعد انهيار أسعار الغاز والنفط الذي أثر على سخاء جنرالات الجزائر نحو صنيعتهم البوليساريو ، وبعد أن أصبح البوليساريو يعتمد – بنسبة لابأس بها – على نفسه في الإنفاق على أهاليهم المساجين في مخيمات الذل بتندوف بواسطة امتهان حِرَف غير شرعية قانونيا أي حِرَف مافيوزية في الساحل والصحراء مع بعض مداخيل عمال البوليساريو في الخارج ، بعد هذه المؤشرات التي يظهر من خلالها أن جنرالات الجزائر قد أدركوا متأخرين أنهم راهنوا على حمار خاسر ، بعد كل هذا يمكن استنتاج خلاصات تدل على بداية العد العكسي للتخلص من هذا الورم الخبيث المسمى البوليساريو بعد توالي الهزائم أمام العدو المغربي الشقيق وقد ظهر ذلك فيما يلي : 1) نجاح المغرب المستمر في تفتيت الهدف الاستراتيجي للبوليساريو والحليف الجزائري المتمثل في ( تحرير الصحراء ) من قبضة المغرب وإفراغ هذا الهدف من محتواه ، أقول تفتيت الهدف الاستراتيجي للبوليساريو إلى مجموعات كثيرة جدا من الأهداف القزمية الصغيرة والمتتالية عبر السنين وباستمرار وترك البوليساريو والجزائر تلهث وراءها ، حتى أدرك البوليساريو وحليفته الجزائر أن المغرب له قدرة خارقة على افتعال كل ما يشوش على تركيز البوليساريو من أجل تحقيق الهدف الاستراتيجي . 2) انشغال الجزائر والبوليساريو اليوم بهدف أصبح حلما من أحلام البوليساريو وهو استئناف المفاوضات مع المغرب ، لكن كيف تحول هدف صغير ضمن الاستراتيجية الكبرى إلى هدف كبير في حد ذاته ؟ إنه الغباء الدبلوماسي الجزائري الذي أسقطه فيه كريستوفر روس وعصابةروس الذي حصد من وراء حكام الجزائر نصيبه من أرزاق الشعب الجزائري وذهب إلى حال سبيله وترك الجزائر غارقة فيما كانت فيه قبل قدومه وربما في حالة أسوأ . 3) المغرب يقلب قصة زلة اللسان التي تفوه بها بان كي مون حينما قال : ” المغرب يحتل الصحراء الغربية ” ، يقلبها من انتصار جزائري وهمي إلى هزيمة جزائرية نكراء وذلك في سياق النزاع الذي تبنته الأممالمتحدة تحت البند السادس الذي يعتمد على حل النزاعات بالطرق السلمية ( التفاوض – التحقيق – الوساطات – التسوية – التحكيم …) وهو في حد ذاته فشل ذريع – وليس انتصارا – لرمطان لعمامرة والمساهل اللذان باعا الوهم لمساجين مخيمات الذل في صحراء لحمادة . لماذا هو فشل ذريع ، وكيف تم قلب انتصار وهمي للجزائر إلى هزيمة نكراء ؟ 4) أولا لأن الجهل الدبلوماسي لحكام الجزائر كان باديا من خلال كل التفسيرات الجزائرية الخاطئة لقرارات مجلس الأمن منذ اندلاع هذا النزاع ، وثانيا وفي إطار التأكيد على أن دبلوماسية الجزائر تجهل الواقع القانوني لقضية الصحراء فإن المغرب – بعد تصريح بان كي مون الفج – أعاد القضية في الأممالمتحدة إلى الرقعة رقم واحد حيث رد عليهم ردا صارما وقاسيا وهو المتمثل في طرد المكون المدني للمينورسو ومارس ذلك بكل سيادة حيث لم يستطع معها مجلس الأمن أن يفرض على المغرب أية عقوبات ، وكانت تلك بداية المصائب التي توالت على رؤوس قادة البوليساريو والجزائر ، فأصبح الشغل الشاغل لهم هو المطالبة بعودة عناصر المينورسو ( وهو هدف صغير قزمي آخر يشوش على الاستراتيجية الكبرى ) انشغلوا بالمطالبة بعودة عناصر المينورسو خوفا من انهيار اتفاقية وقف إطلاق النار حتى أصيبوا بالوسواس الخناس وفي نفس الوقت يتساءلون عن الضربة المغربية التالية من أين ستأتي .. 5) فجاءت قضية الكركرات فأقامت البوليساريو الدنيا ولم تقعدها واعتبرت ذلك خرقا لوقف إطلاق النار من طرف المغرب فأنزلتْ بعض كراكيزها البهلوانية المضحكة من تندوف إلى شاطئ لكويرة ، كان ذلك طبعا بتواطؤ مع حاكم موريتانيا الجنرال الميكانيكي الجاثم على صدر الشعب الموريتاني ، فوصل البوليساريو لشاطئ المحيط الأطلسي لأخذ بعض الصور على جنبات البحر …. سكت جنرالات الجزائر عن هذه الحركات البهلوانية للبوليساريو لأن العسكر يعرف جيدا أنه تكتيكيا واستراتيجيا ما هي إلاحركات بهلوانية مجانية ولا قيمة لها في أي نوع من الحروب نظرا لبعد المسافة الطويلة جدا بين تجمعات البوليساريو في أقصى الشمال ومنطقة الكركرات في أقصى الجنوب وهو ما يُعرف في الحروب بضمان كل ما هو لوجستيكي لاستمرار الوجود في منطقة الوجود ، لذلك سكتوا وانتظروا من الأممالمتحدة أن تطرد البوليساريو من الكركرات ليعودوا من حيث أتوا ، وكذلك كان . 6) تزامن ذلك مع تسلم الأمين العام الجديد للأمم المتحدة غوتيريس لمهامه وانتهاء مدة صلاحية كريستوفر روس وفراغ خزينة الدولة الجزائرية ، وبدأ غوتيريس بمشكلة الكركرات فأمر جميع الأطراف أن تعود فورا إلى الوضع السابق ، طبعا كان الجيش المغربي لا يبعد عن الحزام الأمني إلا بحوالي ثلاث كلومترات ، فعاد بسرعة البرق إلى غرب الحزام الأمني وبقيت شردمة البوليساريو تائهة بين قندهار إفريقيا أي منطقة الكركرات وسيلفيهات شاطئ المحيط الأطلسي إلى أن جاءتهم أوامر جنرالات الجزائر بالعودة من حيث أتوا فكانت قاسمة الظهر للنصر الوهمي للبوليساريو وأصبحوا جميعا ( الجزائر ولقيطتها البوليساريو ) أضحوكة العالم لأن قصة النصر في الكركرات أصبحت ( نكتة بايخة ) .. ولولا التدخلات على مستوى الدول الكبرى لكانت وصمة خزي كان تقرير أبريل 2017 سَيُسَجِّلُها على الجزائر والبوليساريو إلى الأبد … 7) ترك البوليساريو الكركرات خائبا وعاد من حيث أتى بخفي روس الذي كانت آثار النفخ الذي كان ينفخه فيهم ” على أن حقهم غير قابل للتصريف ” إلا إذا كان التصريف نحو جيوبه على شكل أوراق خضراء وبالملايين من الحليف المُفْلِس .. في الحقيقة هو حليف بليد … 8) ما كاد النظام الجزائري البليد والبوليساريو يستفيقان من هذه الضربات المتتالية للديبلوماسية المغربية حتى جاءت ضربة العودة المظفرة للمغرب للاتحاد الإفريقي بعد أن انكشفت عورة النظام الجزائري وضعفه وهزاله من خلال كل ما ذكرنا وغيره من سلاسل الفشل الذريع ( وهي كثيرة جدا ويستحيل إحصاؤها كلها ) كان فشلا لرمطان لعمامرة والمدعو عبد القادر