أكد رئيس مجلس النواب، السيد الحبيب المالكي، الإثنين بعمان، أن المغرب والأردن بلدان استثنائيان في الحفاظ على الثوابت. وقال السيد المالكي، خلال استقباله من طرف وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، السيد أيمن الصفدي، على هامش مشاركته في أشغال المؤتمر ال 29 للاتحاد البرلماني العربي الذي استضافته العاصمة عمان، "إن المملكتين الأردنية والمغربية، بلدين استثنائيين، أثبتا وجودهما وتطورهما وثباتهما رغم تغير الأوضاع والأحوال الإقليمية". وأشار السيد المالكي، خلال هذا اللقاء، الذي حضره سفير المغرب بالأردن، السيد محمد ستري، إلى أن ذلك "الإستثناء مرتبط بتشبث المملكتين بثوابتهما غير القابلة للمس مهما تعددت الأسباب". وأعرب رئيس مجلس النواب عن ارتياحه لمستوى العلاقات الثنائية، والتي تعتبر امتدادا لمتانة العلاقة بين عاهلي البلدين، وهو ما يترجم "تناغم المواقف وتطابقها في العديد من القضايا، ولاسيما المرتبطة بقيم السلم والعمل العربي المشترك، كما في قضايا أخرى أكثر حساسية". وبخصوص الأوضاع العربية، أكد السيد المالكي، أن المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، ما فتئ يدعو إلى المعالجة العربية – العربية واسترجاع الثقة المتبادلة، وهو السبيل الأوحد لربح رهان القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وعلى صعيد آخر، دعا السيد الحبيب المالكي إلى الرقي بمستوى العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين البلدين إلى مستوى متقدم مما سيساعد على رص وتقوية مستوى وعمق العلاقات الثنائية السياسية الجيدة. وفي هذا الإطار، دعا رئيس مجلس النواب إلى ضرورة التفكير في خط بحري مباشر بين ميناء العقبة الأردنية وميناء طنجة المتوسط على غرار الخط الجوي الذي سيتم تدشينه قريبا من الدارالبيضاءوعمان. من جانبه، أشار وزير الخارجية الأردني، إلى أن المغرب له مسار متراكم من التجربة البرلمانية المتميزة في إطار تجربة الانتقال الديمقراطي والقابلة للاقتداء والاستفادة منها، مؤكدا أن العلاقة بين المملكتين تتجاوز مستوى الصداقة إلى أخوة حقيقية، وهو ما يتضح من خلال مجموعة من القضايا والملفات الإقليمية والدولية. وأضاف الصفدي أن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، "ما فتئ يوجهنا دائما للعمل مع إخوتنا المغاربة برؤية واحدة، وهو ما نعمل به – يشير الوزير- في عملنا بخصوص القضايا التي تتطلب ذلك". كما حيا وزير الخارجية الأردني، "رؤية وتحليل السيد المالكي بخصوص الثوابث المشتركة للنظامين السياسيين واعتزاز البلدين بهما، وضرورة تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي الذي ينبغي على الطرفين الاجتهاد من أجل تفعيله وفتح آفاق واعدة له". وشارك في أشغال المؤتمر، الذي انعقد على مدى يومين (3 – 4 مارس)، بعنوان "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين" رؤساء برلمانات عربية، من بينهم السيد المالكي، وممثلي شعب برلمانية عربية، ضمنهم وفد برلماني مغربي، لحشد الطاقات البرلمانية وتعزيز التعاون البرلماني للتعامل مع الأوضاع العربية الحالية خاصة على الساحة الفلسطينية.