توقعات أحوال الطقس ليوم الخميس    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    طنجة المتوسط يعزز ريادته في البحر الأبيض ويتخطى حاجز 10 ملايين حاوية خلال سنة 2024    رفض تأجيل مناقشة "قانون الإضراب"    ضبط شحنة كوكايين بمعبر الكركارات    جهود استباقية للتخفيف من آثار موجة البرد بإقليم العرائش    "جبهة" تنقل شكر المقاومة الفلسطينية للمغاربة وتدعو لمواصلة الإسناد ومناهضة التطبيع    وزارة الداخلية تكشف عن إحباط أزيد من 78 ألف محاولة للهجرة غير السرية خلال سنة 2024    اتخاذ إجراءات صارمة لكشف ملابسات جنحة قطع غير قانوني ل 36 شجرة صنوبر حلبي بإقليم الجديدة    رغم محاولات الإنقاذ المستمرة.. مصير 3 بحّارة مفقودين قرب الداخلة يظل مجهولًا    رسميا.. مسرح محمد الخامس يحتضن قرعة الكان 2025    توقيع اتفاقية مغربية-يابانية لتطوير قرية الصيادين بالصويرية القديمة    دولة بنما تقدم شكوى للأمم المتحدة بشأن تهديدات ترامب لها    ترامب يعاقب أكبر داعم "للبوليساريو"    القضاء يبرء طلبة كلية الطب من التهم المنسوبة اليهم    منتخب "U17" يواجه غينيا بيساو وديا    القضاء الفرنسي يصدر مذكرة توقيف بحق بشار الأسد    هلال يدين تواطؤ الانفصال والإرهاب    الشيخات داخل قبة البرلمان    اعتقال المؤثرين .. الأزمة بين فرنسا والجزائر تتأجج من جديد    غموض يكتنف عيد الأضحى وسط تحركات لاستيراد المواشي    المحكمة الدستورية تجرد بودريقة من مقعده البرلماني    وهبي يعرض مشروع قانون المسطرة الجنائية الجديد    عزيز غالي ينجو من محكمة الرباط بدعوى عدم الاختصاص    طلبة المعهد الوطني للإحصاء يفضحون ضعف إجراءات السلامة بالإقامة الداخلية    الغموض يلف العثور على جثة رضيعة بتاهلة    بنعلي: المغرب يرفع نسبة الطاقات المتجددة إلى 45.3% من إجمالي إنتاج الكهرباء    أيوب الحومي يعود بقوة ويغني للصحراء في مهرجان الطفل    120 وفاة و25 ألف إصابة.. مسؤول: الحصبة في المغرب أصبحت وباء    الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يزيد من مخاطر تدهور الوظائف العقلية ب16 في المائة    حضور جماهيري مميز وتكريم عدد من الرياضيين ببطولة الناظور للملاكمة    سناء عكرود تشوّق جمهورها بطرح فيديو ترويجي لفيلمها السينمائي الجديد "الوَصايا"    محكمة الحسيمة تدين متهماً بالتشهير بالسجن والغرامة    الدوري السعودي لكرة القدم يقفز إلى المرتبة 21 عالميا والمغربي ثانيا في إفريقيا    "أزياء عنصرية" تحرج شركة رحلات بحرية في أستراليا    مجموع مشتركي نتفليكس يتخطى 300 مليون والمنصة ترفع أسعارها    الكويت تعلن عن اكتشاف نفطي كبير    دراسة: أمراض اللثة تزيد مخاطر الإصابة بالزهايمر    أبطال أوروبا.. فوز درامي لبرشلونة وأتلتيكو يقلب الطاولة على ليفركوزن في مباراة عنيفة    الجفاف وسط البرازيل يهدد برفع أسعار القهوة عبر العالم    شح الأمطار في منطقة الغرب يثير قلق الفلاحين ويهدد النشاط الزراعي    Candlelight تُقدم حفلاتها الموسيقية الفريدة في طنجة لأول مرة    جماهير جمعية سلا تطالب بتدخل عاجل لإنقاذ النادي    رئيس جهة سوس يقود حملة انتخابية لمرشح لانتخابات "الباطرونا" خلال نشاط رسمي    عادل هالا    الصين تطلق خمسة أقمار صناعية جديدة    المدافع البرازيلي فيتور رايش ينتقل لمانشستر سيتي    الشاي.. كيف تجاوز كونه مشروبًا ليصبح رمزًا ثقافيًا عميقًا يعكس قيم الضيافة، والتواصل، والوحدة في المغرب    المغرب يواجه وضعية "غير عادية" لانتشار داء الحصبة "بوحمرون"    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي" رفقة سكينة كلامور    افتتاح ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة أكادير    وفاة الرايس الحسن بلمودن مايسترو "الرباب" الأمازيغي    علماء يكشفون الصلة بين أمراض اللثة وأعراض الزهايمر    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد اللطيف محمد جبارة: تاريخ الغرب كله دموي. ديمقراطيتهم ماهي إلا شبكة ذات ثقوب واسعة.‎
نشر في الجسور يوم 26 - 09 - 2016

