أمام حدة النقد الذي كانت تبديه المعارضة لكل خطوة إصلاحية تقوم بها الحكومة، خصوصا في الملفات الكبرى كإصلاح المقاصة أو صناديق التقاعد، تحدى رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران هذه المعارضة خلال إحدى جلسات المساءلة الشهرية بمجلس النواب، بأن تعلن بشكل واضح ومباشر للمغاربة جميعا أنها ستتراجع عن إصلاح المقاصة وستعيد الدعم كما كان حال وصولها للحكومة. هذا التحدي الواضح، والذي يَفترض أخلاقيا وسياسيا أن تستجيب له المعارضة وعلى رأسها “البام”، خصوصا وأنها دائمة الإدعاء بنقص وضعف ولا استراتيجية هذه الإصلاحات، بل وخطورتها على الاقتصاد والمغاربة جميعا، يستوجب عليها أن تعلن في برنامجها “الإنتخابي”، عن ما يدل عن سعيها للقطع مع هذه الأوصاف العريضة والمرسلة التي أسمعتها للمغاربة على مدى خمس سنوات كاملة. المفاجأة كانت حين أعلن “البام” في ما أسماه برنامجا انتخابيا لاستحقاقات السابع من أكتوبر، عن موقفه من إصلاح المقاصة، إذ لم يتحدث عن إعادة المقاصة كما كانت، بإعادة الدعم كاملا للمواد التي رُفع عنها، بل قال إنه “سيستكمل إصلاح نظام المقاصة ليشمل البوتان والسكر” !!!. ما أورده “البام” بخصوص إصلاح المقاصة، لا يدل فقط على إجرائية وفعالية ونجاعة الاختيارات التي قامت بها الحكومة في هذا المجال، بل يدل أيضا على أن هذا الحزب كان يكذب على المغاربة حين كان يمثل دور المعارض المدافع عن مصالحهم، كما يدل على أنه يمارس اليوم عملية تدليس على الناخب، حين ادعى أشياء وجاء في برنامجه بأضدادها. لال.م