إعداد :سعيد سونا ما يؤذينا ،ما يمزقنا ، ما يبعثرنا ،هو النظر إلى الخلف ، أن نتطلع للوراء ونفكر في ما جرى لنا ، فلا نستطيع أن نقف لنتأمل ولا نقدر على التقدم إلى الأمام ، فندور حول أنفسنا ،نتقص هنا وهناك أثر لجريمة لم نرتكبها ، ونتفحص دليلا على ماض سحيق ،كأننا عمال أثار في حفريات البارحة . أسأل نفسي المنجذبة بالحب أو بالكراهية ،عن الدين تخلوا عن إكمال المشوار معنا ،عن الدين تركونا في عز الرحلة :هل ضاعوا فعلا ؟ ونعود لنفتش عنهم ،ونصاب بتأنيب ضمير : هل أخطأنا في حقهم ؟ نسأل أنفسنا،،عن أحباء وعدونا بالعيش معنا في السراء و الضراء ،وفجأة تبخروا ذات ليلة ولم نجدهم في جوارنا هل هربوا منا ؟ ونسأل لماذا؟ لا نستحق أن يكون حبيب أو حبيبة نتقاسم معه أو معها هده البقية من العمر كسفر؟ نسأل أنفسنا ونعود القهقرى إلى الوراء ،ونفتش في الصخر و الرمل ، في التراب و الوحل ،عن أثر لخطوات أحبه ،لم يعودوا بيننا هل سرقهم أحد منا ؟هل خطفتهم قافلة أخرى ؟هل تاهوا في متاهة وها نحن نتوه خلفهم ولا نجد سوى بقايا من كلمات أو صور في ألبوم ؟ نلتفت إلى الوراء، نتطلع، نراقب بأسى ما جرى لأثنين أصبح مفردين،وكل مفرد يفتش عن جمع يجمعهم. الذين نخسرهم نشتاق إليهم،ولا نعلم، هل رحلوا لأننا سببنا لهم الأذى أثناء الرحلة؟ ولأية أسباب...هل كان هناك نقص في زادنا فضاعوا في الصحراء؟هل ضجر الأحبة منا، فانسلوا بين ثقب في الليل، أو هربوا من شباك في جدار النهار،وأبتلعهم الهواء وصاروا هواء؟ ما يؤذينا، ما يرعبونا هو أن نلوي رقاب كل أيامنا وساعاتنا نلوي أعناقنا نحو الخلف...ولا نجد أحدا. آن الأوان للنسى هذا العطر، عطرهم في الهواء علينا أن نمضي إلى الأمام ولكننا نسأل أنفسنا هل هناك أحبة في الأفق؟ أعتقد، أضن، ربما... الحب، أو الحبيب، أو الأحبة...عشاق المستقبل هيا بنا إلى الأمام...لا تلتفت إلى الوراء فكل العظماء كانوا هكذا. لا تلتفت يمينا ولا يسارا،لا تلتفت للجبناء،أنظر إلى المستقبل فشيخك الجابري زودك بأخبار الأولين. هيا بنا إلى الأمام صدقني لا تلتفت إلى الوراء حتى لا تكون حفيدا عاقا.