أعلنت وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني الليبية أن حصيلة القتلى على إثر الاشتباكات في محيط طرابلس ارتفعت إلى 35 قتيلا و40 جريحا. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 32 شخصا على الأقل وإصابة خمسين آخرين بجروح منذ بداية هجوم قوات خليفة حفتر، يوم الخميس الماضي، في غرب ليبيا باتجاه العاصمة طرابلس. وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في بعثة الأممالمتحدة بليبيا ماريا ريبيرو إن تصاعد عمليات العنف في محيط طرابلس خلف أكثر من 2800 نازح فروا من أماكن القتال. وأعربت ريبيرو عن قلقها إزاء تصاعد العنف، ما يمنع وصول الخدمات الطارئة إلى المدنيين ويزيد معاناة اللاجئين والمهاجرين. ومن جهة أخرى أعلنت إدارة مطار معيتيقة، المطار الوحيد العامل في طرابلس، اليوم عن استئناف الرحلات في الفترة المسائية فقط، وذلك بعد تعرض المطار للقصف في وقت سابق اليوم والإعلان عن توقف الرحلات به. وذكرت وسائل إعلام ليبية أن غارة جوية استهدفت المطار ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها مما أدى إلى الإعلان عن توقف حركة الملاحة. وأدان الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة الغارة الجوية التي استهدفت مطار معيتيقة الدولي، ونسبها إلى قوات خليفة حفتر. وأوضح بيان للبعثة أن هذا المطار "هو الوحيد العامل في العاصمة المتاح أمام المدنيين". وتواصل قوات حفتر هجومها ضد طرابلس وسط معارك عنيفة مع قوات حكومة الوفاق الوطني. ويأتي ذلك في وقت لم يتم التوصل فيه إلى نص قرار لمجلس الأمن يدعو المشير حفتر إلى وقف هجومه نحو العاصمة الليبية، رغم المخاوف من تدهور الوضع الأمني في البلاد التي تعيش أزمة سياسية واقتصادية منذ عام 2011. وتوعدت حكومة الوفاق الوطني بشن هجوم مضاد، تحت مسمى "بركان الغضب"، بهدف "تطهير كل المدن الليبية من المعتدين" الموالين لخليفة حفتر. وأعربت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين من جهتها عن "القلق" بسبب نزوح مئات المدنيين جراء الاشتباكات. ودعت الأطراف المتحاربة إلى "ضمان سلامة جميع المدنيين" و"السماح بوصول مستمر للمساعدات الإنسانية". وتأتي أعمال العنف الأخيرة قبيل انعقاد مؤتمر وطني برعاية الأممالمتحدة في غدامس (جنوب غرب)، في منصف الشهر الجاري، كان من المتوقع أن تصدر عنه "خارطة طريق" لاستقرار البلاد وتنظيم انتخابات.