لمساهل والنظام الجزائري برمته ، حيث أصبح الجميع تائها عديمي القدرة على استيعاب تعقيدات الوضعية ، فَقَدوا الرؤية السليمة للوضعية التي لا تزيد إلا تأزما مما نتج عنه فقدان الوعي والتوازن العقلي وانعدام القدرة على تقدير حقيقة الأوضاع بعد الصفعة التي وجهتها لهم كل دول إفريقيا ما عدا جنوب إفريقيا والسكير العجوز روبرت موغابي الذي احتقره محمد السادس في كوب 22 بمراكش أيما احتقار مما يكفي حكام الجزائر دليلا على أنهم أصبحوا معزولين في الساحة الإفريقية مع أشهر رؤساء إفريقيا فسادا وهما جاكوب زوما وروبرت موغابي ..والطيور على أمثالها تقع … حيث اجتمع الفاسدون على الفساد . ثالثا : ظهور مقالات يعترف فيها البوليساريو صراحة بالهزائم والأوهام وسراب الاستقلال : حاول طاقم مجلة المستقبل الصحراوي وهي مجلة للانفصاليين من البوليساريو ، قلت حاول إخفاء عنوان موضوع صادم هو : ” مِنْ وَهْمِ الاستفتاء الي سراب السلام …هل تتحقق المعجزة ؟!!!كتبه الدكتور مولود احريطن ، بعد أن ظهر المقال يوم 03 أغسطس 2017 اختفى بسرعة من الواجهة لتحل محله مواضيع بكائية ، لكن لمن يهمه الأمر يستطيع البحث بصبر وأناة وسيجده في ركن ركين في موقع الجريدة شاهدا على عدد من الاعترافات بأن نظام الجزائر بدأ فعلا عمليات التخلص من البوليساريو ، ويمكن استخلاص أفكار الدكتور مولود احريطن فيما يلي : * بدأ المقال بغصة في حلق كل البوليساريو حينما اعتراف امحمد خداد المنسق مع بعثة الأممالمتحدة حينما اعترف بأن بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لم تتقدم مليمترا واحدا نحو الهدف الذي تم إنشاؤها من أجله إلى حد الساعة ، ومعلوم أن هذه البعثة عمرها 26 سنة . * هذا دليل على الفشل الذريع في السياسة التي يتبعها نظام الجزائر وقادة البوليساريو من أجل تحقيق الهدف الاستراتيجي وهو تحرير الصحراء من يد العدو المغربي . * كما أن عدم تقدم هذه البعثة في تحقيق الهدف الذي جاءت من أجله يدل على أن الهدف نفسه غير قابل للتنفيذ أصلا لذلك كانت كل السنوات التي قضاها البوليساريو في انتظار تحقيق هدف الاستفتاء قد ضاعت هباءا منثورا ، ويمكن أن يدوم هذا الوضع قرنا آخر من الزمان . * انسداد آفاق المستقبل لأن الذي استطاع أن يعترف – وهو خداد – بأن المينورسو لم يتقدم قيد أنملة في تنفيذ مهمته هو مُطَّلِعٌ على الملف جيدا ويعرف ما يقول . * كأن الدكتور مولود احريطن يعاتب قادة البوليساريو لأنهم اختاروا منسقهم مع المينورسو ( امحمد خداد ) لأنه من حمائم جبهة البوليساريو الداعين لحل المشكل مع المغرب بالطرق السلمية ، وليس هناك حل في الأفق لا القريب ولا البعيد . * اعترف احريطن أن التسويق لهدف الاستفتاء هو تسويق للوهم خاصة وأن المغرب أصبح يتصرف في الأممالمتحدة كأنه عضو في مجلس الأمن بفضل تبني فرنسا لموقفه . * لكن النكتة التي استنتجها الدكتور احريطن هي قوله : “على كُلٍّ التصريحُ المذكورُ– يقصد تصريح خداد – قد