في إشارة أخرى تكشف للكابرانات أن دبلوماسية الغاز والريع لم تعد تغري دول الاتحاد الأوروبي، ولم تعد وسيلة لشراء ذمم بعضهم من أجل الدفاع عن وجهات نظرها داخل هذه الهيئة، ومحاولة حشد الدعم لدميتها عصابة البوليساريو، أكد تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أن فرنسا تأمل في تحريك المياه الراكدة للتجارة مع المغرب، الشريك الذي لا غنى عنه في المغرب العربي، بعدما تأثرت الروابط بين البلدين بسبب قضية الصحراء المغربية. وأفاد التقرير بأن وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستير صرح بأن الوقت قد حان "لإنعاش العلاقة"، وذلك في زيارة إلى المملكة الخميس الماضي، بعد أسابيع من أخرى أجراها وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه. ويستعد المغرب لاستضافة وزيري الاقتصاد برونو لومير والزراعة مارك فينو قبل نهاية الشهر الحالي. ونقل التقرير عن مصدر دبلوماسي قوله إن الهدف الأساسي من زيارة ريستير كان "تجديد الحوار الاقتصادي" بعد أعوام من التجاذب على خلفية ملف الصحراء المغربية، وأكد المصدر الدبلوماسي أن العلاقة بين البلدين "مكثّفة بشكل خاص". وقال إبراهيم أومنصور مدير مرصد المغرب في مركز "إيريس" لوكالة الصحافة الفرنسية: "نرى من الجانبين نوعا من البراغماتية لمحاولة إعادة الدفء إلى العلاقات من خلال التعاون الاقتصادي". وبعدما أبرزت الأزمات الدولية الأخيرة أهمية أن تكون سلاسل التوريد قريبة جغرافيا ومضمونة -وفق التقرير- اعتبر المصدر الدبلوماسي أن "المغرب هو شريك مثير للاهتمام لفرنسا" من هذه الزاوية، ويتيح لها القدرة على التمتع بقاعدة خلفية صلبة في بلاد ركّزت خلال الأعوام الماضية على تعزيز الإنتاج الصناعي، خصوصا في مجال الطيران والسيارات. وبحسب التقرير تنظر فرنسا بإعجاب إلى جهود المغرب في قطاعات الطاقة والمياه والسكك الحديدية، إضافة إلى الصحة حيث أطلقت الرباط عملية إصلاح واسعة. وأعرب وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستير خلال زيارته المغرب عن استعداد بلاده للاستثمار إلى جانب الرباط في الصحراء المغربية. وأشار إلى أن شركة "بروباركو" التابعة للوكالة الفرنسية للتنمية والمعنية بالقطاع الخاص، يمكن أن تساهم في تمويل خط الجهد العالي بين مدينتي الداخلة والدار البيضاء. ويضيف تقرير الوكالة أن وزير الخارجية سيحورنيه أكد في فبراير الماضي أنه "اختار" الرباط لزيارته الأولى إلى المغرب العربي، مؤكدا في حينه دعم باريس الواضح والمستمر "لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب لحل النزاع بالصحراء المغربية". https://www.almaghreb24.com/maroc24/uw2i