ياسين گني انتشرت في السنين الأخيرة حمى القنوات الإسلامية و التي لقيت قبولا كبيرا من طرف الجماهير المتعطشة لتعلم فكرها الأصيل ودينها الحنيف وحققت برامج هذه القنوات نسبة مشاهدة عالية جدا لم تحققه برامج الترفيه و الغناء و حتى أشد البرامج التي تخاطب الشهوات و المشاعر(باعتبار أن البرامج الفكرية و الثقافية لا تحظى بمشاهدة في زمن اللاثقافة و اللافكر و انتشار حمى الفضائحيات) واستقدمت هذه القنوات لتنشيط برامجها دعاة و أشباه دعاة تميزوا بحسن التقديم و لقوا إقبالا كبيرا من طرف العامة الذين طالت قطيعتهم مع دينهم فوجدوا في هؤلاء الدعاة قارب النجاة الذي تمسكوا به حق التمسك حتى أصبح الداعي من هؤلاء يشكل مرجعا ومصدرا للمعرفة الإسلامية عند العامة من الناس و كأنه ابن تيمية أو احمد أو الترمدي. ولاشك أن لهذه القنوات الإسلامية ايجابيات جمة على المجتمع الإسلامي لا تنحصر ولا تعد و لا تحصى لعل أبرزها انتشار الوعي الديني خاصة في مجال العبادات و الاخلاق وهذه ليست مجال مقالتنا و هي واضحة للعموم لكن ما خفي هو السلبيات المتعددة والخطيرة لهذه القنوات وهي كذلك كثيرة جدا لكن أهمها اعتبار الداعي طالب العلم أو الجاهل به حجة على الإسلام في مجال التخصص او التعميم. لقد أصبح الدعاة عند مسيري القنوات الفضائية علامة تجارية تدر الارباح بالملايين ومنهم من وصلت نسبة مشاهدته التلفزيونية الى مائة مليون مشاهد ووصلت المكالمات لبرنامجه الى ثمانين ألف مكالمة والرسائل القصيرة بعشرات الملايين كل هذا يعني أرباحا خيالية للمؤسسة الإعلامية من وراء هذا الشيخ الداعية الذي لم يتجاوز راتبه في وقت أولي مع بداية ظهور هذه القنوات الى الفي دولار او اقل لكن المداخيل الكبيرة و المتسارعة للقنوات ضاعفت راتبه مئات المرات المشكل ان هذه القنوات اصبحت تروج هذا الشيخ الداعي على انه المرجع و الحجة في مجال تخصصه وخصصت لذلك تلميحا و تصريحا حملات اعلانية كبيرة حتى أصبح اصغر الدعاة عند العامة كمالك او كالشاطبي وللأسف لم ينبر جل المشايخ لإزالة هذه الصورة المغلوطة عند العامة بل لجموا بمضاعفة الراتب بل من الدعاة من تجاوز طمعه الى تأسيس قنوات استئثارا بالربح و نشرا لفكر المقاولة الافتائية و الاتجار بالكلمة و الدين. وهكذا اصبح الشيخ حجة الاسلام في مجال التخصص واصبح له اتباعا كمريدي الصوفية يقدسون كلامه و يرجحونه على حساب كلام كبار العلماء والأصوليين من السلف و الخلف بل قد يرجحوه على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبح الشيخ ميزانا للحق بدل أن يكون الحق ميزانا للرجال. بمقابل ذلك همش صوت العلماء الكبار و الأصوليين و الحجج العلمية المنتشرين في بقاع الارض الاسلامية ومنعوا من ارتياد القنوات الاسلامية وان ارتادوها قلت مشاهدتهم بسبب تخصيص أوقات غير ملائمة لبرامجهم و عدم الترويج اعلاميا لهم و حتى في المؤتمرات العالمية يستدعى الدعاة المتعلمين مكان علماء الامة المعتبرين في العصر الحالي بل و الادهى من ذلك شكل بعض الدعاة لوبي للحفاظ على مصالحهم واصبحوا يتحكمون في من يلج القناة ممن لا يلجها وقبلتهم المطابع ودور النشر وروجت اعمالهم بشكل كبير جدا حتى زاحمت كتبهم بل ورجحت على الصحيحين او المسانيد وزاد ت مداخيلهم بشكل كبير وللأسف يدعون أنهم لا يتقاضون مقابلا من دعوتهم كما يتطاولون على الدين و الفتوى وتجرؤوا على دين الله و حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد ساعدهم على ذلك قلة القراءة و ارتفاع الاقبال على المشاهدة. إن هذا الخلل المنهجي الكبير عند القنوات الإسلامية المتخصصة تجعل خطرها يتعاظم ويجعل العامة يلبس عليها وتجعل الدين مرتعا لمن هب ودب ولابد للعلماء الكبار الوقوف في وجه هذا التهديد المتعاظم لجعل هؤلاء الدعاة يعرفون وضعهم الحقيقي خاصة أنهم يخوضون في أمر عظيم وشان دقيق لا يلجه من حمل بعض العلم ولم يعيه. (غير فمي وما گال) للتواصل guenniservices_(at)_hotmail.com الصفحة على الفيس بوك http://www.facebook.com/fommiwmagal