بعد أيام قليلة من الإعلان عن اتفاق التطبيع، تعلن شركات من الإمارات وإسرائيل عن تعاون مشترك في مجال مكافحة فيروس كورونا، وخطوات مماثلة في شتى المجالات في الأسابيع القادمة. وأفادت هيئة البث الإسرائيلي بأنه من المتوقع أن يتوجه رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) يوسي كوهين اليوم الأحد إلى دولة الإمارات للقاء ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد « بغية بلورة تفاصيل اتفاقية السلام التي سيتم توقيعها بين إسرائيل ودولة الإمارات ». وأضافت أن « العلاقات بين الدولتين سيتم تطويرها في عدة مجالات هي التعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي والطبي والثقافي في المرحلة الأولى، ما سيؤدي حتما إلى إقامة علاقات دبلوماسية ». ونقلت الهيئة عن مصدر إماراتي وصفته بالرسمي أن « النية تتجه إلى فتح سفارتين في الدولتين فور توقيع الاتفاقية باعتبار هذه الخطوة تجسيدا للتطبيع ». كما نقلت عن المصدر أنه « من البديهي بالنسبة للطرفين ألا تفتح سفارة الإمارات في القدس ». وفي غضون ذلك وقعت شركة أبيكس الوطنية للاستثمار الإماراتية على « اتفاق تجاري استراتيجي » مع مجموعة تيرا الإسرائيلية للتعاون في مجال الأبحاث والتطوير المرتبط بمرض كوفيد-19 بما في ذلك إنتاج جهاز للاختبار، وفق ما اعلنت عنه وكالة أنباء الإمارات الرسمية. ونقلت الوكالة عن خليفة يوسف خوري رئيس مجلس إدارة أبيكس قوله إن الاتفاق « يشكل باكورة الأعمال لفتح التجارة والاقتصاد والشراكة الفعالة بين قطاعات الأعمال الإماراتية والإسرائيلية لما فيه المنفعة والخير وخدمة الإنسانية عبر تعزيز الأبحاث والدراسات الخاصة بفيروس كورونا ». وجرى توقيع الاتفاق في مؤتمر صحفي في أبوظبي ويأتي عقب إعلان إسرائيل والإمارات الخميس الماضي عن التطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تحت رعاية أمريكية. ومن المنتظر وفق بيان الاتفاق أن تجتمع وفود من إسرائيل ودولة الإمارات، خلال الأسابيع المقبلة للتوقيع على اتفاقيات تتعلق بالاستثمار والسياحة ورحلات الطيران المباشرة والأمن والاتصالات ومجالات أخرى. وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) « تم إجراء اختبارات السلامة البيولوجية التابعة لمجموعة تيرا في العديد من البلدان حول العالم بما في ذلك مستشفى الإمارات الميداني في أبوظبي وسيتم تطبيقها على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة عامة ». « لا نضغط على أحد » وبعد خطوة التطبيع بين البلدين توجهت الأنظار إلى ما ستقوم به باقي دول الخليج مع إسرائيل، في ظل مؤشرات إلى الإعلان عن خطوات مماثلة قريباً. وفي هذا السياق أجرى السبت مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر مع المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز ريكونسنس للبحوث والدراسات عبدالعزيز العنجري حوارا نفى فيه وجود أي ضغوط على أي دولة للتوصل إلى اتفاق للتطبيع مع إسرائيل، مؤكدا أن أي قرار تتخذه الجارة الكويت بخصوص العلاقات مع إسرائيل سيكون قرارا سياديا ولن يؤثر على الشراكة بين البلدين. وأشاد شينكر بالاتفاق المُعلن الذي سيطوّر التعاون بين إسرائيل والإمارات وسيجعله أكثر انفتاحا عندما يدخل مرحلة تبادل التمثيل الدبلوماسي، وسيسهل على الولاياتالمتحدة التعاون مع هاتين الدولتين في المنطقة، بما يعزز على وجه الخصوص الاستقرار الأمني والتعاون الاقتصادي. ومضى شينكر قائلا: « أعتقد أن توقيع تلك الاتفاقيات هيأ الظروف لذلك النمو الاقتصادي والتطور. وبالنسبة للفلسطينيين أعتقد أنها دعوة جادة للاستيقاظ، وأنهم يجب أن ينخرطوا بالمفاوضات إما مع الإسرائيليين أو مع الأمريكيين...وعليهم أن يدركوا المصالح الخاصة لكل دولة عربية وأن يبدأوا بالتفاوض، ويجب ألا تكون الدول العربية رهينة لدى قيادة فلسطينية غير مهتمة بالتفاوض ».