انطلقت، اليوم الخميس 05 يوليوز بلندن، أشغال الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين المغرب والمملكة المتحدة، برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، ونظيره البريطاني كاتب الدولة في الشؤون الخارجية والكومنويلث بوريس جونسون. وقام المسؤولان بالمناسبة بتبادل للرسائل بخصوص إرساء هذا الحوار الاستراتيجي الذي يشكل مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين المملكتين ويبث فيها دينامية قوية قصد توطيد مكتسبات التعاون وإرساء أسس ورؤى مشتركة لرهانات وتحديات الشراكة بين المغرب والمملكة المتحدة. ويطمح البلدان، اللذان تجمعهما شراكة موثوقة وعلاقات تبادل تعود ل800 سنة وصداقة تقليدية، من خلال هذا اللقاء، إلى إرساء فضاء للتشاور لإعطاء التوجهات الاستراتيجية لتعاونهما، والمناقشات حول القضايا ذات الأولوية، خاصة تلك السياسية، والثنائية والإقليمية، والأمنية، والاقتصادية، والتجارية، أو ما يتعلق بالجانبين الثقافي والتربوي. وبالفعل، أكد الجانبان على الأهمية الاستراتيجية لمواصلة العلاقات الثنائية، فضلا عن رغبتهما في توسيعها وتعميقها. ويعد الحوار الاستراتيجي المغربي البريطاني منتدى رفيع المستوى لمناقشة وتسوية القضايا الاستراتيجية ذات الاهتمام المتبادل، بما فيها القضايا الأمنية الإقليمية والوطنية. وسيتأسس هذا الحوار على الاحترام المتبادل مع السعي للنهوض بمبادئ القانون الدولي، وكذا حماية وتعزيز حقوق الإنسان والحريات. وسيتطرق الحوار الاستراتيجي، الذي سينعقد على المستوى الوزاري، لأربعة مواضيع أساسية تهم: السياسة، الأمن، “الاقتصاد والتجارة” ثم “الثقافة، التربية والشباب”. وإلى جانب هذه القضايا، سيجرى اجتماع سنوي تقييما للمنجزات التي تحققت خلال السنة وسيؤمن متابعة الأهداف المقررة بشكل مشترك بغية تعزيز التعاون، حسب ما جاء في الرسائل المتبادلة بهذه المناسبة بين وزيري الشؤون الخارجية بالبلدين. كما ستلتئم مجموعة عمل تضم ممثلين للمملكتين، كلما دعت الحاجة، وباتفاق متبادل، لمتابعة الالتزامات المعلنة وإعداد المواضيع التي ستطرح للنقاش في الاجتماعات القادمة للحوار الاستراتيجي. وفي إطار هذا الحوار، قرر الطرفان أيضا اعتماد قنوات اتصال منتظمة وقاما في هذا الصدد بتعيين وزير الدولة المكلف بالشرق الأوسط وشمال افريقيا أليستير بورت وكاتبة الدولة في الشؤون الخارجية مونية بوستة، كأولى محوري تواصل لبحث وتسوية القضايا الثنائية الأساسية، بما في ذلك الطارئة منها. وبهذه المناسبة، ناقش الجانبان عدة قضايا ثنائية وإقليمية ومتعددة الأطراف، فضلا عن مواضيع أخرى تتعلق بالدفاع، والأمن الجوي والبحري، والتعاون في مجال محاربة الإرهاب، والتجارة والاستثمار والتربية والرياضة والثقافة.