عادت صحيفة "إالباييس" الإسبانية للحديث عن موضوع استئناف العلاقات المغربية الإسبانية بمزيد من التدقيق في المواقف وما يعتريها من مطبّات سياسية، إذ وصفت في تقرير لها المغرب ب"الشريك الموثوق به" بالنسبة لإسبانيا إلا أنه لا يتنازل عن مصالحه. ونقلت الصحيفة عن بعض المراقبين الذين كانوا في المغرب منذ سنوات طويلة قولهم إن "النظام لا يتخلى عن شبر واحد في مصالحه". مشيرة إلى أن "معاملة المغرب لإسبانيا وموقفه تجاهها على مختلف المستويات الرسمية للحوار يتطور بنفس مستوى الصلابة كما كان قبل وضع خارطة طريق ثنائية في أبريل الماضي". وقالت "إن أوضح دليل على مدى اعتياد المغرب على الوقوف بحزم في العلاقات الثنائية هو أنه في ماي 2021 ، تجرأت السفيرة المغربية في مدريد، كريمة بنيعيش، على وزيرة الخارجية، أرانشا غونزاليس لايا واصفة التصريحات التي قدمتها آنذاك ب"غير الملائمة". وأشارت إلباييس إلى أن تخلي رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز ، في مارس الماضي عن سياسة الدولة التي ظلت إسبانيا تتبعها لمدة 47 عاما فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية، لا يعني أي تغيير في موقف المغرب تجاه إسبانيا ومدينتي سبتة ومليلية. وبخصوص موافقة المغرب على إعادة فتح المعابر الحدودية في سبتة ومليلية، تضيف"إلبايس" أنه يفيد قبل كل شيء السكان المغاربة في المنطقة لبدء عملية مرحبا التي تعود بالفائدة قبل كل شيء على المغاربة المقيمين بالخارج. في المقابل، تبذل الحكومة الإسبانية جهدًا لم يسبق له مثيل للتواصل مع المغرب على حساب علاقاتها مع الجزائر. إذ لم يتردد بيدرو سانشيز في 24 يونيو في القول إن الدرك المغربي "عمل بجد لمنع الاعتداء العنيف على سياج مليلية". رغم الانتقادات التي وجهها من عدة أطراف بما في ذلك شركائه في الحكومة. وعن الجمارك مع مليلية، نقلت ذات المصادر، أنه سيعاد فتح المعابر وأن سبتة سيكون لديها مكتب جمارك تجاري لأول مرة. لكن بعد ثلاثة أشهر من إعلان "خارطة الطريق" الجديدة ، لم يفتح المغرب أياً منها ولم يبد أي إشارة على نيته القيام بذلك، بحسب ما جاء في التقرير.