عبد اللطيف محمد جبارة ، من مواليد 17 آب 1947، في قرية جبلية بقاعية لبنانية، متعانقة معجبل الشيخ شرقا وجبل لبنان غربا. ترجع جذور عائلته إلى بني غسان اليمنيين ذوي التاريخ العربي منذ 4000 سنة قبل الميلاد. دخل سجن المنفى بسن لا تتجاوز الثالثة عشرة، عمل بأشغال شاقة مختلفة بعد بضعة أيام من دخوله إلى كندا، السجن الكبير بعرضه وطوله، والذي يفوق عشرة آلاف كيلومتر. عمل الطفل عبد اللطيف ودرس في مدرسة الحياة الإبتدائية والثانوية والجامعية. الحياة القاسية والشاقة منحته ثلاث شهادات ذهنية وهو على أطراف السادسة عشرة من عمره. في السادسة عشرة أيضا ألّف أول مجموعة شعرية وصدرت في مدينة أوتاوا – كندا. له خمس عشرة مجموعة أدبية وشعرية ومئات المقالات السياسية والإنسانية والإجتماعية.عمل صحافيا لمدة خمسة عقود، إلى جانب الأعمال والوظائف الإدارية المختلفة، منها مصمّم لأنظمة الحسابات والأعمال المالية على الكمبيوتر. وكتب نظريات متعددة لقادة الشركات في مجالات مختلفة، منها دراسة بحثية عن الFiber Optics في بداية الثمانينيات والتي نالت إقبالا جيدا من مديرية الأبحاث الوطنية الكندية. عمل مديرا مصرفيا و Chief trader في أسواق العملات والنقل النقدي والورقي لأكثر من عقد. أسس شركات عدة منها في تصميم وتأثيث المكاتب العامة والخاصة، والأخرى في أسواق القرطاسية. تلك الشركات إمتدت إلى ثلاثة عقود. بعدها تقاعد الشاعر قسرا لكونه أدمن على العمل لساعات طويلة. وازداد إدمانه ليشمل شعره. ماذا سيفعل هذا المسن؟
أحدث مؤلفاته: (العشق مع الموت)، رواية شعرية ونثرية ليست بعيدة عن واقع حياته منذ بدايات المنفى إلى مشيبه الآن.


