قالت قناة "سي إن إن" (CNN) اليوم الجمعة إن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن يتقدم في ولاية جورجيا الحاسمة بفارق 917 صوتا، مع استمرار فرز الأصوات في الولاية الحاسمة. وأكد مركز إديسون للأبحاث هذا التفوق، مشيرا إلى أن فرز الأصوات لا يزال مستمرا. والسباق بين بايدن والرئيس دونالد ترامب متقارب بشدة، حيث لم يصل أي منهما بعد إلى العدد اللازم من أصوات المجمع الانتخابي لتحقيق الفوز، وفي حال فاز بايدن بأصوات الناخبين الكبار بجورجيا فسيكون الفائز بالسباق نحو البيت الأبيض. تزامن ذلك مع تشكيك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في النظام الانتخابي الأميركي، ووصفه بالفاسد بعد تقدم فرز الأصوات البريدية التي بدأت ترجح الكفة لصالح بايدن، في الوقت الذي تعالت فيه أصوات عديدة -منها أصوات جمهوريين- مطالبة باحترام العملية الديمقراطية واحتساب كافة الأصوات. وقالت شبكة "سي بي إس" (CBS) التلفزيونية الأميركية إن المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب لا ينوي الاعتراف بالهزيمة حتى لو أعلن بايدن الفوز بانتخابات الرئاسة. وقال ترامب إنه إذا حُسبت ما وصفها بالأصوات القانونية فإنه سيكون الفائز. وأضاف في كلمة له بالبيت الأبيض أنه إذا ما احتسبت الأصوات غير القانونية فإن الانتخابات ستسرق منه، على حد قوله. وأكد ترامب أنه سيرفع دعاوى قضائية كثيرة ضد نتائج الانتخابات وضد النظام الأميركي الذي وصفه بالنظام الفاسد. ووصف ترامب النظام الانتخابي الأميركي بالفاسد والمتواطئ مع الديمقراطيين، وقال إن التصويت بالبريد كارثة دمرت الانتخابات، مضيفا "ننتظر ما سيحدث، ولن نسمح للفساد بأن يسرق هذه الانتخابات". وشدد على مضيه قدما في اللجوء إلى القضاء لرفض تقدم بايدن، ولو كلفه ذلك إثارة القضية أمام المحكمة العليا. ويتقدم بايدن وطنيا على ترامب بفارق كبير، حيث حصد حتى الآن أزيد من 50%، فيما بقي ترامب دون 48%. وتشير التقارير إلى أن بايدن تمكن من تأمين 264 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، ولم يعد يفصله عن الفوز سوى الحصول على 6 أصوات. ويتوقع فوز بايدن بمجرد تأكد فوزه في واحدة من 3 ولايات لم يحسم الصراع فيها، وهي بنسلفانيا ونيفادا وجورجيا. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الخدمة السرية تكثف حماية بايدن تحسبا لإعلانه النصر. ويترقب الشعب الأميركي إعلان نتائج هذه الولايات في وقت لاحق. ورد المجلس الوطني لنزاهة الانتخابات على ترامب، وأصدر بيانا رفض فيه تشكيك الرئيس في نزاهة الانتخابات. وقال المجلس في بيانه إن الرئيس استخدم منصة البيت الأبيض لمدة 15 دقيقة لإطلاق ادعاءات كاذبة تقوض نزاهة الانتخابات، وتضر بالقائمين على العملية الانتخابية، مضيفا أنه ليس هناك أساس لتلك الادعاءات غير المسؤولة. وأشار إلى أنه بإمكان السياسيين قول ما يحلو لهم، لكن الشعب الأميركي هو من يختار قادته وليس العكس، وقال البيان إن العملية الدستورية تتطلب عد جميع الأصوات. يذكر أن المجلس هو مجموعة تضم أكثر من 40 مسؤولا عسكريا وحكوميا سابقين. وفي السياق ذاته، أكدت مفوضة لجنة الانتخابات الفدرالية الأميركية إيلين وينتراوب أن نشر أفكار المؤامرة بشأن الانتخابات لن يغير النتائج. ودعت المفوضة الرئيس ترامب إلى الكف عن الترويج لفكرة التآمر، وقالت إن جميع الأصوات ستحتسب، واصفة أقوال ترامب في المؤتمر الصحفي بأنها أكاذيب تقوض الديمقراطية. كما أصدر مجموعة من المدعين العامين السابقين في الولاياتالمتحدة -وجميعهم خدموا في عهد رؤساء جمهوريين- بيانا أدانوا فيه ما وصفوها بمزاعم الرئيس ترامب بالفوز، وقالوا إن هذا سابق لأوانه، كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز. وقال المدعون العامون السابقون إن مزاعم ترامب بوجود تزوير تمثل سابقة متهورة ولا أساس لها، ودعوه إلى ترك عملية عد الأصوات لتستمر بصبر واحترام، وفقا للقوانين الفدرالية وقوانين الولاية المعمول بها. وطالب المدعون بتجنب أي تعليقات أو إجراءات أخرى يمكن أن تؤدي إلى تقويض الديمقراطية الأميركية. وأضافوا أن العملية -سواء استغرقت أياما أو أسابيع- يجب السماح لها بأن تتم بطريقة منفتحة وعادلة وقانونية، دون أي تدخل سياسي غير لائق، على حد قول البيان. كما وصف السيناتور الجمهوري ميت رومني فرز كل الأصوات بأنه من صلب الديمقراطية، وقال إن العد سيستمر، وإن المخالفات المزعومة سيحقق فيها، وتحل في المحاكم. كما شكك السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في طريقة فرز الأصوات في ولايتي بنسلفانيا ونيفادا، وقال إنه لا يثق بها. لكن غراهام عبر عن ثقته في إدارة الحاكم الجمهوري لولاية أريزونا للعملية الانتخابية، وأشار في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" (Fox News) إلى أن فارق الأصوات يتقلص، في وقت أعلنت وسائل إعلام أميركية فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بهذه الولاية. من جهتها، قالت سكرتيرة ولاية بنسلفانيا كيتي بوكفار في مؤتمر صحفي إن عملية فرز الأصوات في الولاية مستمرة، وإنه سيكون هناك عدد كاف من الأصوات الليلة لمعرفة الفائز بها. وتبدو الأجواء شديدة التوتر في الشارع، حيث نظمت أمس الخميس مظاهرات لليوم الثاني من قبل أنصار كلا المعسكرين في مدن عدة، مع استمرار عمليات عد الأصوات. وتظاهر أنصار بايدن وترامب على السواء أمام مركز لفرز الأصوات في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الحاسمة صباح الخميس. واحتشد مؤيدو بايدن حول شعار "أحصوا كل صوت"، إذ يرون أن حساب جميع الأصوات سيظهر فوز المرشح الديمقراطي على الرئيس الجمهوري ترامب. ورد أنصار الرئيس بالمطالبة ب"حماية الأصوات" دعما لجهود حملته لإلغاء بعض فئات بطاقات الاقتراع، ومنها التي سلمت عن طريق البريد.