حفيظ مساوي إدارة الدكتور إدريس جرادات محاولة فلسطينية جادة لحفظ هوية يعبث بها الاحتلال رام الله في 31 مايو/أ ش أ/حمدي المليجي-وكالة الشرق الأوسط للأنباء لجأت إسرائيل التي لم تنجح في إنكار وجود الشعب الفلسطيني إلى تدمير هويته ونفيها لينسجم ذلك مع احتلالها لأرضه. وقد اعتادت إسرائيل التي لا تملك في فلسطين أثرا وخاصة في مدينة القدس التي تزعم وجود الهيكل الثالث فيها دائما فبركة الأكاذيب وتزييف الحقائق للرموز الثقافية والأماكن الأثرية “ضمن معركتها لطمس وتهويد التراث الفلسطيني”. وتأتي أهمية دور مراكز البحوث في حفظ وتوثيق وصيانة وأرشفة التراث لفلسطيني والهوية الوطنية لمواجهة الخطر الذي يهدد تلك الهوية والعمل على حمايتها عن طريق حماية هذا التراث. ويعد مركز “السنابل” من المؤسسات الفلسطينية التي تساهم في معركة الصراع على التراث، وهو سلاح مشارك في الدفاع عن تراث الآباء والأجداد ، وهو منبر فلسطيني يجمع التراث الفلسطيني بكافة أشكاله لان هذا التراث هو الهوية الوطنية ، ومن لا ماضي له لا حاضر ولا مستقبل له. iframe width="420" height="315" src="http://www.youtube.com/embed/pq6xUNAY-9I" frameborder="0" allowfullscreen/iframe ويقول الدكتور إدريس جرادات مدير مركز السنابل لتوثيق وحفظ التراث الفلسطيني – لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله – إن المركز تأسس في التسعينيات بعد تسلم السلطة الوطنية مهامها ويسعى إلى جمع التراث الشعبي الفلسطيني سواء المادية منها والمعنوية وهو لبنة أساسية لجمع وتوثيق هذا التراث. وأضاف أن “المركز أسس متحفا للتراث الشعبي الفلسطيني وهو مسجل ضمن دائرة الآثار والسياحة الفلسطينية ونعمل على جمع أكبر عدد ممكن من القطع التراثية التي تتعرض لعمليات طمس وتهويد واندثار”. ويقول الدكتور إدريس جرادات مدير مركز السنابل لتوثيق وحفظ التراث الفلسطيني إن الجانب الإسرائيلي نشط في جمع المواد التراثية من خلال إغراءات مادية مرتفعة جدا قدمتها لمجموعة من الناس نظرا لحاجتهم الاقتصادية لبيع مقتنيات تراثية. وأضاف أن الباحثين الإسرائيليين نشطوا في تشويه التراث الشعبي الفلسطيني فمثلا نشرت زوجة موشيه ديان صورا لها وهي ترتدي ثوبا يعود لمنطقة عرب التعامرة وقالت إن هذا الثوب إسرائيلي. وتابع “اعتاد الجانب الإسرائيلي كذلك في المحافل الدولية أن يقدم الوجبات الشعبية الفلسطينية على أنها إسرائيلية والمثل ينطبق على الأزياء الشعبية الفلسطينية التي يزعمون أنها أزياء شعبية يهودية”. وأوضح أن “عملية طمس التراث تأتي أيضا من خلال جهل الأشخاص بممتلكات الآباء والأجداد فلا يعطون تلك الممتلكات الأهمية الكافية ومن هنا تتعرض للتلف والإهمال”. ومضى قائلا ” هذه العوامل المشتركة دفعتني مع نخبة من المثقفين من المجتمع الفلسطيني لتأسيس مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي الفلسطيني وهو نشط على مستوى الوطن من خلال ما يقدمه من نشاطات”. وقال إن “التراث الشعبي الفلسطيني هو هويتنا الوطنية ومن لا ماض له لا حاضر ولا مستقبل له وفلسطين هي مهد الحضارات وهي مهبط الديانات وتعتبر مكانا لتجمع جميع الحضارات”. ووصف الباحث “فلسطين” بالنسبة للصراع العالمي بانها “الميزان الزئبقي” فأي مشكلة أو حدث داخل فلسطين يرفع الميزان الزئبقي العالمي وأي فتور في فلسطين فان الميزان الزئبقي العالمي يهدأ. ويقول الدكتور إدريس جرادات مدير مركز السنابل لتوثيق وحفظ التراث الفلسطيني إن أي ديانة أو أي حضارة لها أسس في فلسطين ولكن الجانب الإسرائيلي نشط في تشويه هذا التراث من خلال الاستيلاء على الأرض ومن يستولي على الأرض يستولي على ما في باطن الأرض وما عليها ، فالاستيلاء على الأرض هو صراع وجود”. وأضاف أن الجانب الإسرائيلي نشط من خلال إمكانياته المادية المرتفعة لتهويد الشخصية الفلسطينية ..