رغم الأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية التي تضرب العالم، فإن عدد المليارديرات في تزايد غير مسبوق والثروات الكبرى في تضخم مستمر. المغرب بدوره يحافظ على حضوره ضمن قائمة مليارديرات العالم، وذلك عبر اسمين اثنين، هما كل من الوزير ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، ورجل الأعمال الذي اشتهر بارتباطه بعالم الأبناك، عثمان بنجلون. هذا الأخير خسر المرتبة التي كان يحتلها شهر مارس الماضي ضمن قائمة مليارديرات العالم التي تصدرها مجلة "فوربس" الأمريكية، وأصبح في المرتبة الثانية خلف أخنوش الذي شهدت ثروته ارتفاعا كبيرا خلال الشهور الثمانية الأخيرة. ففي الوقت الذي كانت المجلة المرجعية عالميا في هذا المجال، تقدّر إجمالي ثروة أخنوش خلال شهر مارس الماضي بمليار ونصف مليار دولار؛ ارتفعت هذه القيمة الإجمالية حسب المجلة بتاريخ 25 دجنبر 2017، إلى مليارين ومائة مليون دولار، أي بزيادة 600 مليون دولار، والتي تمثل أكثر من ثلث الثروة الإجمالية لأخنوش إلى غاية مارس الماضي. في المقابل، شهدت ثروة الملياردير عثمان بنجلون، تراجعا منذ شهر مارس الماضي، حيث انخفضت من مليار و900 مليون دولار، إلى أقل من مليار و600 مليون دولار. أما ثالث ملياردير مغربي كان يظهر ضمن قائمة مليارديرات العالم إلى غاية شهر مارس الماضي، أي إمبراطور العقار أنس الصفريوي، فأصبح خارج القائمة الأخيرة والمحيّنة، ما يعني أن ثروته نزلت تحت عتبة المليار دولار، بعدما كانت تتجاوزها شهر مارس الماضي بمائة مليون دولار. اسم مغربي آخر اختفى من قائمة مليارديرات العالم، وهو العصامي ميلود الشعبي، والذي توفي خلال العام الماضي. مجلة "فوربس" تقدم" أخنوش، الذي أصبح حسب ترتيبها أغنى رجل في المغرب، على أنه مالك غالبية أسهم مجموعة "أكوا"، وأنه يجني ثروته أساسا من قطاع الغاز والبيتروكيماويات. مجموعة تقول المجلة إن أبرز فروعها المدرجة في البورصة هي كل من شركة "إفريقيا" المتخصصة في توزيع المحروقات، وشركة "مغرب أوكسجين" المتخصصة في الصناعة الغازية. وتضيف المجلة أن ثروة أخنوش تعود أيضا إلى أنشطته في مجالات الإعلام والفندقة والعقار. وحرصت المجلة إلى الإشارة إلى أن زوجة أخنوش، سلوى أخنوش، تطوّر ثورتها الخاصة عبر فروع تعمل في مجال مراكز التسوق الكبرى وتسويق بعض الماركات العالمية الشهيرة في مجال الموضة. أما ثروة عثمان بنجلون، فتنطلق المجلة في وصفها بكونها تعود إلى والده الذي كان مساهما في شركة صغيرة تعمل في مجال التأمينات. "عثمان بنجلون تسلّم المشعل سنة 1988، وانخرط كشريك في مجموعة RMA الوطنية للتأمينات، والتي استعملها لاحقا لتطوير أنشطته في المجال البنكي". وتضيف المجلة أن بنجلون يتولى حاليا قيادة البنك المغربي للتجارة الخارجية، واصفة إياه بثاني بنك في إفريقيا، "بأنشطة منتشرة في 20 دولة إفريقية، منها السنغال وكينيا والكونغو". وتضيف المجلة أنه وبفضل ذراعه المالي "فيناس كوم"، يعتبر بنجلون صاحب أغلبية أسهم شركة RMA للتأمين، كما يتوفر على جزء من أسهم شركة "ميدي تلكوم"، كما يتوفر على مساهمات في شركات كبرى في نيجيريا وجنوب إفريقيا وغانا... المجلة أرفقت ترتيبها الأخير لمليارديرات العالم، بتقديم قالت فيه إن الأمر يتعلّق بسنة قياسية جديدة، حيث ارتفع عدد المليارديرات بنسبة 13% على الصعيد العالمي، حيث انتقل مجموعهم من 1810 نهاية 2016، إلى حوالي 2043 نهاية العام الحالي. وتضيف المجلة أنها المرة الأولى التي يتجاوز فيها مجموع مالكي الثروات ب"عشرة أرقام" عتبة الألفي شخص. وقدّرت المجلة مجموع ثروات هؤلاء المليارديرات بقرابة 8 آلاف مليار دولار، وهو ما قالت إنه رقم قياسي جديد بدوره. وفيما يستمر بيل غيتس في التربع على عرش مليارديرات العالم، وذلك للعام الرابع على التوالي، وللمرة 18 خلال 23 سنة من التصنيف، قالت المجلة إن ثروته فاقت 86 مليار دولار مع متم 2017، بينما كانت في حدود 75 مليار دولار العام الماضي. إلا أن أكبر صعود في سلّم الثراء هو الذي قالت المجلة إنه تحقق لمالك شبكة "أمازون"، الأمريكي جيف بيزوس. هذا الأخير أضاف إلى ثروته ما يفوق 27 مليار دولار خلال هذه السنة. اسم آخر التحق حديثا بقائمة المليارديرات ويواصل صعوده، وهو الشاب مارك زوكبربرغ، مؤسس ومالك موقع "فيسبوك" الشهير. هذا الشاب بات يحتل المرتبة الخامسة عالميا بين المليارديرات، بما يتجاوز 56 مليار دولار، مزيحا بذلك أحد أكبر الأثرياء المكسيكيين من ال"طوب5′′، وهو الشهير كارلوس سليم هيلو. المجلة أحصت دخول 195 اسما جديدا إلى قائمة مليارديرات العالم، أغلبيتهم الساحقة من الصين، بما مجموعه 76 مليارديرا جديدا، مقابل 25 مليارديرا جديدا ينحدرون من الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما التحقت بقائمة المليارديرات 15 سيدة جديدة، جميعهن تقريبا، باستثناء واحدة، ينحدرن من منطقة آسيا المحيط الهادي. في الإجمال، تستمر الولاياتالمتحدةالأمريكية في تصدر العالم من حيث عدد المليارديرات، بمجموع 565 مليارديرا، أي بزيادة 25 مليارديرا جديدا مقارنة بالعام الماضي. فيما تواصل الصين صعودها السريع، محققة هذا العام 319 مليارديرا، فيما تأتي ألمانيا ثالثة ب114 مليارديرا، ثم الهند رابعة، والتي تجاوزت عتبة المائة ملياردير لأول مرة في التاريخ.