بعد حوالي شهر على إحالتهم على المحاكمة، من المقرّر أن تشرع غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية مراكش، ابتداءً من جلسة الخميس القادم، في مناقشة ملف المتهمين الثلاثة في قضية فيديو محاولة اغتصاب فتاة قاصر بجماعة "بوشان" بالرحامنة. قرار اعتبار الملف جاهزا للمناقشة، ابتداءً من تاريخ 3 ماي المقبل، اتخذته الغرفة خلال الجلسة الثانية من المحاكمة، التي التأمت أول أمس الخميس، والتي لم تستغرق سوى دقائق معدودة، قبل أن يتم تأجيلها استجابة لملتمس بالتأخير من أجل الاطلاع على وثائق الملف وإعداد الدفاع تقدم به المحامي مولاي امحمد أبو حمزة، من هيئة مراكش، الذي أعلن مؤازرته للمتهم "حمزة.ص" (20 سنة)، وهو ابن مستشار جماعي بمجلس جماعة "آيت الطالب" بالإقليم نفسه، تلاحقه تهم تتعلق بتوثيق مشهد محاولة الاعتداء الجنسي على الضحية بهاتفه النقال، باتفاق مع المتهم الأول، من أجل الاحتفاظ بالشريط كوسيلة لابتزازها وتهديدها بنشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في حالة رفضها الخضوع لنزواتهما الجنسية. ويعتبر ملتمس التأخير الثاني من نوعه، بعد الملتمس الذي كان تقدم به دفاع المتهمين في بداية الجلسة الأولى من المحاكمة، التي انعقدت بتاريخ الخميس 5 أبريل الحالي. وفيما يتابع المتهم الرئيس، "ياسين.ل" (21 سنة)، بصك اتهام ثقيل، يتعلق بتهم "تكوين عصابة إجرامية، هتك عرض قاصر باستعمال العنفو، الابتزاز، والتشهير"، على خلفية ظهوره في الشريط وهو يحاول تجريد الفتاة "خولة .ل" من ملابسها بالقوة، يتابع متهم ثالث بتهمة "عدم الإشعار الفوري للسلطات بالشروع في ارتكاب جناية"، وهو حلاق بمركز جماعة "بوشان"، يبلغ من العمر 23 سنة، والذي كان المركز الترابي للدرك الملكي بالجماعة نفسها أوقفه بدوار "كَدالة" بجماعة "آيت حمّو" المجاورة، بعد أن صرح أحد المتهمين بأنه سرّب إليه الفيديو عبر تقنية الواتساب. في غضون ذلك، لازالت الضحية "خولة. ك" (17 سنة) تعاني من تداعيات الحادث المروع الذي تعرضت له، فقد أكد والدها بأنها تعاني من نوبات هلع تصاب خلالها بأعراض تتمثل في آلام بالصدر وضيق التنفس وشعور بالغثيان والدوار ينتهي بإغمائها، وهي الحالة التي قال والدها، في تصريح أدلى به ل"أخبار اليوم" إنها تتكرّر منذ تعرضها لمحاولة الاغتصاب، خاصة بثانوية مركز "بوشان"، التي تتابع بها دراستها بمستوى السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي، وهو ما يضطر معه مدير المؤسسة التعليمية إلى نقلها إلى مستوصف صحي بمركز الجماعة القروية المذكورة. وأضاف والد الضحية بأن كل الوعود التي تلقاها بتقديم الدعم لابنته ولعائلته ذهبت أدراج الرياح بمجرد انتهاء الزوبعة الإعلامية التي أثارها الحادث، مشيرا إلى أن ابنته تحتاج إلى حصص دعم نفسي من طرف أطباء مختصين، وهو ما قال إنه لا يستطيع توفيره بسبب تدني إمكانياته المادية، خاصة وأنه يعاني شخصيا من أمراض مزمنة تتعلق بارتفاع ضغط الدم وداء السكري. 6