سيتعرّف ريال مدريد الإسباني، حامل اللقب، وبقية أندية النخبة الأوروبية، على خارطة الطريق نحو معانقة المجد القاري، وذلك لدى إجراء قرعة دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لموسم 2022/2023، في إسطنبول، الخميس 24 غشت 2022. تقام المباراة النهائية للبطولة القارية الأهم على صعيد الأندية في اسطنبول بالذات، في 10 يونيو من العام المقبل، على ملعب أتاتورك الأولمبي، وهو مسرح المباراة التاريخية بين ليفربول الانجليزي وميلان الإيطالي، حيث فاز الأول بركلات الترجيح بعدما تخلّف بثلاثية نظيفة في الشوط الأول في نسخة العام 2005. وكان من المفترض أن تستضيف اسطنبول المباراة النهائية عام 2020 ثم عام 2021، ولكن في المناسبتين، نقل الاتحاد الأوروبي للعبة المباراة إلى البرتغال بسبب القيود المرتبطة بجائحة كورونا. واضطر الاتحاد الأوروبي إلى إجراء تغيير اضطراري، الموسم الماضي، أيضا، حينما جرّد مدينة سان بطرسبرغ من استضافة المباراة النهائية بعد غزو روسيالأوكرانيا، فأقيم النهائي على ملعب سان دوني في ضواحي باريس وأسفر عن تتويج ريال مدريد بطلاً على حساب ليفربول بهدف نظيف، بعد مباراة شهدت اخفاقات تنظيمية وأمنية. وعزّز ريال مدريد بالتالي رقمه القياسي من حيث عدد الألقاب (14 مرة) أي ضعف عدد المرات التي تُوّج بها النادي التالي الأكثر نجاحاً في البطولة وهو ميلان الإيطالي. وسيتواجد ريال مدريد في الوعاء الأول إلى جانب أبطال الدوريات الست الأعلى تصنيفا التي لم تتأهل من خلال إحراز ألقاب 2021/2022، وهي مانشستر سيتي الإنجليزي، بايرن ميونيخ الألماني، ميلان الإيطالي، باريس سان جرمان الفرنسي، بورتو البرتغالي، أياكس الهولندي، بالإضافة إلى أينتراخت فرانكفورت بطل الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ). أما ليفربول، فسيكون في الوعاء الثاني، ما يعني إمكانية تجديد الموعد مع ريال مدريد في إعادة للنهائي، إلى جانب توتنهام وتشلسي الإنجليزيين وبرشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي. ولن تشارك الأندية الروسية بسبب الحظر المفروض عليها جراء غزو أوكرانيا، لكن الأخيرة ستتمثل بناد واحد هو شاختار دانييتسك بعد خروج مواطنه دينامو كييف من الأدوار التمهيدية بسقوطه أمام بنفيكا 0-5 في مجموع المباراتين. وستُحدّد المقاعد النهائية مساء الأربعاء، إذ يهدف بودو غليمت إلى أن يصبح أول فريق نروجي يشارك في دور المجموعات منذ 15 عاما. ونظراً لإقامة مونديال قطر في فصل الشتاء، سيكون برنامج دور المجموعات مضغوطا، إذ تقام المراحل الست على مدى شهرين، ذلك أن إقامة كأس العالم في الفترة من 20 نونبر إلى 18 دجنبر أجبرت الاتحاد الأوروبي على إجراء كل المباريات في غضون تسعة أسابيع، بدءا من 6 شتنبر. وتشهد هذه الفترة نافذة دولية أيضا، وسيكون الأمر متطلبا على اللاعبين أكثر من أي وقت مضى، لكن المكافآت المالية ستجعل الأمر يستحق العناء للأندية. وأرسل الاتحاد الأوروبي إلى الاتحادات الأعضاء في يوليوز الأخير، تفاصيل الجوائز المالية المقرّرة هذا الموسم، حيث سيحقق الفريق الذي يتوج بلقب الدوري 90 مليون أورو (89,5 مليون دولار). علاوة على ذلك، ستكون هناك حصة إضافية من حقوق النقل التلفزيوني لكل بلد، بالإضافة إلى مبالغ تعتمد على تصنيف الفريق بناء على الأداء على مدار السنوات العشر الماضية، ويتراوح ذلك من 1,137 مليون أورو للفريق الأدنى ترتيبا في التصنيف، والذي سيأتي من بين الفائزين في المباريات الفاصلة هذا الأسبوع، إلى أكثر من 36 مليون أورو لمدريد، الذي يملك أفضل تصنيف على مستوى القارة. نتيجة لذلك، سيستمر الأثرياء في أن يصبحوا أكثر ثراء، وقد يستمر عدد الفائزين المحتملين بدوري أبطال أوروبا في التقلّص نتيجة لذلك. في المقابل، تقام مراسم سحب قرعة مسابقة الدوري الأوروبي التي تشارك فيها أندية من أمثال مانشستر يونايتد وأرسنال الإنجليزيين وروما الإيطالي الجمعة، على أن تقام قرعة "كونفرنس ليغ" بعدها مباشرة.