تلقى التجمع العالمي الأمازيغي بحزن وألم شديدين نبأ وفاة المناضل الأمازيغي والناشط الحقوقي الدكتور كمال الدين فخار، فجر اليوم الثلاثاء 28 ماي، في مستشفى “فرانس فانون” بعد تدهور صحته إثر دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام وصل إلى أزيد من خمسة وأربعون يوماً، احتجاجا على الاعتقال التعسفي الذي تعرض له على يدي السلطات الجزائرية. ويعتبر المناضل الدكتور كمال الدين فخار، الذي كان مندوبا سابقا للتجمع العالمي الأمازيغي بالجزائر، ثم عضوا بمجلسه الفيدرالي، واحدا من أبرز المناضلين الأمازيغ الذين ناضلوا لسنوات ضد الغطرسة التي يمارسها النظام الجزائري ضد أمازيغ أيت مزاب بغرداية. وتعرض إثر مواقفه النضالية والحقوقية وعلى مدى سنوات لحملة التضييقات والتحريض والاعتقالات، كان أخرها اعتقاله بشكل تعسفي في يوليوز 2015 الماضي، بعد تصريحاته التي وصف فيها النظام الجزائر بالتمييز والعنصرية إثر الجرائم التي ارتكبها حينها ضد أمازيغ مزاب، و تورطه في اغتيال عدد من أبناء منطقة غرداية. وبعد اعتقاله والزج به في السجون بدون محاكمة لما يزيد عن سنتين، أضرب عن الطعام لأكثر من 100 يوم احتجاجا على اعتقاله، خرج كمال الدين فخار من سجن مدينة المدية، الواقعة على بعد 90 كلم جنوب غرب العاصمة الجزائرية، يوم 7 يوليوز 2017، بعد استفادته من دمج العقوبات بعد إصدار ثلاثة أحكام بالسجن ضده، وهي سنة سجنا في أكتوبر 2015 وسنتان في 24 ماي 2017 ثم 18 شهرا في 25 من الشهر نفسه. وبعد عام وثمانية أشهر عن خروجه من السجن، قامت الأجهزة الأمنية للسلطات الجزائرية، يوم 31 مارس 2019 ، باعتقاله من جديد، بعد محاصرة سيارته بجانب مقر عمله بالمركز الصحي سالموعيسى، وسط مدينة غرداية، و تم اقتياده إلى مركز الشرطة مع اثنين من أبنائه الصغار (سليم وياسين) ، دون تقديم أي سبب للاعتقال التعسفي وعند حضور احد أفراد عائلته لمركز الشرطة سلم له أبناءه الصغار القصر وأخبره بدخوله في إضراب عن الطعام احتجاجا على هذا الاعتقال التعسفي، إلى أن توفي، صباح اليوم الثلاثاء، بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، حيث تم نقله إليه بعد تدهور وضعه الصحي، إثر إضراب مفتوح عن الطعام دام شهرين. وبناء على هذه التفاصيل، يعلن التجمع العالمي الأمازيغي ما يلي: *يعزي نفسه والحركة الأمازيغية في مختلف بلدان شمال إفريقيا في وفاة المناضل الدكتور كمال الدين فخار ويعبر عن تعازيه ومواساته لأسرته الصغيرة والكبيرة. *يحمل مسؤولية وفاة المناضل الأمازيغي للنظام الجزائري ولأجهزته الأمنية المختلفة. *يطالب بفتح تحقيق جدي ومسؤول في ملابسات وحيثيات وفاة الدكتور كمال الدين فخار وتحديد المسؤولين المتورطين في اعتقاله وتركه يصارع الموت لوحده. *يطالب بكشف الحقيقة الكاملة في وفاته للرأي العام، وتقديم المتورطين للعدالة. *يجدد التجمع العالمي الأمازيغي مطالبته بإطلاق سراح كافة المعتقلين الأمازيغ الذين يقبعون في السجون الجزائرية. * يدعو السلطات الجزائرية إلى وقف سياسة الاعتقالات والمتابعات القضائية في حق النشطاء الأمازيغ. * يطالب بالاستجابة للشعب الجزائري في مطالبه العادلة والمشروعة والتي عبر عنها خلال أشهر من الاحتجاجات في مختلف شوارع الجزائر، وعلى رأس هذه المطالب رحيل النظام الجزائري وتنحي كافة مسؤولي النظام السابق وكل المتورطين في جرائم ضد أبناء الشعب الجزائري. التجمع العالمي الأمازيغي