عهدت الشغيلة المغربية، على غرار شغيلة باقي العالم، الاحتفال بذكرى فاتح ماي، ذكرى عيد الشغل العمالي والعالمي، بالمشاركة في التظاهرات المنظمة بالمناسبة من عقد لتجمعات وتنظيم لمهرجانات خطابية وترديد لشعارات بالمناسبة والمشاركة في مسيرات نضالية، ليس فقط للتنديد بما عانته من مضايقات وتعسفات وحرمان وهضم للحقوق، ولكن وبالخصوص، احتفالا منها بما حققته من مكاسب جديدة أو على الأقل الاحتفاء بضمان استمرارية ما تم تحقيقه من مكتسبات سابقة جاءت نتيجة لنضالات عديدة. واليوم، ونحن أمام وضعية جديدة، لم يعرفها المغرب حتى في وقت سابق الحماية، ولا في فترة ما بعد الاستقلال، فإن اتحاد النقابات المستقلة بالمغربيسجل، خضوع الشغيلة المغربية لعهد حماية جديد في ظل الحكومة الجديدة، حيث إنه بدلا من تحقيق مكاسب جديدة صرنا نعرف يوما بعد يوم تراجعا خطيرا على المكتسبات القديمة: تكريس اقتصادى الريع والاكتفاء بإشهار للوائح معتمة لا تغني ولا تسمن من جوع، الإعفاء على مفسدي البلاد والسماح لهم ولمثيليهم بالتطاول والتمادي في تعنتهم وفسادهم، تهديدات مستمرة في حق الشغيلة على مستويات مختلفة حتى الإعلامية منها لتخويفها والحد من نضالها، ضغط نفسي خطير وحصار قاتم على أبسط الحقوق واضطهاد من نوع جديد لم تعرفه الشغيلة حتى إبان العهد الغاشم لفترة الحماية، نهج سياسة تكميم الأفواه وتصفيد الأيادي وتقييد الأرجل لكل الحركات النضالية الصادقة، اكتفاء المعارضة بخرجات إعلامية ومزايدات سياسوية بعيدة عن الانتظارات الحقيقية، هجوم شرس وإجهاز غاضب وتراجع قاتل على حقوق ومكتسبات الشغيلة بكافة أصنافها، تعنيف الاحتجاجات وهضم حقوق النقابات المستقلة مع هدر المال العام بتمويل أجهزة نقابية أخرى واستفادتها من تسهيلات وتفرغات غير قانونية، مصادرة حق الإضراب والاقتطاع من الأجور وتسريحات العمال الفردية والجماعية في غياب تام لإجهزة وأنظمة الحماية والسلامة، توزيع غير عادل للثروة الوطنية وعدم تكافؤ الفرص والتساوي في تحمل عبئ الأزمات ودواعيها، التخوف من الرجوع إلى سياسات التقويم الهيكلي التي تؤدي ثمنها بالخصوص الطبقة الكادحة، مسرحية حوار اجتماعي طال أمدها بدون فائدة، تارة تنادي أطراف بمقاطعته وتارة تنادي الأطراف الأخرى بإلغائه، لكل هذه الأسباب، والأسباب المعروفة لدى الجميع، وحتى لا نستمر بقيام دور مجرد كومبارس في مسرحية تخدم مصالح حكومة أصبح همها الإجهاز على ما تبقى من حقوق ومكتسبات الطبقة الشغيلة التي تعتبرها هي "الأضعف في الحلقة الاجتماعية" لتغطية فشل سياستها الاقتصادية، فإن اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب، يدعو كافة مناضليه، ومناضلي كل التنظيمات النقابية المستقلة العضو في اتحاده، وكافة الشغيلة المغربية إلى تخليد هذه السنة"ذكرى حزن وحداد" بمقاطعة كل الأنواع التقليدية لاحتفالات فاتح ماي من حضور مهرجانات أو المساهمة في مسيرات. الرباط في 29 أبريل 2013 المكتب الوطني الهاتف: 0663697000 الفاكس: 0537577243 [email protected]