جرى اليوم الخميس، بالرباط، افتتاح مقر مكتب برنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا، تحت إشراف وزير الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة، ومشاركة عبر الفيديو للأمين العام لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف. وعرف حفل الافتتاح حضور البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الرباط، كما تم بث الحدث على الهواء مباشرة في مقر الأممالمتحدة بنيويورك للسماح للحاضرين في الأسبوع الدولي الثاني لمكافحة الإرهاب بالمشاركة في حفل الافتتاح. وسيضطلع المكتب الجديد، الذي يعد الأول من نوعه في القارة، بتطوير وتنفيذ برامج تهدف إلى بناء القدرات وتنمية المهارات في مجال مكافحة الإرهاب، ولا سيما الأمن والتحقيق والتقاضي وإدارة السجون والحدود وإعادة التأهيل وإعادة الإدماج. وسيعتمد هذا المكتب الإقليمي الجديد على تجميع خبرات المغرب ومكتب الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب من أجل توفير تدريب جيد للدول الأفريقية. وتم إنشاء مكتب الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب في يونيو 2017 لمساعدة جهود مختلف مؤسسات الأممالمتحدة في مهامها لدعم الدول الأعضاء في تنفيذ استراتيجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب. وقال وزير الخارجية، ناصر بوريطة، إن إنشاء هذا المكتب في المغرب يؤكد دور المملكة كمركز إقليمي، وموفر للاستقرار والأمن، في غرب إفريقيا والساحل على وجه الخصوص، وفي القارة ككل، مؤكدا أن المغرب سيتحمل مسؤولية استضافة هذا المقر بشرف ومسؤولية. وأوضح في كلمة خلال حفل الافتتاح أنه في الوقت الذي تركزت فيه جهود مكافحة الإرهاب على أجزاء أخرى من العالم، كان البعض واثقا من أن معظم المناطق الأفريقية محصنة ضد انتشار هذه الآفة، مشيرا إلى أن الواقع يؤكد عكس ذلك، حيث انتشرت العديد من المجموعات الإرهابية والجماعات التابعة لها، وذلك في أكثر من 25 دولة أفريقية. وأضاف أن منطقة الساحل والصحراء أصبحت ثاني أكثر المناطق تضررا من الإرهاب في العالم، حيث كان عام 2020 هو العام الأكثر دموية من حيث العنف الإرهابي في منطقة الساحل وحصد أرواح 4250 شخصا، بزيادة قدرها 60 بالمئة مقارنة بعام 2019، مؤكدا أن طموح مكتب برنامج مكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا هو توحيد الجهود من أجل التعامل مع التهديدات الإرهابية التي تتطور باستمرار. وأشار إلى أن المكتب يهدف إلى تعزيز قدرات الدول الأعضاء من خلال تطوير برامج تدريب وطنية ومناهج تدريبية لمكافحة الإرهاب، حيث سيقدم مكتب مساهمة كبيرة لدعم الدول الأفريقية في مكافحتها للإرهاب من خلال تقديم المعرفة والمهارات والأدوات الفورية في المجالات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب مثل أمن الحدود وإدارة السجون والوقاية والقضاء على التطرف وإعادة الإدماج. وفي هذا السياق، تابع الوزير أن الأولوية هي التأكد من أن أنشطة مكتب البرنامج تتماشى تماما مع احتياجات الدول الأفريقية، وتكمل مختلف المبادرات التي أطلقتها الدول الأفريقية، وأن يتم تطويرها بمساهمة الدول الأفريقية وتقاسمها بين الشركاء في نهج تعاوني قائم على التضامن. وشدد على أن المغرب، باعتباره من المساهمين في أمن القارة الأفريقية وتنمية دولها، لن يذخر جهدا من أجل دعم أهداف وأنشطة المكتب، مؤكدا على التزام المملكة بمشاركة خبراتها في مجال مكافحة الإرهاب مع الدول الأفريقية، وهي الخبرات التي تندرج في إطار استراتيجية تم تطويرها خلال أكثر من عقدين، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس.