أكد المغرب والأردن، عزمهما على تنفيذ مخرجات القمة التي عقدها عاهلا البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، في مارس الماضي بالدارالبيضاء، عبر عملية مؤسساتية ترتقي بالتعاون والتنسيق إلى مستويات تعكس فعليا الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيد ناصر بوريطة ونظيره الأردني أيمن الصفدي، في لقاء صحفي مشترك، اليوم السبت بعمان، بعد ترؤسهما أعمال الاجتماع الأول لآلية التشاور السياسي، إنهما "اتفقا على إعداد خارطة طريق مفصلة لترجمة مخرجات القمة لتعاون أوسع في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية بالإضافة إلى مأسسة التنسيق في المحافل الدولية خدمة للقضايا الثنائية والعربية المشتركة". وأكدا أن وزارتي خارجية البلدين، "ستعملان بشكل مكثف لمأسسة التعاون وترجمته لمخرجات عملية تعكس متانة العلاقات الأخوية والشراكة الاستراتيجية الثنائية". وأشارا إلى أن فريقا عمل من الوزارتين سيواصلان اجتماعاتهما غدا لإنجاز برنامج شامل لتحقيق إنجازات واضحة تعزز التعاون في قطاعات محددة تثمر نتائج ملموسة في أسرع وقت ممكن. كما ستوفر الوزارتان، بالتعاون مع القطاعات المعنية، الدعم اللازم لعقد منتدى للقطاع الخاص في عمان في شتنبر المقبل. وفي هذا الصدد، قال السيد بوريطة، إن زيارته للأردن على رأس وفد هام، تأتي تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك "في إطار العلاقات الخاصة والاستثنائية التي تجمع بين المملكتين، علاقات مظلتها الأواصر القوية بين قائدي البلدي في إطار تضامن دائم وتشاور مستمر، وتوجهات متطابقة في كل القضايا". وأضاف أن لقاء عاهلي البلدين في الدارالبيضاء في مارس الماضي، شكل "مناسبة لوضع هذه العلاقات في أفقها الاستراتيجي الواضح، من خلال التنسيق على كل المستويات، والدفع قدما بالتعاون الثنائي وفق مشاريع ملموسة". وسجل أن مباحثاته مع نظيره الأردني، شكلت مناسبة للتشاور في شأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، مبرزا "تطابق مواقف البلدين تجاه القضية الفلسطينية ودعمهما الكامل للشعب الفلسطيني في استرجاع جميع حقوقه المشروعة وتمكينه من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين". وتابع الوزير أن مباحثاته مع الصفدي، همت ايضا المستجدات على الساحة الإقليمية وتطور الأوضاع في المنطقة العربية، وخاصة ملفي سورية وليبيا، مبرزا انه تم التأكيد على تطابق وجهات نظر البلدين حول مختلف هذه القضايا. من جانبه، قال السيد الصفدي إن القمة التي عقدها قائدا البلدين في مارس الماضي حققت نتائج مهمة جدا تستهدف البناء على العلاقات التاريخية الأخوية بين المملكتين. وأضاف من هذا المنطلق "كان لا بد علينا أن نبحث السبل التي تمكننا من اتخاذ خطوات للارتقاء بالتعاون الثنائي بناء على الأرضية الصلبة التي كرستها قيادتا المملكتين". وزاد الصفدي "بحثنا القضايا الثنائية التي يمكن أن تترجم هذه الإرادة إلى فعل عملي ملموس". وعلى صعيد متصل، أشاد الصفدي بمبادرة جلالة الملك محمد السادس إنشاء مركز للتأهيل المهني في الأردن، مضيفا "بحثنا اليوم كيفية ترجمة هذه المبادرة الكريمة إلى إنجاز ملموس، حيث تم تخصيص قطعة أرض من أجل إنشاء هذا المعهد، خصوصا وأن إخواننا في المغرب حريصون على أن يبدأ المركز عمله بشكل سريع". وكان المغرب والأردن، قد وقعا اليوم، اتفاقية للتعاون في المجال العسكري والتقني، ومذكرتي تفاهم، للتشاور السياسي والتعاون بين المعهد الدبلوماسي الأردني والأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية. وجرى التوقيع على هذه الاتفاقيات، في إطار زيارة العمل التي يقوم بها السيد بوريطة، إلى المملكة الأردنية، بدعوة من السيد الصفدي. وكان السيد بوريطة قد استقبل، اليوم من قبل نائب العاهل الأردني، سمو الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس مجلس الوزراء الأردني السيد عمر الرزاز.