يستعد قادة دول الاتحاد الأوروبي للاتفاق على إعادة تعبئة مخزونات الغاز، استعدادًا لفصل الشتاء المقبل، في ظل أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا، التي أثرت بالسلب في قطاع الطاقة العالمي. ومن المنتظر أن يتناول قادة دول الاتحاد، في اجتماعهم الأسبوع المقبل، مسألة ضرورة البدء الفوري في إعادة تعبئة المخزون الأوروبي من الغاز، حيث يسعى الاتحاد للحد من اعتماده على واردات الطاقة الروسية، بحسب وكالة رويترز. وجاء في مسودة القمة المقرر عقدها يومي 24 و25 مارس، أن "إعادة تعبئة مخزونات الغاز في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي يجب أن تبدأ الآن، وستنسق الدول الأعضاء مع المفوضية الأوروبية على وجه السرعة الإجراءات اللازمة لضمان مستويات كافية من مخزون الغاز قبل الشتاء المقبل". مع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من دخول أسبوعها الرابع، تزايدت المخاوف الأوروبية من توقف الغاز الروسي، الأمر الذي قد يعيد القارة العجوز إلى استخدام الفحم بجانب التوجه إلى استيراد كميات كبيرة من الغاز من خارج القارة بأسعار كبيرة. وتتزايد حدة الأزمة مع فرض كثير من دول العالم عقوبات على موسكو، تضمنت تجميد بعض أصولها المالية وحظر مرور الطائرات والسفن الروسية، الأمر الذي دفع أوروبا إلى التفكير في البدائل، بجانب التفكير في الاستعداد للشتاء المقبل، الذي يتوقع الخبراء أن يكون قاسيًا بدون الغاز الروسي. وتمد روسيا القارة الأوروبي بنحو 40% من النفط والغاز، مثل ألمانيا التي أعلنت إلغاء خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الممتد من روسيا، والذي تبلغ قيمته 9.9 مليار يورو (11 مليار دولار). تبحث حكومات دول الاتحاد الأوروبي عن بدائل مناسبة للطاقة، لا سيما مع ارتفاع أسعار النفط والغاز مؤخرًا إلى مستويات غير مسبوقة. وفي 9 مارس الجاري، طالبت وزيرة الانتقال البيئي الفرنسية، باربرا بومبيلي، وزراء الطاقة الأوروبيين -خلال اجتماعهم في بروكسل- بالتباحث حول كيفية وقف الاعتماد على الغاز والنفط من روسيا، تحسبًا لجميع الاحتمالات. وناقش الوزراء المجتمعون، سبل مساعدة قطاع الطاقة في أوكرانيا، عبر تسريع الربط المخطط لشبكة الكهرباء الأوكرانية مع أوروبا، لتصبح مستقلة بشكل أكبر عن روسيا، الأمر الذي كشف أن الاستغناء عن الوقود الأحفوري المستورد يعد قضية أمنية، بجانب أهميته بالنسبة لمكافحة تغير المناخ.