_س: أولا، على ماذا يدلل هذا العنوان الملفت" قصائد في مشهد الجريمة"؟ أية جريمة هذه؟
_ج: "قصائد في مشهد الجريمة"، حملت قلمي وأذنيّ وعينيّ منذ ولدت في حضن القصيدة وأنا لم أتجاوز الثالثة عشرة من عمري. أخبرت عن جراح فلسطين وآلامها. في السنة ذاتها هجرت قريتي مع عائلتي إلى كندا. حينها كانت بدايات جرائم أمريكا في فيتنام. تلك الجرائم إمتدت إلى فيضانات من الحروب والقتل في أمريكا الوسطى والجنوبية. بعدها تدفقت الحروب إلى بلاد العرب والمسلمين، وظهرت دولة لا تقل إجراما وهي الإتحاد السوفيتي التي إحتلت أفغانستان، دمرت وسفكت الدماء طوال 17 عاما، إنتهى الجيش الأحمر بالفشل الفادح. زحف على بطنه. إنشلّ وتبعثّر. " قصائد في مشهد الجريمة "، خرجت من صميمي بعد بضع سنوات من الإجتياح الأمريكي لأفغانستان وبعدها للعراق سنة 20032 لكن لما
_س: لكن لماذا المفكر عبد الطيف جبارة يلجأ الى الشعر للحديث على أحداث هذه الجريمة؟
_ج: كوني شاعرا، وليس بإختياري، ولدت معي أحاسيس إنسانية أبكتني وآلمتني مع المنكوبين المظلومين اليائسين والبائسين...خصوصا الأطفال والنساء والمسنون والمقعدون. القصيدة علمتني ألا أنقلب عليها وأنا أسمع وأرى ما يحدث في مسرح الجريمة. فإذا إنقلب قلمي عليّ يستحيل أن أكتب قصيدة لها نبض ونفس.الصحافة علمتني إعداد التقارير المطوّلة كنبذة عن حدث ما. ولكن القصيدة تستنتج المشهد بصورة مختصرة. صدقت مقولة "الصورة معبرة أكثر من ألف كلمة." القصيدة الطلق هي مشهد بمنعطف صورة.
_س: هل يمكن للشعر أن يخدمك أنت كمفكر في نقد الواقع العربي و الإشارة إلى مكامن المرض التي تفشت و إستعصت في ظل الاستبداد و الظلم الذي تمارسه الانظمة؟
_ج: عبر التاريخ وحتى الآن، لا تزال القصيدة هي العين الشاهدة على الجرائم، كما هي الحال في فلسطينالعراقسوريا – اليمن وبلاد عربية أخرى. الربيع العربي بحدّ ذاته، هو قصيدة صوتية أتوقّع أن تمتد إلى أجيال وأزمنة بعيدة المدى. حرية الشعوب تأتي من رمق القصيدة الورقية والصوتية عاجلا أو آجلا.
_س: نعم، في ظل التعتيم و القمع و محاربة الأصوات الحرة، كيف للشاعر أن يتمرد و يقول ما لا يقوله صحافيو و علماء السلطان؟
_ج: طالما أن الشاعر يتذكر أن (العين والقلم يكفيان)، تبقى قصيدته السيف الخفي خلف أي تعتيم على الظلم أو لكشف الحقيقة. الخونة والمنافقون والمجرمون أجلهم محفوظ دائما في مزبلة التاريخ. رواد الحق والعدل يعيشون شهداء ويموتون شهداء، شهداء أحياء يرزقون.
_س: بالتحليل السياسي، دائما تشخص الأمراض بالبلاد العربية و بالوجدان الشعري تصرخ عاليا، لكن لماذا من بلاد المهجر_ من كندا_ أتجد حرية الشاعر هناك التي يفتقدها ربما شاعر أخر في بلاد العرب؟
_ج: قمع القلم موجود في كل مكان. طالما هناك دائما شعراء يجرون وراء الحقيقة...هم من يمجدهم التاريخ. رغم قلتهم، قصائدهم تعيش في أذهان قلة أيضا. هذه القلة يبدأ معها مسار الحرية والعدل والمساواة.
_س: تبدو و كأنك تؤرخ في قصائدك للأحداث الرهيبة التي مورست على الأمة العربية بتآمر كل من "توني بلير" و "جورج بوش" و" أريا ل شارون"؟ هل هؤلاء الثلاثة هم سبب هذا الدمار الذي حل بالامة العربية في بداية الألفية الثالثة أم بسبب حكامها المتخاذلين؟
_ج: منذ سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية، إستمرت الحروب على العرب والمسلمين. الحكام في بلادنا لا يملكون القرار. حراك الربيع العربي ثار على الحكام وترك الغزاة والمتآمرين. كان من الأجدى الإستنفار السلمي المستدام أولا ضد بقايا الصليبيين والمحتلين. رغم هذا الخطأ الضئيل سقط مبارك وبن علي والقذافي وعلي عبد الله صالح، وإستعصى الحليف العميل بشار الأسد، وظهر أكبرهم ظلما وحقدا...السيسي.
_س: لديك سخرية لاذعة، كيف يمكن للحيوانات أن تدير العالم الحديث؟ هل أصبحت الحيوانات أكثر رحمة و رأفة من " الحيوانات السياسية" ؟
_ج: حين تسقط الإنسانية من طرف أصحاب المال والقوة والعتاد والنخبة، يجب أن يدار البشر بقيادة حيوانات. نحن نعيش في زمن تخلو فيه الرأفة والرحمة من ذهن أغلبية البشر.
_س: تقول ، جورج و طوني وأريال لا يخفون نواياهم.

