واشنطن – تم منح جائزة مرموقة مكرسة لحرية الصحافة في العالم لصحفي إيراني موجود في السجن في إيران. فقد أعلن أن جائزة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) المعروفة باسم جائزة غيليرمو كانو العالمية لحرية الصحافة في العالم ستسلم لأحمد زيدأبادي تقديرا لشجاعته الفائقة ومقاومته والتزامه بحرية التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان والتسامح والتواضع." هذا ما قالته ديانا سنغور رئيسة محكمي الصحفيين الذين يمنحون الجائزة في بيان صادر عن منظمة اليونسكو في 7 نيسان/أبريل. وأضاف البيان أنه بالإضافة إلى زيدأبادي "ستكرم الجائزة العديدين من الصحفيين الإيرانيين المسجونين حاليا." وقد هنأت وزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون زيدأبادي وأشادت به و"بالعديد من غيره من الصحفيين الإيرانيين المسجونين حاليا بسبب جهودهم الشجاعة لشق نهج جديد لإيران – نهج يتمتع فيه كل مواطن بحق التعبير عن نفسه بحرية دون محاكمة أو عنف." وأضافت كلينتون في بيان لها قائلة إن "هذه الجائزة تشكل أيضا تقديرا للثقافة الثرية للشعب الإيراني والتزامه الشديد بحقوق الإنسان رغم ما يخضع له من قمع وحشي من حكومته. وستستمر الولاياتالمتحدة في وقوفها إلى جانب حقوق الشعب الإيراني كله من خلال الأممالمتحدة وتعمل مع مقرر مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان الخاص المعني بحقوق الإنسان في إيران الذي تم تعيينه في الشهر الماضي. وكان زيدأبادي يشغل عدة وظائف منها كاتب مقال عمودي ومحرر في إحدى الصحف ومساهم في قسم الأخبار الفارسية في هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، وكاتب في صفحة روز بالإنجليزية والفارسية على الإنترنت وأستاذ للعلوم السياسية. كما سبق له أن انتخب رئيسا لأحدى المنظمات الطلابية الإيرانية البارزة وجمعية الخريجين الإيرانيين. وقد تكرر سجنه مرات منذ العام 2000 واكتسب شهرة نتيجة رسالته المفتوحة بعد اعتقاله أول مرة وأورد فيها تفاصيل سوء معاملة الصحفيين في السجن. وجرى اعتقال زيدأبادي قبل يومين من الانتخابات الرئاسية الإيرانية المختلف على نتائجها التي تمت في العام 2009. ووجهت له في محاكمة جماعية تهمة تدعي أنه شارك في محاولة الإطاحة بالحكومة من خلال "ثورة غير عنفية" بالمقاومة وحكم عليه بالسجن ست سنوات وخمس سنوات بالنفي الداخلي وحظر مدى الحياة على مزاولته مهنة الصحافة. وصرح محامي زيدأبادي بأنه محتجز في سجن رجائي شهر مع غيره من السجناء السياسيين. وتقدر منظمة اليونسكو أن هناك ما لا يقل عن 26 سجينا آخرين من الصحفيين خلف القضبان في إيران. يشار إلى أن منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة تقدم كل سنة جائزة قيمتها 25 ألف دولار بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف يوم 3 أيار/مايو. وسيتم الاحتفال به هذا العام في واشنطن. وبالمناسبة دعت المديرة العامة لليونسكو آيرينا بوكوفا إيران إلى إطلاق سراح زيدأبادي من السجن قبل حلول المناسبة. وقالت بوكوفا في بيان صادر عنها إن "أحمد زيدأبادي ثابر طوال حياته المهنية على المجاهرة بشجاعة ودون انقطاع بالمناداة بحرية الصحافة وحرية التعبير، وهما حق إنساني أساسي يكمن في جوهر كل الحريات المدنية الأخرى وعنصر هام للمجتمعات المتسامحة المنفتحة وحيوي بالنسبة لحكم القانون والحكم الديمقراطي الرشيد." وأشاد هادي قائمي مدير الحملة الدولية للحقوق الإنسانية في إيران بقرار الاعتراف بزيدأبادي وتقديره واصفا إياه بأنه "واحد من أبرز الصحفيين وصناع الرأي" في إيران. وقال إن "السرعة التي اعتقلوه بها وحاكموه بعد الانتخابات أظهرت فعلا مدى خوفهم منه ومن صوته وتأثيره عند الجماهير الإيرانية." وأضاف قائمي أن زيدأبادي تميز بمهارته في التحليلات ومواضيع السياسة الخارجية الإيرانية وبرع في السياسات الاقتصادية ولكن دون أن يبدي أي تحيز سياسي. وقال إنه كان "مقربا من أوساط المصلحين لكنه لم يحجم عن انتقادهم. ولذا فإن من الصعب تعريفه ضمن أي إطار أو شعار باستثناء أنه كان يضغط من أجل الديمقراطية الأصيلة وحقوق الإنسان الذي كان موضوعا مميزا في كتاباته." وأحمد زيدأبادي ليس أول صحفي ينال جائزة اليونسكو وهو سجين. فالكثيرون من أصل 14 فائزا سابقا بالجائزة أمضوا فترات سجن خلف القضبان بسبب أعمالهم. وقد جرى اغتيال اثنين منهم ومنحوا الجائزة بعد موتهم ونجا ثلاثة من محاولات الاغتيال. ومما يذكر أن جائزة اليونسكو- كانو سميت تكريما لذكرى المحرر الصحفي الكولومبي كانو الذي قتل رميا بالرصاص أمام مقر صحيفته في العام 1986 وذلك بعد أن فضح نشاطات المتاجرين بالمخدرات