خضع ميمون عابدي (14 سنة) يتابع دراسته في السنة الثامنة إعدادي بمدينة جرادة، يوم الأربعاء 30 دجنبر لعملية جراحية بمستشفى الفارابي بوجدة تم خلالها استئصال خصية وذلك بعدما تضررت نتيجة تعرضه للضرب على مستوى أسفل البطن من قبل عناصر من قوات الأمن، التي تدخلت إثر الأحداث التي شهدتها مدينة جرادة مساء الجمعة 25 دجنبر 2009.وفي زيارة للقاصر، الذي يرقد حاليا بقسم المسالك البولية بمستشفى الفارابي بوجدة، و صرح للمنارة الالكترونية بأنه مساء ذلك اليوم خرج من المؤسسة التعليمية في الساعة السادسة فتوجه إلى منزله وبعدها إلى وسط المدينة لجلب بعض الأغراض لجدته، غير أن ذهابه إلى هناك تزامن مع أحداث الفوضى والتخريب التي شهدتها المدينة فوقف مع المتفرجين، قبل أن يتفاجئ بفرار كل من كان حوله ليجد نفسه وجها لوجه مع رجل أمن انقض عليه وطرحه أرضا ليلتحق به أربعة آخرون بينهم عنصر من القوات المساعدة وانهالوا عليه بالضرب في كل أنحاء جسمه بواسطة العصي والركل، دون أن يشفع له سنه الصغير ولا جسمه النحيف ولا حتى بكاءه وطلب الرحمة، وبعدها تم اقتياده إلى مقر الأمن الإقليمي بجرادة رفقة عدد من المعتقلين، حيث خضع للتحقيق وأنجز له محضر. وأضاف ميمون عابدي أنه نقل ليلتها إلى المستشفى الإقليمي بمدينة جرادة بعدما اشتدت عليه الآلام، حيث تم إعطاؤه حقنة وطلب منه إجراء تصوير بالأشعة، وأعيد بعد ذلك إلى مركز الأمن حيث قضى ليلته ليحال صباح السبت 26 دجنبر على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بوجدة الذي أطلق سراحه ليعود رفقة والده وعمه إلى جرادة وقد اشتدت عليه الآلام وتدهورت حالته الصحية، فتم عرضه على طبيب بالمدينة، هذا الأخير الذي أمر بنقله إلى مستشفى الفارابي بوجدة لوجود تضرر على مستوى الخصية يستوجب تدخل جراحي مستعجل. وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قد وجهت مراسلات في موضوع القاصر ميمون عابدي وغيره من المعتقلين إلى عامل الإقليم والمراقب العام رئيس المنطقة الأمنية لجرادة لطلب توضيحات، بناء على الشكايات التي توصلت بها الجمعية من قبل عائلات المعتقلين حول التعذيب المادي والمعنوي الذي تعرض له أبناؤهم، متسائلين عن غياب القوات الأمنية قبل انفجار الوضع وتخريب الممتلكات، وعن الاعتقالات العشوائية التي مازالت مستمرة لحد الآن.