يهاجمون و يقتلون.

يدمرون.

ينهبون.

ويغتصبون.

في نظركم، هل يمكن أن يكون الإرهابي حليق الذقن و بمعطف مع ربطة عنق عصرية؟ لماذا لا نصور الإرهابي بالشكل الذي تصوره في قصيدتك " الحيوانات أفضل في إدارة هذا الكون"؟

_ج: تعريف الإرهاب يختلف من منظور الظالم والمحتل. ما يجري في العالم العربي والإسلامي: الغرب وعملاؤه وحلفاؤه مثل إيران

وإسرائيل وبشار الأسد والآن روسيا، يقتلون ويدمرون ويهجرون الشعوب. المقاتلون الذين يقاتلون من أجل العرض والأرض يتهمون

بالإرهاب. إيران وإسرائيل مع رضى أمريكي من وراء الستار أنشأتا داعش لتفريغ مناطق أهل السنة في العراق وسوريا وكذلك اليمن. هل

تدرك شعوبنا العربية والإسلامية هذه الحقيقة يقينا؟ كلا، ولكن الإدراك آتٍ وهذا ما أرعب الغرب.

_س: هل بدأ عصر الارهاب على الامة االعربية بشكل واضح و بدأ تفريخه في فترة هؤلاء الثلاة الذي لعنتهم حيت تقول، جورج بوش و طوني بلير و اريل شارون
يستحقون اللعنة التي أحاقت بإبليس

في نا رالجحيم

ان الإله ينزل غضبه على الاشرار

لينذرنا أن لا نقف محايدين

ونحن نشاهد الأخرين يعذبون

ويشردون و يقتلون.

لقد تخلينا عن فليسطين أولا.

وهاهي تغرق في دمائها.

و أفغنستان تحترق حتى الصميم.

لم تعد ساعات اليوم كافية لدفن جثث العراق.

كيف في نظركم، أستاذي، أصبح القاتل ضحية و هو الذي يمارس الإرهاب و يتهم ضحاياه به عندما يقاومون و يمانعون؟.

_ج: الإرهاب والحروب ضد العرب والمسلمين مستمرة منذ مئتى عام وأكثر. في التاريخ البشري دروس عدة: الإرهاب والظلم يزولان. الحق والعدل يسودان.
_س: في صورة جميلة قل نظيرها في الشعر الحديث، تقول، " جريمة أمريكا هي عار على العرب"

لقد نسوا العراق.

ونسوا فلسطين.

دولارات البترول تحمل صور قلوب متفحمة.

أصدقاء أمريكا االقدامى يطردون.

يطردون النمل نحو الحفر الترابية.

ليتوهموا أنهم ملوك.

