صراحة لا أحد يستغرب من حالة الاحباط التي يعيشها الشباب المغربي، والتي زادت مع انتشار عدة ظواهر من بينها انتشار الحبوب المهلوسة القادمة من الشقيقة الجزائر، لكن هذا الاستغراب يتجلى في بُطئ استجابة قاعة المواصلات بالمنطقة الأمنية الجديدة لنداءات المواطنين المتكررة وهم يستنجدون طالبين المساعدة والعون من الادارة التي تأسست فقط من أجل حماية المواطنين وحماية أملاكهم، اليوم لم يعد الاعتداء على ممتلكات الغير خبرا وسبقا صحفيا، بل على العكس الخبر والسبق هو... ما هي أسباب بُطئ دورية الشرطة للحضور لمآزرة الساكنة الذين تفهموا بأن المعتدي يعيش في دولة الحق والقانون وأن أنسب إجراء وجب اتخاذه مع "المقرقب" هو الاتصال بأقرب مركز للشرطة أو بقاعة المواصلات وهو ما حصل... لكن وبعد ساعتين من الاتصال حضر من حضر وتغيب من تغيب... شارع التريعي بمدينة الجديدة شهد ليلة أمس على الساعة الحادية عشرة ليلا حلقة من حلقات المسلسلات التي يعرفها مجموعة كبيرة من الأزقة والشوارع المغربية يكون بطلها "مقرقب" الشاب الذي نتحدث عنه اليوم مارس اعتداءه بوحشية على أملاك الغير ورغم محاولات الساكنة المتكررة لثنيه وبطرق متحضرة لكن الشاب تمادى في هجومه على كل ما يصادفه من سيارات أو دراجات نارية أو مارة مستعملا كل الوسائل المتاحة لديه، وهي وسيلة من وسائل الانتقام التي ابتكرها الشباب هذه الأيام ليعبروا عن غضبهم.... المواد المهلوسة أو ما شابهها من مواد تؤثر كثيرا على سلوك الشباب وتفصله عن واقعه وتنسيه كل قيمه فيتحول إلى كائن بلا قيود فيرتكب الجريمة. يقول الاعلامي والحقوقي السيد حسن الحاتمي، (إن الشباب الفاقد للوعي يصنفون في خانة المرضى الذين يحتاجون إلى عناية صحية و نفسية خاصة، و مع ذلك و في ظل غياب مجتمع مدني واعي فإن الدولة لم تتحرك قيد أنملة لتسعف أولئك المدمنين و أيضًا المدمنات وبناء ملاذات صحية آمنة لهم، الدولة مسؤولة عن هؤلاء المدمنين و كذلك عن الاستقرار و حفظ الأمن للمواطن لاسيما إزاء وجود عصابات من المجرمين و قطاع الطرق، وطالما أن هناك جو من الفوضى العارمة أكيد هناك رعب وخوف).
أسباب كثيرة دفعت الشباب المغربي إلى الهروب لنفق حبوب الهلوسة المظلم منها البطالة والتهميش والإحباط النفسي، الشباب الذي يتعاطى حبوب الهلوسة في تزايد كبير، وبارونات القرقوبي وبشكل مقلق فتحوا أسواق جديدة لبيع سمومهم بالمؤسسات التربوية.