بعد مرور 20 عاما تقريبا على ظهور أول حالة لمرض جنون البقر، يحذر خبراء من أن المملكة المتحدة قد تواجه وباء قاتلا آخر. ويعتقد العلماء أنه بالنسبة لبعض الناس فإن فترة حضانة المرض تتراوح بين 30 و50 عاما، مما يجدد المخاوف من حدوث وفيات في المستقبل. وكشف تحليل أجرته BBC أن أي شخص أكل لحم البقر بين عامي 1986 و1989، يمكن أن يكون قد تناول عدة وجبات مصابة بمرض جنون البقر، ما يعني أنه ربما احتضن المرض القاتل دون إدراكه لذلك. ويقول ريتشارد نايت، أستاذ علم الأعصاب في وحدة مراقبة CJD في إدنبرة: “ما زلنا غير واثقين من عدد الأفراد المصابين بالمرض (بصمت) في المملكة المتحدة. وفي الوقت الحالي، كل التوقعات تشير إلى أنه ستكون هناك حالات وفاة أخرى”. ويعد مرض جنون البقر فتاكا لأن العوامل المعدية تتكون من أحد البروتينات في الجسم، ما يجعل الجهاز المناعي غير قادر على التصدي له. وحذر الخبراء من انتشار وباء مرض جنون البقر الجديد في بريطانيا، وفقا لفيلم وثائقي تحذيري يُعرض على BBC2. وتشير أدلة جديدة إلى أن الأشخاص الذين اعتقدوا سابقا أنهم محصنون، يمكن أن يقعوا ضحية لهذا المرض المدمر. وبمعنى آخر، يمكن أن تكون هناك قنبلة موقوتة لوباء جديد في المملكة المتحدة. وحتى الآن، توفي 178 فردا في المملكة المتحدة بسبب مرض “جاكوب كورتزفلد المتغير” (Vcjd)، وهو نوع من أمراض الدماغ ضمن عائلة اعتلالات الدماغ الإسفنجية المعدية، حيث ينتشر بسبب تناول اللحم البقري المصاب بالتهاب الدماغ الإسفنجي (BSE). ويقتل المرض خلايا الدماغ ببطء، ما يؤدي في النهاية إلى تغيرات في الشخصية والضعف البدني. ولا يوجد حاليا أي اختبار أو علاج لذلك، ولم يُحاسب أحد من أي وقت مضى على كيفية انتقاله من الأبقار إلى البشر. ويزعم بعض الخبراء أن المزارعين قاموا بإطعام بقايا الماشية المصابة إلى الأبقار، عبر منتج يسمى “وجبة اللحوم والعظام”، حيث أُجبرت الأبقار (وهي من الحيوانات العاشبة) على التحول إلى آكلة للحوم، من خلال إطعامها وجبات اللحم المصاب، وذبحها بعد ذلك لتغذية البشر. وبعد مرور أعوام، ما زال الخبراء لا يعرفون الكثير عن هذا المرض، ولكن البروفيسور نايت قال إن vCJD يمكن أن ينتقل عبر عمليات نقل الدم المصاب، ما يعني انتشار المرض إلى أجزاء من الجسم، بما في ذلك الدماغ. وحذر من أن الأمر يبعث إلى القلق، ومن المحتمل أن يموت المزيد من الأشخاص بسبب المرض. ومن الناحية النظرية، يمكن أن ينتقل CJD من شخص مصاب إلى آخرين، ولكن فقط عن طريق الحقن. تجدر الإشارة إلى أن حالات المرض بلغت ذروتها في عام 2000، مع تسجيل الوفاة الأخيرة في عام 2016.