ألم يتامر العرب على العراق و على شعبه كما يفعلون اليوم في سوريا و شعبها؟

_ج: " بيوتنا لنا إذا صنا أعراضنا
ولا جدل في هذه الملكية...
إذا عدو غاشم إقتلعنا منها وإنتهك أعراضنا
حق علينا أن نعيش أذلاء
لانملك إلا حق الموت,
نموت أذلاء لنرجع أحياء في دنيا لا يوجد فيها ماء ولا طعام،
لايوجد فيها بيوت ولا قصور،
ولا مصابيح ولا سماوات مرتفعة بدون عمد،
يوجد فيها ظلام ونار... "
(الأبيات من ديواني "الصديق الوطن لغة الأم ").
_س: يختلف المثقفون حول سوريا و نظامها، لكن ألم تكن بداية المشروع الصهيوأمريكي من العراق و مازال هذا المشروع قائما و بالتالي يجب علينا كمثقفين أن نقف ضده قبل ان نثور على النظام. فالأمر لا يظهر على أنه يقف عند الاطاحة برئيس وإنما بتدمير الشرق و إعادة صياغته على حد تعبر "برنارد لويس"، أنظر الى العراق و إلى ليبيا و غيرها من البلدان العربية؟

_ج: عندنا مقولة في الغرب "حين يذوب الثلج يظهر العفن". كان هناك ضباب حول من هم شركاء المشروع الصهيو أمريكي لعقود. إحتلال العراق وحرب سوريا، أخرجا الذئاب من أوكارها. إيران ومنظماتها الإرهابية وحليفها بشارالأسد هم العفن الذي ظهر على الملأ. نعم الشعوب العربية والإسلامية أقدمت لتحرير بلادها على رفع السلاح في وجه حكامها. هل كان هناك أسلوب آخر لصد براميل بشار وجرائم الحشد الشعبي الشيعي العراقي وحزب الله؟ إني على يقين أن الشعوب لو بقيت صامتة أو إتجهت إلى الحراك السلمي فقط لحصلت مجازر أكبر بكثير من مجزرة رابعة في مصر. أمريكا وروسيا إتفقتا الآن على تغيير اللعبة. الحلف الإسلامي مشكّل من 40 دولة هي المعضلة التي تخشاها الدولتان النوويتان. إذا إستمر الحلف الإسلامي، مشروع أمريكا وروسيا ومعهما إيران وإسرائيل، سيذهب في مهب الريح لا رجعة له.
أخشى ما أخشاه، إذا تواطأ الحلف وإنخفضت الشجاعة وتحوّل الخجل والخوف إلى رعب, آنذاك الدب الروسي ورعاة البقر في أمريكا سيجعلون من "سايكس بيكو" "سايكس بيكوات".
_س: لماذا إذن تكتب خمس قصائد في جورج و ديك و دونالد و تشيني و طوني؟ هل تحاول تشريفهم في قصائدك؟

_ج: أنا لا أمجّد المجرمين، بل أدخلهم في قاموس الجرائم والإجرام. قصة فرعون الطاغية والنبي موسى عليه السلام كانت قدوتي لأدوّن الرتب التي تليق بهؤلاء المجرمين.
_ س: لماذا تجلد الذات و ترى الواقع بنظارات مظلمة؟ لماذا تتهم الكل و تضعهم في خانة المتخاذل و المتامر وكأن الدولار و الريال أفسدتا كل الضمائر الحية للمثقفين و الكتاب و الصحفيين و الاعلاميين؟

