بقلم الدكتور أسامة آل تركي ما يحدث هذه الأيام من كوارث في الإقتصاد العربي بسبب جائحة كورونا سواء في العالم بشكل عام والمغرب بشكل خاص يدعو للقلق، فبعد كل انهيار اقتصادي تكون هناك نتائج كارثية على مستوى الدولة والأفراد، وقد كتبت في مقالتي السابقة وأنا جد قلق عن ما يحدث، وطرقت ناقوس الخطر في ما يقع من انهيار إقتصادي سوف يخرب الحركة الاقتصادية ويتسبب في المزيد من البطالة وإفلاس الكثير من المصانع والشركات التى تقوم بتوظيف العمالة المحلية . وقد طالبت في مقالتي كذلك من جميع الحكومات العربية تقديم كل الدعم والقروض الميسرة والطويلة المدى من أجل الحفاظ على القطاعات الصغيرة والمتوسطة من الإفلاس، كما أشدت بما قام به الملك محمد السادس ملك المغرب من تقديم الدعم لجميع القطاعات الصغيرة والمتوسطة، وتم تكليف البنوك المحلية بهذا الدور الذي لا يتطلب تقديم ضمانات عينية ملموسة من أجل الحصول على تلك القروض الميسرة لأجل إنقاذ تلك القطاعات، ولكن للأسف الشديد أهملت تلك البنوك المحلية دورها الرئيسي ووضعت كل العراقيل لعرقلة تلك الملفات التي مازالت حبيسة الرفوف، رغم تلك الأموال التى رصدت والتي ليست من خزائن تلك البنوك، وإنما هي مبالغ تم اعتمادها من قبل جلالة الملك محمد السادس، ولكن تناست من خلالها تلك البنوك دورها واستغلت تلك الأموال لأغراض أخرى . وعلى العكس قامت تلك البنوك بالضغط على الأشخاص والشركات من أجل التسرديع بتسديد قروض قدمتها لهم سابقا ولم ترحمهم ولم تتساهل مع أحد منهم، حتى أنها لم تقدر الظروف التى تمر بها البلاد بسبب الجائحة، كما أن شركات (السلف) القروض التى تقوم بإقراض المواطنين والقطاعات الصغيرة والمتوسطة لم ترحمهم كذلك، فقد قامت إما بحجز سياراتهم أو مساكنهم أو تقديم دعاوي في المحاكم من أجل الحجز على ممتلكاتهم وبيعها في المزادات، وأيضا شركات الماء والكهرباء والهواتف لم ترحم المواطن الضعيف بالسداد أو قطع الخدمات عنهم . ماذا يفعل المواطن المغلوب على أمره، فمنهم من فقد عمله وأصبح عاطلا ولا معيل له ولا مساعد، هل يقوم بحرق نفسه أو الانتحار أو ماذا .. ؟، اليوم نرى نسبة التسول كثيرة جدا وبشكل رهيب في جميع الشوارع وبأسلوب ساقط وغير مهذب في حالة لم تدفع لهم سواء كانوا رجال أو نساء أو أطفالا . الوضع مقلق وأصبح المواطن يعيش حال رعب دائم، فقد ارتفعت معدلات الجريمة بشكل كبير وأصبح الناس تحت ضغط شديد، فتجد المشاجرات في الشوارع ولم يعد أحد يتقبل الآخر، كما نقرأ ونسمع كل يوم عن جرائم بشعة ترتكب في واضحة النهار، كل ذلك بسبب الضغط النفسي الذي يعيشه المواطن من قله الموارد وضعف الدخل أو بالأصح لا يوجد دخل قار . من هذا المنبر أطالب الجهات المسؤولة التى تم تكليفها من قبل جلالة الملك محمد السادس نصره الله بأن تتدخل وتنقذ ما يمكن إنقاذه وهذا النداء ليس فقط للمملكة المغربية، إنما هو أيضا نداء لكل الدول العربية التى يعيش مواطنيهم أزمة مالية خانقة قد تسبب خلل في المنظومة الأمنية والتى لا نتمنى أن تقع .