السيد والي الجهة الشرقية، ألم يسبق لكم و أن تصادفتم مع موكب من المقاتلات على الطرق بالجهة؟ بالطبع نعم. إذن ماذا تنوي فعله لمحاربة هذه الآفة الخطيرة التي عجز عنها من سبقوك ، بل تضاعف عددها عشرات المرات أثناء تواجدهم بالمنطقة، رغم أنهم كانوا يعرفون جيدا مدى خطورة هذه الظاهرة المشينة للجهة الشرقية خاصة، و للمغرب عامة. حيث نجد عددا كبيرا من السياح الأجانب يلتقطون لهم صورا وكأنهم وحوش مفترسة تتوغل داخل المدار الحضري و الكل عاجز عن محاربتهم، بل حتى التحدث عليهم. و الخطير في الأمر أنهم قد نظموا أنفسهم و أضحوا يتجولون في الطرقات جماعات و مواكب و كأنهم مواكب وزارية لا ينقصهم سوى دراجات نارية أمنية تؤمن لهم الطريق . على ذكر تأمين الطريق فهذه العصابات تكلف احدهم بسيارة فخمة تسبقهم و تؤمن لهم الطريق ، إما بشراء ( البراجات) أو تغيير الطرقات. وما زاد الطين بلة هو أنهم مسلحون بالحجارة، السيوف، العصي... و منهم من يحمل معه بنادق صيد و ربما أشياء أخرى. أيها الوالي، أليس هذا هو الإرهاب بعينه؟ فالمواطنون مرهوبون من هذه الظاهرة إلى درجة أن مستعملي الطريق يعطون لهم حق الأسبقية خوفا منهم و من السرعة الجنونية التي تسير بها مقاتلاتهم المملوءة ببراميل من البنزين المهربة تتدحرج داخل مركباتهم وكأنها قنابل متحركة . ألا تعلم أن عددا كبيرا من المواطنين ذهبوا ضحية هذه المقاتلات؟ و كم من رجل أمن قتل أو أصيب بعاهة بسبب ذلك؟ لقد أصبحوا مدارس في الإرهاب يخترقون الحدود يحتكون مع عصابات في التهريب و غيرها بحكم طينتهم. إنهم يتحدونكم بمعنى آخر، وبكل صراحة يتحدون كل من رجال الأمن الذين لا حول ولا قوة لهم و رجال الدرك و الجمارك، وفي بعض الأحيان حتى رجال من القوات المساحة الملكية . إن كنتم لا تستطيعون مطاردتهم خوفا على المواطنين، ففاجئوهم في معاقلهم، فان مقاتلاتهم ليست لها (طاقية الإخفاء)، فعيون القواد والشيوخ و المقدمين لا تنام و ترى كل شيء. و لمَ لا تضعون رقما أخضر لكل من يعرف مكانهم أو سكناهم يخبر بهم؟ ولمَ لا توفرون هيليكوبترات لمتابعتهم؟ فهم يقطعون مئات الكيلومترات وتستطيعون مباغتتهم في أي مكان آخر يسمح بمطاردتهم. إن كنتم ستستطيعون توفير الأمن و الأمان للجهة الشرقية و القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، فستسجلون نقطة هامة في سجل المهام التي كلفكم بها صاحب الجلالة نصره الله و الذي يعمل ليل نهار من اجل التقدم و الازدهار . فالمواطن ألوجدي و كذا المواطنون من الجهة الشرقية يأملون فيكم الخير، و يتمنون أن تكون رجل القرارات و التحديات، و أن تكون جريئا مجتهدا، و أن تعطي الأولوية للأمن و الأمان و إلا......!