يحاول فريق من العلماء والأطباء الكشف عن المصاب بفيروس كورونا قبل ظهور الأعراض من خلال فحص البيانات المسجلة بواسطة خاتم ذكي يمكن ارتداؤه، وذلك سعيا لوقف العدوى بالمرض في المراحل الأولى. وتستخدم هذه الحلقة الذكية الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الإصابة بالفيروس قبل ظهور الأعراض، وتستهدف العاملين في المستشفيات الذين يمكن أن يصابوا بالمرض دون أن تظهر عليهم الأعراض وينقلوه دون علمهم لغيرهم من المرضى أو أقاربهم. وتعتبر قدرة فيروس كورونا على الاختباء في جسم الإنسان دون ظهور الأعراض، من العوامل التي ساعدت على انتشار هذا الفيروس، ففي بعض الحالات، يمكن أن يستغرق الأمر ما يصل خمسة أيام حتى يبدأ المصابون بالشعور بالأعراض. وخلال ذلك الوقت، يمكن أن ينشروا المرض إلى أشخاص جدد دون أن يدركوا أنهم أنفسهم مرضى. وقال جراح أعصاب في جامعة فرجينيا الغربية للطب الدكتور علي رضائي “هناك عدد كبير من الناس على الخطوط الأمامية مصابون بالمرض ولا يعرفون ذلك”. رضائي، الذي يقود المشروع الجديد، عقد هو وفريقه شراكة مع شركة أورا هيلث (Oura Health) المتخصصة في صناعة الأجهزة القابلة للارتداء، والتي تصنع الخاتم الذكي الذي يسجل باستمرار درجة الحرارة وأنماط النوم ومستويات النشاط وتغير معدل ضربات القلب. وأضاف رضائي “يرتدي الأشخاص الخاتم، ويحصلون على تطبيقنا، ويملؤون استبيانا كل صباح لخمس دقائق وهم يلعبون بعض الألعاب”. ومن خلال تدريب خوارزمية للذكاء الاصطناعي على كل هذه البيانات، التي تم جمعها من عشرات الآلاف من المستخدمين وتصنيفها بحسب الأشخاص المصابين بالعدوى، يقول رضائي إنه يرى بالفعل ارتباطات واضحة بين التغيرات في درجة الحرارة وبداية من مرض كوفيد-19. في الوقت الحالي، يدير فريقه تجربة يراقب فيها باستمرار القياسات الحيوية الخاصة لحوالي ألف طبيب وممرضة وعاملين في المستشفيات عن طريق ارتداء خاتم أورا، وتسجيل البيانات على التطبيق المصاحب. ويقول رضائي إن الخوارزمية استطاعت حتى الآن التنبؤ بالإصابات قبل ظهور الأعراض الأولى بحوالي 24 ساعة وبنسبة دقة بلغ 90%، ويأمل مع المزيد من البيانات في إضافة يوم إضافي أو يومين من بداية ظهور الأعراض. وتابع رضائي “الهدف هو استخدام تقنية أورا، وإطار عملنا وتطبيقنا للتنبؤ بظهور الأعراض، وتحديد العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية قبل أن يشعروا بالأعراض، وذلك للحد من انتشار المرض”. وقال هيربريت راي الرئيس التنفيذي لأورا هيلث لموقع فيوتشيرزم إن العملاء الذين تم تحذيرهم من خلال الخاتم بأنهم سيصابون بالإنفلونزا أو سيصابون بالحمى في اليومين التاليين، ضحكوا في البداية، ثم وجدوا أنفسهم طريحي الفراش. وكتب أحد مستخدمي الخاتم على حسابه في فيسبوك أن الخاتم حذره من احتمال أن يمرض قريبا بناءً على التقلبات في درجة حرارته. فذهب وحصل على اختبار لفيروس كورونا، وكان إيجابيا، وكان قادرا على الحجر الصحي في وقت أقرب مما لو كان قد انتظر ظهور الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا. ولكن بصرف النظر عن المستخدمين الذين يشاركون بياناتهم الصحية، يقول راي إن شركة أورا لا تجري عادةً دراسات بحثية ولا تشارك في مشروع مكافحة كورونا الجاري، فهي تصنع الخاتم فقط. وأخبر ليو المجلة أن “فكرة المراقبة باستخدام الأجهزة القابلة للارتداء مثل هذه كانت موجودة منذ بعض الوقت، ولكن لتحسين أدائها نحتاج إلى المزيد من العمل والبيانات المتعلقة بصحة هذه التقنيات الجديدة وفعاليتها من حيث التكلفة”. وأضاف ليو “المراقبة الدائمة هي المستقبل بالتأكيد عندما يتم دمج هذه الأنواع من الأجهزة القابلة للارتداء ببساطة في منظومة حياتنا”.