والمقصود بعملية التهويد هي تفريغ الشخصية من مضمونها الوطني والقومي والديني وكان يعقدون المؤتمرات الدولية ويأتون بالخبراء من أجل هذا الهدف. وأوضح أن المقاومة الشعبية الفلسطينية عملت على صعيد المحافل الدولية والخبراء والأكاديميين على مقاومة تفريغ الشخصية الفلسطينية من مضمونها الوطني والقومي والديني. قال إن هناك مستشرقا أمريكيا من أصول لبنانية اسمه “فليبي حتي” نشر في كتاب له باسم تاريخ سوريا وفلسطين ولبنان ما يتعلق باليهود على وجه الخصوص وقال إن الشعب اليهودي شعب رعوي بلا حضارة وكلما دخلوا منطقة نسبوا تراثها وحضارتها لهم. وأضاف أن الجانب الإسرائيلي يعمل على سبيل المثال الآن بجمع عملته “الشيكل” والبحث عن قطع عملة ترجع لهم..يحاولون التنقيب على الآثار تحت الأقصى وفي مدينة الخليل وفي كل القرى والبلدات الفلسطينية ليجدوا دليلا واحدا يمت لهم بصلة تعود للماضي لتثبيت جذورهم في هذه الأرض ويستولوا عليها بقوة السلاح وبالقوة العسكرية وبهيمنة المستوطنين عليها. وعن ماهية التراث الوطني الفلسطيني ، يقول الدكتور إدريس جرادات مدير مركز السنابل لتوثيق وحفظ التراث الفلسطيني إن تراثنا هو كل ما يتعلق بالموسيقى والأغاني والحكايات وهناك ما يميز الهوية الفلسطينية التي نحارب طمسها. وأضاف قائلا “من هنا جاء اهتمامنا في المركز لتوثيق جوانب التراث الشعبي الفلسطيني ويتم التوثيق بالجانب المادي من خلال جمع عينات من هذا التراث أو من خلال الدراسات والبحوث المتعلقة بهذا التراث”. وأشار إلى خطورة ما يتعرض له التراث الفلسطيني قائلا ” حتى الألعاب والأغاني والحكايات والأكلات والقصص تتعرض جميعها للسرقة والطمس من قبل إسرائيل”. وقال إن “هناك زميلا له من النقب الفلسطيني يعمل باحثا عرض الجانب الإسرائيلي عليه مبالغ مالية طائلة مقابل أن يجمع قصصا محددة واكتشف أن تلك القصص تثير الفتنة في المجتمع الفلسطيني”. وأضاف أن “الجانب الإسرائيلي يحاول من خلال الباحثين الأكاديميين أن يجمعوا القصص والحكايات التي تثير فتنة في المجتمع الفلسطيني ولكن مجتمعنا الفلسطيني على درجة كبيرة من الوعي فهو لا يأخذ بهذه القصص التي يعمل الجانب الإسرائيلي على ترويجها إعلاميا أو من خلال الدراسة”. وتابع قائلا “نحن نواجه عمليات طمس وتهويد واندثار من الجانب الإسرائيلي ومن هنا جاء اهتمام مؤسسات والمراكز التراثية لأننا جميعا نشعر دائما بان تراثنا مهدد” ، مشيرا إلى أن للمركز دورا رياديا وفعالا في حفظ التراث الشعبي الفلسطيني. ويقول الدكتور إدريس جرادات مدير مركز السنابل لتوثيق وحفظ التراث الفلسطيني إن المركز عمل على تجميع معلومات حول الشهداء من حيث مكان الاستشهاد وتاريخه وآلية الاستشهاد من 1936 وحتى الآن وتم عمل قائمة خاصة بهم ، مشيرا إلى أن المركز عمل على رصد قائمة بأسماء الجرحى. وأضاف أن المركز عكف على تجميع قائمة الأسرى المحررين والذين مكثوا عشر سنوات وأكثر في السجون والمعتقلات الإسرائيلية والشخصيات التي فصلت أمنيا من وظائفها من قبل الاحتلال أو فرضت عليها الإقامة الجبرية وإعداد قائمة بالقيادات في المؤسسات الأهلية والشعبية والقيادات الوظيفية والإدارية ضمن وزارات السلطة الوطنية والقيادات التنظيمية الحزبية. وأشار إلى أن المركز قام بتوثيق الشعارات الوطنية النضالية المكتوبة على الأسوار والجدران بالتقاط صور لها كذلك توثيق المهرجانات والاحتفالات ومواكب الشهداء والمسيرات بالصورة العادية والفيديو حسب الإمكانيات المتوفرة. وقال إن السنابل أصبح سلاحا متقدما في معركة الدفاع عن التراث والإنسان والحضارة الفلسطينية العربية الإسلامية ..هكذا دخلنا في شرنقة الأمل انتظارا للخلاص من هذا الكابوس وهو الاحتلال البغيض الذي جثم على صدر فلسطين عقودا طويلة.