نعم كل نفس ذائقة الموت, ونعم هناك دعوة نبوية لذكر موتانا بخير. نعم الموت باب كل الناس داخلوه. ونعم ما لعبد من دار في الاخرة الا تلك التي كان يبنيها اثناء حياته. وصدق الذي قال تبارك الذي خلق الموتى والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو اللطيف الخبير. اما فيما يخص امر النبي صلى الله عليه وسلم بذكر موتانا بخير فهو يريد بموتانا اي الناس الذين ماتوا وهم على ملتنا وعهدنا والناس الذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا وهم الذين خصهم بالجنة في الاخرة. اما من لم يأتي به الى هذا المنصب والذي أسس وجعل من اجل تقطيع الأرحام والتفرقة بينهم, وجاء به الى المنصب ما جاء بالشيطان الى المتآمرين على قتل النبي صلى الله عليه وسلم او ما جاء باي فتان اخر لاذكاء نار الفتنة واعانة اعداء وحدة الامة على النزغ بين امام المسلمين وبين سكان هذا الجزء الذي لا يتجزا من الوحدة الترابية, فهو تولى في الارض لسعى فيها فسادا وليكون مطية لاعداء وحتدنا الترابية للمس بهذه الوحدة والتفرقة التي لا تؤدي الا الى الفتنة وزعزة استقرار امة باكملها. وصدق الذي قال من مات على شيء بعث عليه. فعلى ماذا مات وعلى ماذا حيي هذا المتوفى؟ اليس وهو يسعى في الارض فسادا؟ اليس وهو ينزغ بين افراد الشعب الواحد قصد التفرقة بينهم ؟ هناك حق واحد واباطل متعددة , فالحق الواحد والمعتقد الواحد والصواب هو الدعوة الى توحيد الشعب والتفافه حول قائده الأوحد, والذي تربطه واياه بيعة كما تربط سائرة افراد الشعب من طنجة الى الكويرة. وصدق الذي قال وان الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين. فهل المخططات الجهنمية والعدوانية التي كان يخططها مع الجزائر للنيل من وحدة شعب مسلم مستقر اسمه المغرب وهو جار للجزائر ( ومن لم يؤمن جاره بوائقه لا ايمان له) فهل نكذب باقوال الرسول صلى الله عليه وسلم ونشك في صحتها ونصدق بما يضمرونه هؤلاء للمغرب من تخريب وزعزعة استقرار؟ ولهذا قال تعالى قوله الحق وله الملك, اي ان الارض لله يرثها لعباده الصالحين. فما الفائدة من وراء ايام معدودة من العلو والفساد في الأرض الذي تعقبه جهنم ويعقبه الندم؟ فهلا تدارك من يتلهف على ان يخلف من تخلى عن الحق وتبع الضلال البعيد الذي لا يفضي الى ما يحمد عقباه, بل إلى الخزي في الحياة الدنيا وعذاب جهنم يوم القيامة, ليسلك سبل الحق ويتخلى عن المضي قدما في الزيغ وتضليل الاخرين. ولهذا قال تعالى قل سيروا في الارض فانظرا كيف كان عاقبة المجرمين. لكن من عمي قلبه عن رؤية الحق فأنى له أن يبصر؟ ولهذا قال تعالى ونذرهم في طغيانهم يعمهون. اما المغرب وملكه فسيحفظهما الله من كيد الكائدين وخيانة الخائنين. فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم, وستتساقط اوراق اشجار الباطل هلكى تترا. وسيدوم المغرب موحدا خلف قائده مليئا هناء وسرورا وفخرا