_ج: العقل السليم يبقى سليما. الضمائر الدنيّة تبقى دنيّة. "قصائد في مشهد الجريمة" كانت مشاعر مشتعلة...وإذا لم تر النورأشعلتني ونثرت رمادي في الهواء. وهنا، أكرّر ما قاله الأديب والباحث الدكتور "على منير حرب" في إستهلاله لديوان "قصائد في مشهد الجريمة": " قصائد الشاعر عبد اللطيف جبارة ليست من بساتين عبقر، وليست من جدائل الشمس ولا من غرّة القمر. وهي لم تطلع من رحم الدمن والأطلال، ولا من حروف تعرفها وتدمن رسمها في عيون غجرية هابطة من غيمة شاردة أو حورية هاربة من فم موجة راقصة. إنها زفرة مشتعلة كسرت أضلاع الفؤاد وصارت غاضبة هائجة مجنونة، تخربط السكون وتنتف اللغة وتصفع وجه الحياة ".
_س: القارئ لقصائدك يلمس أنك حزين على الأمة و مستقبل أجيالها ، لكن السِؤال هو كيف يمكن تحرير العالم العربي من ربقة الاستعمار و الطغيان الداخلي؟

_ج: سلاح الحرية أجيالها. الحروب في العالم الإسلامي والعربي مستمرة ومليئة بالقتل والدمار، ولكن الإنجاب يزداد بأضعاف الأضعاف. هل هناك قوة بشرية في العالم لديها القدرة لإختزال من صنعوا التاريخ الإسلامي؟ هذه هي المعجزة. العالم العربي والإسلامي سيبقى بضعفه وقوته رغم أنف أعدائه وطغاته وخونته.
_س: في ديوانك تكاملت أركان الجريمة و إتفقت شخصياتها الشريرة على قتل الانسان العربي و تدمير وطنه. لكن لماذا لم تكن هناك محاكمة في حق القتلة الذين ذكرتهم بالاسم؟

_ج: نعيش في عصر الطغاة والقتلة. المحاكم المحلية والدولية مخترقة. قلت سابقا: "الحيوان أجدر أن يحكم البشرية كون الجلاد أصبح القانون والقاضي."
_س: حقا، الديوان يستحق الطبع و النشر في الوطن العربي لأنه ينقل الجريمة النكراء بكل مشاهدها البربرية و الهمجية لهذا الرجل الأبيض الذي يدعي الحضارة و الديمقراطية و حقوق الإنسان. لماذا يحاربوننا في أوطاننا و يقتلون أطفالنا و يغتصبون نسائنا و بعدها يقولون عنا متخلفون و إرهابيون؟ ألم يدمروا كل الوطن العربي بعد أن وضعوا وكلائهم كحكام و كملوك لخدمة مصالحم ؟

_ج: تاريخ الغرب كله دموي. ديمقراطيتهم ماهي إلا شبكة ذات ثقوب واسعة. شعوبهم تذل وتقهر الشعوب الأخرى. أمراض المخدرات والجنس الحر دمرت الأسرة وما تبقى إلا القليل. إذا توقفت الهجرة إلى بلادهم لخمسة عقود، آنذاك ستكون بدايات الإنقراض.

_س: في كثير من القصائد تدافع عن الاسلام ، ألا ترى أستاذي أننا أسأنا إلى الاسلام أكثر من غيرنا؟ فالبعض منا سرقه و أفرغه من جوهره و أصبح الاسلام مجموعة من الفتاوي التي تحرض على القتل و الذبح و السحل؟ أين هو إسلام الرحمة و المحبة و المثالية في السلوك و الأخلاق؟ أين إسلام السماء الذي تدافع عنه أنت ؟
_ج: الإسلام هو الدستور الذي ألفه وأقرّه الله. ربما يفنى الكون، ولكن الإسلام باق في وديعة الله. من يريد إجهاض الإسلام من رأفته ورحمته وعدالته هم أعداء الله. هم عبدة الأوثان منذ بدايات التاريخ وحتى الان. أنظر إلى معادلة حسابية بسيطة: أمريكا دمرت العراق وقتلت الملايين. بعدها أتت إيران ومنظماتها الإرهابية ومن ضمنها داعش. هجر 13مليونا في سوريا. القتلى فاقت أعدادهم 600 ألف غالبيتهم من السنّة، كما دمر ثلثا المدن والقرى. وفي العراق، 11 مليونا هجروا من ديارهم، وقتل بحدود مليون ونصف منذ الإحتلالين الأمريكي والإيراني إلى الان. الغرب يتكلم عن أقليّة مسلمة تدعو إلى الإسلام بجهل وحماقة، ويغضّ النظرعن مليار وستمائة مليون من العرب والمسلمين المسالمين.
_س: من باع الأوطان العربية؟ من هم هؤلاء الذين تصفهم بالخونة خنازير؟

يشربون الدماء.

