جذب المسلسل المغربي "المكتوب" الذي تبثه القناة المغربية الثانية، اهتمام جمهور عريض منذ عرض حلقته الأولى في أول يوم رمضان، بسبب تطرقه لمهنة "الشيخة". وتمكن العمل الذي أداره المخرج الشاب علاء أكعبون، من حصد نسب مشاهدة عالية وجذب فئة كبيرة من المتابعين، رغم اعتبار البعض له تشجيعا للفساد ومطالبتهم بإيقاف عرضه. في حين اعتبر آخرون أنه صور الواقع ونظرة المجتمع المغربي لمهنة الشيخة وما تتعرض له من عراقيل وضغوطات في حياتها هي وأبنائها. وتلعب دور الشيخة في المسلسل الممثلة دنيا بوطازوت، وفي البطولة أيضا هند بن جبارة وأمين الناجي ومريم الزعيمي. وتداول رواد مواقع التواصل لقطة من المسلسل تظهر دفاع "الشيخة"، عن نفسها بطريقة عفوية، بعد تعرضها للتحرش من طرف أحد زبائن الملهى الليلي أثناء تأدية عملها. النقاش والتعليقات انصبت حول مهنة "الشيخة" بمفهومها التقليدي، ونظرة المجتمع إليها، بين من يرى فيها صانعة للفرجة تحمل رسالة فنية، وامرأة تقوم بمهنة منبوذة، غالبا ما يتم خلطها مع البغاء. الناقد المغربي والباحث في المسرح والأدب الشعبي، حسن بحراوي، قال إن "الشيخة كانت ولا تزال حاضرة بقوة في المجتمع المغربي، إذ يلجأ لها الجميع لتنشيط الحفلات والأعراس، وتحظى بمكانة مهمة في المناسبات العائلية والوطنية وغيرها، لكن المجتمع يدير ظهره لها بسرعة بعض انقضاء حاجته منها". وفسر الكاتب النظرة المتناقضة للشيخة في المجتمع المغربي قائلا: "إن مهنة الشيخة بمعناها القديم، وقعت ضحية تشويه من الاستعمار الفرنسي الذي حاول ما أمكن أن يفرغها من حمولتها الثقافية والفنية". بدوره دافع الناقد المغربي عبد الكريم واكريم عن المسلسل ودون قائلا "تناول تيمة الشيخة دراميا يعتبر تجديدا وابتعادا عن التيمات المكررة وغوصا في هموم شريحة فنية لطالما لم تكن تُعطاها القيمة التي تستحقها. إذ يحاول المسلسل وبشكل فني وبدون أي خطاب مباشر تصحيح الصورة المغلوطة التي ترسخت في العقل الجمعي للمجتمع المغربي عن الشيخة وهذا يحسب للمسلسل وللقائمين عليه".