سلام محمد العامري [email protected] قال أمير المؤمنين, لولده الحسن عليهما:" قائل لابنه الحسن (عليهما السلام) : «لا تدعونَّ إلى مبارزة ، وإن دُعيت إليها فأجب، فإنّ الداعي إليها باغ، والباغي مصروع". يتحدث لنا التأريخ, عن دولة الخلافة الراشدة, فقد وقع اختيار المسلمون وبيعة بالإجماع, على خلافة علي بن أبي طالب, عليه السلام, المعروف بعدالته وفكره النَيِّر, بشهادة كل الصحابة, وقد كان معاوية بن أبي سفيان, والياً على بلاد الشام. بعد واقعة الجمل, التي راح ضحيتها كثيرا من الدماء, أظهر معاوية والي الشام عصيانه, على الخلافة مركز الحكم, متخذاً من مقتل الخليفة الذي ولّاه, وإظهار حلمه بتسنم الخلافة, عن طريق التمرد وعدم المبايعة, فقام علي بن طالب عليه السلام, بإرسال كتاب لوالي الشام, مفاده درء الفتنة, وأخذ البيعة منه وأهل الشام قاطبة, فما كان من معاوية بن أبي سفيان, إلا أن يجمع الناس في صلاة جامعة, حاثاً هممهم وشحذ روح النخوة, للمطالبة بدم عثمان بن عثمان, فأجابوه لذلك وبايعوه عليه, لتدور رحى معركة ضروس, دامت بين شهر صفر عام 37هجرية, إلى رمضان عام 38 هجرية, انتهت بعملية تحكيم. لم تكن تلك المعركة" صفين" مفاجئة, فقد سبقتها مفاوضات بين الطرفين, وقد قال علي بن أبي طالب(ع), في أحد كتبه لمعاوية:" إن الناس قد قتلوا عثمان, بغير مشورة مني, وبايعوا لي على مشورة منهم واجتماع, فبايع وفد إلَيَّ, في أشراف أهل الشام", إلا أن معاوية أبى إلّا الرفض, والمطالبة بتسليم قَتلةِ عثمان. إنَّ ما يمر به عراقنا الحبيب, بمسألة استفتاء إقليم كردستان, والأمثلة "تُضرب ولا تُقاس", كما يقول المثل العربي, حيث الحكومة الاتحادية في بغداد, المنتخبة من قبل الشعب, وما رئيس الإقليم, إلا والي لإدارة الإقليم الكردي, علية تأدية الولاء للحكومة الاتحادية, مقابل ميزانية حًددت بالاتفاق مع بغداد, وعليه حقوق من الواردات المحلية للإقليم, عليه تسليمها للمالية, لرفد الموازنة العامة. انتهت معركة صفين, بالتحكيم بين الجيشين بشكل شخصي, بين عمر بن العاص وأبو موسى الأشعري؛ فهل سيخلع مفاوضو الحكومة الاتحادية, كما خلع ابو موسى الأشعري, علي بن أبي طالب, ويثبت مفاوضو كردستان, مسعود البارزاني, كما فعل عمر بن العاص؟ الأيام حُبلى بالأحداث, داعين الباري عَزَّ وجل, أن يرحم شعبنا بكل مكوناته, ويبعِدَ عنا كربلاء جديدة.