يأكلون الجيف.

يبيعون أوطانهم.

ويشاهدون أسيادهم

وهم يغتصبون أخواتهم و أمهاتهم؟

من هم هؤلاء؟

ج: الخنازير الذين فشلوا في شرذمة الأمة العربية والإسلامية، هم العملاء العراقيون الذين أتوا على ظهور الدبابات الأمريكية. وأيضا العميل الأكبر بشار الأسد و قيادات عربية أخرى أستعملت كأداة بأيدي الغرب هم مبارك، بن علي، القذافي، وعلي عبد الله صالح. والأن على زوال هما بشار والسيسي.
_س: قصائدك ، أستاذ، غنية بصور و مشاهد الجرائم التي و قعت في العالم العربي و الإسلامي في حق الشعوب و الأوطان و قصائدك تختزل نتائج الخراب و الدمار و كيف أنها وسمت المشهد العربي و الإسلامي بكل أوصاف الخزي و العار، لكن ماهي قرائتكم لما يحدث الان؟

_ج: تجلت الأمور الآن وتبلورت. الممانعة والمقاومة سقطتا مع المشروع الصهيو أمريكي الإيراني. روسيا دخلت في مستنقع بخدعة من أوباما. نهايتها ستكون هزيمة نكراء أكبر من هزيمة أفغانستان. الحلف الإسلامي بقيادة السعودية وتركيا وقطر وال 37 دولة أخرى، ربما يحتاج إلى عقدين أو ثلاثة عقود لتكوين نفسه ككتلة عظمى لحماية العرض والأرض العربية والمسلمة. ولكن إذا بقي هذا الحلف متماسكا، كما هو عليه الآن، لا يمكن لأعدائه الإقدام على حرب شاملة.
حرب أهلية إيرانية بدأت تقرع طبولها. أوروبا على حافة تفككها. إنهيار الإقتصاد الأمريكي الذي بدأ في نهايات 2008-2009 مازال يهز العرش الأمريكي المالي العالمي.
زمن الأجيال العربية والإسلامية آت لتطهير أرض الأنبياء والعودة إلى عصور العدالة والأمان لكل البشرية.

_س: في الختام، أستاذي الكريم، هل ممكن أن تختار لنا قصيدة من قصائدك السياسية لقرائنا الكرام ولك جزيل الشكر؟
_ج: العَيْنُ وَالقَلَمُ لِي يكْفِيَانْ
قَلَمِي يَسْتَغْرِقُ فِكْرِي
وَالحُرُوبُ تَلْتَهِمُ العَرَبَ وَالمُسْلِمِينْ
أَتَطْلُبُ مِنِّي شِعْرًا
عَاطِفِيًّا وَغَزَلا!
دَعْنِي أَكُونْ
فَبِلادُ العَرَبِ تَعُجُّ بِالشُّعَرَاءْ
وَبِخِرِّيجِي الجَامِعَاتِ الأَمْرِكِيَّةْ
وَأَشْعَارُهُمْ تُبَدِّدُ خَوْفَكْ
وَتُوهِمُكَ أَنَّكَ حُرٌّ طَلِيقْ
الأشْعَارُ الخَفِيْفَةُ تُرَدَّدُ فِي مَواقِفِ السيَّارَاتْ
أَو فِي المَقَاهِي لِتُبَدِّدَ الضَّجَرْ
تَبْقَى فِي صُحْبَتِكْ كَصَدِيْقٍ تَوَدُّ لَوْ لَمْ يَكُنْ