يكون بداية لتوجه جديد من طرف القيادة الصحراوية نحو البحث عن بدائل و استراتيجيات مختلفة للتعاطي مع الأممالمتحدة في إطار البحث عن حل يستجيب لتطلعات شعبنا في الخلاص من الاحتلال و استرجاع أرضه المحتلة و هو ما نأمله ” … ومكمن النكتة في ذلك هو قوله : ” الخلاص من الاحتلال واسترجاع الأرض ” ، أسأل الدكتور احريطن : فهل تنتظرون من الأممالمتحدة أو المغرب أن يعملوا بكل سهولة حتى لو عشتَ أنت قرنين من الزمن أن يتفضلوا ويتكرموا بتسليم الصحراء الغربية بكل سهولة للبوليساريو عفوا للجزائر بكل تلك السهولة التي تحلم بها أنت وغيرك … لقد كنت تتنقل في الموضوع بكل واقعية حتى نزلت عليك فجأة لمسة من الجنون ، لكن هي تلك في الحقيقة منهجية تفكير النظام الجزائري ومن درس في مدارس الجزائر وجامعاتها المهترئة المنخورة بفلسفة أكل الدهر وبال . * أنهى الدكتور احريطن موضوعه بضرورة أن تبحث البوليساريو عن استراتيجيات أخرى في التعامل مع الأممالمتحدة و مجلس الأمن الدولي و اتخاذ قرارات جريئة لتحريك المياه الراكضة ووضع حد لحالة الجمود و الانسداد التي يعرفها مسار التسوية حتى و لو تطلب الأمر منا الذهاب الي أبعد الحدود و إلا فإنه سيكون علينا الانتظار قرن آخر حتى تحدث المعجزة أو ينزل الله حلا من السماء. يظهر من مقال مولود احريطن أنه يقطر حسرة بل وندما على قرارات اتخذها قادة البوليساريو ، ولم تكن له الجرأة أن يذكر اسم القائد المدعو محمد عبد العزيز الذي حكم على البوليساريو 40 سنة ( هذه هي الديمقراطية وإلا فلا ) أليس هو المسؤول عن وضعية البوليساريو الكارثية اليوم لأن خليفته المفترض أن يرث منه جبهة تحرير تناضل من أجل تحقيق هدف الاستقلال ولكنه ورث كارتيلات وعصابات مافيوزية أصبحت مصالحها وعلاقتها المالية مع الجنرالات الحاكمين في الجزائر متشابكة لدرجة أن الهدف أصبح هو استدامة النزاع الصحراوي لأنه أصبح موردا استراتيجيا أساسيا لملايين بل ملايير الدولارات تضاف لما ينهبونه من خزينة الدولة . عود على بدء : أصبحنا كل يوم نقرأ في مواقع البوليساريو عدة شكاوي للبوليساريو من الحليف الجزائري ، تشكو من المواقف المعادية للبوليساريو ليس الشكوى من المغرب بل من النظام الجزائري نفسه من مثل قضية التصاريح للسفر بعد سحب جوازات السفر الجزائرية التي يستفيد منها أفراد البوليساريو للسفر نحو الخارج ، فقد كثرت شكايات البوليساريو بل بلغت إلى درجة التشكيك في التنسيق بين القيادة الجديدة الضعيفة للبوليساريو والحليف الجزائري في استمرار حرمان أفراد من البوليساريو من الجوازات الجزائرية للسفر نحو الخارج ، والمصيبة أن الانفصاليين الصحراويين الذين يحملون جوازات السفر المغربية لا تعترضهم أي صعوبات في التنقل نحو الخارج بجوازات مغربية حتى وهم يحملون فكرا انفصاليا ، وحينما يلتقي هناك في مخيمات الذل بتندوف انفصالي كان يتمتع بجواز سفر جزائري سُحِبَ منه ، حينما يلتقي بانفصالي يحمل جوازا مغربيا إذاك يبدأ الشك في الحليف الجزائري وادعاءاته الكاذبة من أجل نصرة القضية الصحراوية ، فمن أي شيء يخاف النظام الجزائري حينما يسحب جوازات السفر الجزائرية من أفراد البوليساريو مع الامتناع عن منح التصاريح بالسفر أمام عجز قيادة البوليساريو للتصرف لحل هذا المشكل ؟ ماذا يخفي الحليف الجزائري وراء هذا التصرف المفاجئ ؟ بل حتى البوليساريو الذين سمعوا هذه الأخبار من الذين لا يزالون في الخارج أصبحوا يفكرون ألف مرة دون العودة إلى المخيمات عبر الجزائر ، فقد يكون مصيرهم هو الاحتجاز في مخيمات تندوف إلى الأبد إذا عادوا إلى الجزائر … ولا يمكن أن نغفل صيحات التعبير عن خذلان القيادة في الرابوني ، صيحات بعض الانفصاليين يعبرون بها عن خذلان القيادة الجديدة لهم وانعدام الإحساس بالمسؤولية تجاه أفراد الانفصاليين من البوليساريو حيث يتهمها البعض أحيانا بالخيانة لمبادئ عبد العزيز المراكشي ، وبمعنى آخر لقد تراجعت الحركات البهلوانية المجانية التي لم تزحزح جوهر القضية قيد أنملة ، تراجعت ولم تختفي لأ، آثارها لا تزال قائمة وتظهر بين الفينة والأخرى في شكل ” حنين ” إلى اللغط القديم الذي كانت القيادة القديمة تحشوه في أدمغة ساكنة المخيمات مثل الأقراص المهدئة ، اليوم تراخى ذلك الحماس وانتقل إلى الأفعال الإجرامية المنظمة ، أفعال إجرامية لكنها مربحة جدا جدا ، فالوقت ليس وقت الوقوف للتفرج على القيادة الجديدة وهزائمها وانكساراتها في الرابوني ، فالحال اليوم لا يسر ويجب البحث عن مصادر الأموال ، وهذا هو سبب ظهور ما يسمى ” جماعة الرفاهية ” من بين صفوف البوليساريو ..اليوم لم يعد يخفى على أحد أن البوليساريو فَقَدَ صفة ” جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ” بل أصبح مجموعة من الميليشيات أغلبها يخدم مصلحة المافيا الجزائرية البوليسارية ، تلك المافيا التيافتضح أمرها حينما انفجر الصراع بين أجنحتها حول مصالحها التجارية المتخصصة في تجارة البشر والسلاح والمخدرات الصلبة وكل ممنوعات الدنيا التي تذر عليها الأموال الطائلة ، وليس ببعيد عنا الرعب الذي عم ساكنة مخيمات العار بتندوف حينما اشتبكت تلك العصابات فيما بينها بالرصاص الحي ، وحين عمت الفوضى وغابت السلطة أو ما يفترض أنها سلطة التي لا سلطة لها لأن من بين قادة تلك العصابات بعض جنرالات الجزائرفأصبحت سلطة البوليساريو في حيص بيص ، هل يستطيع قادة الرابوني أن يضعوا أنفسهم في مواجهة ميليشيات يحكمها من وراء الستار جنرال جزائري وإلا بماذا يمكن تفسير السكوت المطبق لما يسمى حكومة البوليساريو عن هذه الفضيحة ؟ لكن الفضيحة الأكبر هي حديث مخلفات قادة الرابوني عن النواحي العسكرية لجمهورية الوهم السرابية ، فكيف يتحدثون عن النواحي العسكرية التي يزورها ابراهيم الرخيص وساكنة المخيمات لا يعرفون سوى الميليشيات الشهيرة الخارجة عن المنظومة الأمنية والعسكرية للبوليساريو وهي الميليشيات التي يرونها يوميا تطوف فيما بينهم والمعروفة ب : 1) قوات السيسي 2) قوات ولد البلال 3) لواء حفتر هذه أسماء ميلشيات يعرفها ساكنة المخيمات وهي خارج كل ما تتبجح به البوليساريو من أجهزة أمنية هلامية أو خرافية وكذلك جيش صحراوي هرم أغلبه شيوخ سقطت أسنانهم وتشبثوا به كوظيفة يسترزقون منها ، أما الحقيقة المؤلمة هي أن البوليساريو أصبح مفككا إلى مجموعات مقاتلة يتكهن الكثير من الملاحظين من الانفصاليين أنفسهم أن هذه الميليشيات الخارجة عن أجهزة البوليساريو الرسمية مُقْبِلَةٌ على حرب أهلية مدمرة فيما بينها وكلها تعمل خارج ما يسمى بالجيش الصحراوي أو أجهزة الأمن الرسمية ستأكل الأخضر واليابس ، والسؤال المطروح هو : من المسؤول عن ظهور هذه الميليشيات التي أصبحت دويلات قوية ومسلحة داخل جبهة البوليساريو ؟ طبعا المسؤول المباشر هو النظام الجزائري الذي ترك البوليساريو وحده يواجه قدره ، تركه أمام الأمر الواقع ، تركه ليتفكك وليعود إلى أصله الطبيعي ، أي إلى شتات المشردين في منطقة الساحل والصحراء وهم لا يؤمنون ” بقضية اسمها قضية الصحراء الغربية ” ولا يؤمنون بمشروع انفصالي لدويلة صحراوية ، فظهرت حقيقة مكونات هؤلاء المرتزقة بأنهم مجموعة من العصابات وميليشيات تنشط في التجارة الدولية للبشر والسلاح والمخدرات في فضاء شاسع لا رقيب عليه يسمى منطقة الساحل والصحراء التي يلعب فيها بعض جنرالات الجزائر وحدهم ولا يسمحون لأي أحد أن يَمْرُقَ إليها ، فهناك مكمن أعشاش الإرهابيين الذين يرعاهم جنرالات الجزائر وهذا شيء معروف ومفضوح أضافوا – اليوم – إلى تلك الأعشاش الإرهابية ميليشيات صحراوية تتاجر اليوم في المخدرات وغدا قد تتحول هذه الميليشيات الصحراوية إلى حركات إرهابية رسمية تحت سيطرة جنرالات الجزائر تضيفها لما سبق تأسيسه من حركات إرهابية صنعها النظام الجزائري منذ سنين طويلة ( جماعة مختار بلمختار مثلا وغيرها كثير ) وسيعمل النظام الجزائري على توظيفها كلها لضرب كل عدو محتمل كان في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب وعلى رأسها الدول الإفريقية التي ساندت المغرب للعودة لمنظمة الوحدة الإفريقية وهي كثيرة جدا ، وإن غدا لناظره لقريب …. هذا هو الأمر الواقع الذي فرضه النظام الجزائري على تطور جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، من نواة لتحرير الأرض من الاستعمار إلى تشكيلات عسكرية مسلحة تتاجر بالبشر والسلاح والمخدرات، وستندمج قريبا في الشبكة الكبرى للإرهابيين الذين صنعهم النظام الجزائري للمشاركة الفعلية في مناورات إرهابية من تدبير عسكر الجزائر ، لكن الذي لا يعرفه البوليساريو الرسمي أنه قريبا ستواجه هذه التشكيلات الصحراوية المسلحة المنتظم الدولي لأنها تَعَرَّتْ أمام العالم بسبب غباء النظام الجزائري الفريد من نوعه … لكن هل سيستطيع ابراهيم الرخيص أن يتبرأ منها ؟ إذن ستجرفه عواصف التغيير الذي سيقودها العالم كله هذه المرة وليس المغرب وحده !!!! عن الجزائر تايمز