*** لا أذكر أني... قرأت قصيدة... لشاعر... ولم تستوقفني الصور... وأنا عندما أتذوق... كل الصور... لا أتذكر... أنني عشت جمال الصور... التبقى في الخيال جميلة... وفي واقعنا... لا يدركها غير من تذوقها... لا يستعين بها غير المعجبين... غير من يعتبرون الصور... كيانا جديدا في عالم الشعر... والشعراء اليدعون... أنهم أبدعوا الشعر... وصاروا أمراء... لا يستطيعون إدراك ما فعلوا في واقعهم... لأن شعر الصور اللا يعتمد... واقع شعراء الصور... يبقى بعيدا عن الواقع... قريبا من كل القصور... يخدم كل أصحاب القصور... لا يرتبط باهتمامات الكادحين... لا يعالج... قضايا العمال الأجراء... *** يا وطني... فالشعر... ما نال من الاهتمام... ما عالج قضايا الوطن... ما بث وعي حقوق الإنسان... ما اهتم بقضايا العمال / الأجراء... ما صار وسيلة... لاستحضار قضايا النساء... معاناتهن في دروب الحياة... معاناة الأطفال... بين الأسر... وفي كل المدارس... في شوارعنا... ممن لا يعرفون الاحتضان... وفي كل البيوت... ممن يتخذون عبيدا... لا يعيشون إلا بفتات الموائد... ممن يغتصبون... على أيدي أرباب الأسر... على أيدي ربات الاسر... وأنت يا وطني... ترفع شأن الشعراء... اليشتغلون على تدبيج الصور... اللا علاقة لها... بواقع الشعب... بواقع كل العمال / الأجراء... بواقع كل النساء... بواقع كل الأطفال... *** يا وطني... إن الشعراء... عندما يهتمون... بتدبيج الصور... في شعر البياض... لا يختلفون عن راسمي اللوحات... اللا تحمل... إلا الشخبطات... الصارت {فنا جميلا}... بعيدا عن اهتمامات الكداح... اللا يدرون... ما معنى الشخبطات... ما معنى أن تصير الشخبطات فنا... في عالم الرأسمال... اليستغل... إنتاج العمال... لكل الخيرات... التصير للرأسمال... اليتحول... إلى سيوف على رقاب العمال... والشخبطات... لا ترى معاناة العمال... لا ترى كنه الإنسان... تنقش جبص الكلمات... في فضاءات شعر البياض... حتى يصير سقف كل فضاء... ممعنا في تضليل الشعب... في جعل قراء الشعر يبتعدون... عن واقعهم... لإنتاج إنسان بلا واقع... لا يستطيع فهم الحياة... يكرهها... ينزوي في عقر داره... يتأمل في كلمات مرصوصة... بدون معنى الشعر... بدون معنى الإنسان... *** يا أيها الشعر... توقف... فإن معانيك الجميلة... لم تعد قائمة... بين ثنايا الشعر... فإن تأثير الشعر... في واقعنا... لم يعد قائما... والعمال اللا يدركون... معنى البياض فيك... لا يقرأونك... لا يدركون معنى الصور... اليدبجها شعراء البياض... لا شعراء المدح... ولا شعراء الغزل... الينتجون معاني مدح الملوك... الينتجون الصور... التستعير جمال الطبيعة... لامرأة صارت موضوع شعر الغزل... وشعر البياض لا معنى له... إلا تكسير الكلام... ألا ينتج... إلا فضاءات الفراغ... الينشأ فيها... من يتداعش... من يستلهم فكر الدواعش... قبل أن يوجد في واقعنا... فكر الدواعش... *** يا وطني... إن هراء شعر البياض... شعر الصور... شعر تكسير الكلام... لا معنى له... في عالم الكادحين... اليغرقون في واقعهم... اللا يراه... شعراء البياض... اليبالغون في تكثيف الصور... اللا معنى لها... بين العمال / الأجراء... بين الكادحين... بين النساء... بين الأطفال... اللا تغادر... ما يسميه شعراء البياض... قصائد... *** أيا وطني... لماذا لا تنبت تربتك... من يقول الشعر... من يصور واقعنا... من يجعل الشعر وسيلة... لانبثاق وعي العمال / الأجراء... لانبثاق وعي كل الكادحين... لانبثاق وعي الجماهير... بما تمارسه... بورجوازية... متعفنة... في واقع كل إنسان... بما تمارسه.... حكومة العهر... التدعي إصلاح واقعنا... وضع حد للفساد... لتعلن للعالم... أن الفساد زال... وان القرار... في عفا الله... عما سلف... حت لا يدعي شعراء البياض... أن الصور... تعيد صياغة واقعنا... باسم الحياد...