الأَشْعَارُ الخَفِيفَةُ تَتَبَخَّرْ مِنْ عَلَى الصَّفَحَاتْ
حَالَمَا تَنْتَهِي مِنْ قِرَاءَتِهَا
الجَواهِرُ تُشْتَرَى وَتُبَاعْ
بِالوَزْنِ وَالقِيَاسْ
تِبْعًا لِنَقَاوَتِهَا
مِثْلَ بِضَاعَةِ الشِّعْرِ
تُخْتَزَنُ فِي الأَقْبِيَةْ
قَبْلَ عَرْضِهَا
لِلْعُقُولِ النَّهِمَةْ
الجَاذِبِيَّةُ قَانُونٌ مَعْكُوسْ
بِهِ تَسْقُطُ الأشْيَاءْ
وَقُوَّةْ الدَّفْعِ تُجْرِي الأَنْهَارْ
وَتَهْتَدِي بِالأَشْجَارِ وَالعَصَافِيرْ
وَالْجِبَالُ تُحِدِّدُ دَوَرَانَ الأَرضْ
وَالْمُحِيْطَاتُ تَرْقُبُ حَالَةَ الطَّقسْ
وَالسَّمَاواتُ السَّبعْ
مَنَازِلُ الأَرْضِينَ السَّبعْ
لَهَا جَمِيعُهَا قَلْبٌ واحِدٌ وَنَبْضٌ وَاحِدْ
تَطْلُبُ أَشْعَارًا خَفِيفَةْ
لِتُرْضِي أَصْدِقَاءَكَ الأمْرِيكانْ!
لا تَخْرُجُ البَسَمَاتُ مِنْ بُحُورِ الأَحْزَانْ
الشِّعْرُ الرَّصِينُ يَا صَاحِ
كَنْزٌ ثَمِينْ
إِنَّهُ الأَلَمُ الذِي يُشْفِي مِنَ الأَلَمْ
كُلَّمَا تَقْرَؤهْ
إِنَّهُ القَرِيضُ الذِي كَانَ مَوْلِدُهُ
فِي أَرْضِ العَرَبْ
يُنْشِدُهُ فَارِسٌ عَلَى صَهْوَةِ جَوادْ
كُلُّ ثَقَافَةٍ لَهَا بِدَايَةْ
تُقَاسُ بِالزَّمَنْ
لَقَنَنِي وَالِدِي
الفَصْلَ الأَوَّلَ مِنْ ثَقَافَتِنَا
دَقَائِقَ بَعْدَ مَوْلِدِي
عَنْدَمَا مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِي
وَقَالَ: "دِيْنُك الإِسْلامْ،
وَالْعَرَبِيَّةُ لُغَتُكْ
وَالشِّعْرُ حُسَامُكْ
اسْتَعْمِلْهُ عِوَضًا عَنْ جَبَرُوتِ القُوَّةْ."
يَشِيخُ البَشَرُ وَيَمُوتُونْ
وَتُبَدِّلُ الثَّقَافَاتُ جُلُودَهَا
وَتَحْتَ كُلِّ جِلْدٍ قَصِيدَةٌ جَدِيْدَةْ
المُوسِيقِيُّونَ يَضَعُونَ الوَزْنَ وَالنَّغَمَاتْ
مِنْ بُحُورِ الشِّعْرِ وَالقَوَافِي
بمِخَاضٍ عَسِيرْ
وَتَنْبِضُ أَحْبَالُ المُغَنِّي الصَّوْتِيَّةْ
لِيَتَخَلَّقَ نَغَمٌ جَدِيدْ
يُبْدِعُهُ المُلَحِّنُ بِعَنَاءْ
الشِّعْرُ البَدِيعْ
مَصْدَرُ مُتْعَةٍ لِلأَرْوَاحْ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.